كتب - عادل محسن:
قال عدد من أصحاب مزارع النخيل، إن: «سوسة النخيل، تكاد تقضي على «نخيلهم»، الذي يتساقط تباعاً فور يباس النخلة، ما يعرض جراء سقوطها على الأرض أرواح الناس للخطر، معربين عن استغرابهم من الأرقام التي تصدرها وزارة شؤون الزراعة والثروة البحرية بما يتعلق بنسبة انتشار سوسة النخيل التي عصفت بمزارعهم وانتشرت بين نخيلهم مخلفة وراءها موت آلاف النخيل بينما الأرقام الرسمية تبين أن نسبة الانتشار لا تتعدى 1%».
وأوضحوا في تصريحات لـ«الوطن» التي زارت مزارعهم، أن سوسة النخيل تتكاثر بسهولة وتجذبها رائحة فسيل النخلة وتعيش بداخلها وتنخرها حتى تسقط وتموت، ما يؤثر سلباً على المنتوجات الزراعية وصحة النخيل ويؤدي كذلك إلى خفض نسبتها في المملكة بعدما كانت توصف ببلد المليون نخلة أصبحت الآن بلد المليون سوسة.
من جانبه أشار الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة -صاحب مزرعة في الجسرة- إلى أنه لا يجد أي اهتمام واضح من إدارة الثروة النباتية في إدارة مشروع المكافحة وأنها لا تتابع عن كثب المزارع التي تبدأ بعلاج نخيلها، مؤكداً أن كثيراً من التجارب العلاجية التي أجريت في مزرعته، خلفت له خسائر في أعداد النخيل، وبأنه تقبل ذلك من أجل هدف الوصول إلى علاج حقيقي يمكن أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من النخيل في المملكة في مختلف مواقعها ولا تقتصر فقط على المزارع بل تتعدى كذلك للنخيل الموجودة بالشوارع والمنازل.
خطر على المارة
وقال الشيخ إبراهيم بن خليفة إن: «هناك نسبة خطر عالية بسقوط النخيل في الشوارع، خصوصاً مع هبوب الرياح في بعض الأوقات فسوسة النخيل تنخر في جذع النخلة وتضعفها، ما يؤدي إلى سقوطها في أي لحظة ويمكن أن تخلف خسائر بشرية في أرواح المواطنين والمقيمين في حال سقوطها في الشوارع الرئيسة».
وأضاف: «لدي أكثر من 2500 نخلة ونسبة الموت لدي تصل إلى 30 نخلة، بينما نسبة الانتشار لدي تصل إلى 30-40%، وأن لم يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من النخيل فسوف تنقرض خلال 10 سنوات، مطالباً بفحص النخيل عند استيرادها من الخارج، بضوابط مشددة فمن غير المعقول أن تنتشر سوسة النخيل في المراكز الزراعية التابعة للوزارة، وقال» إذا كان باب النجار مخلوعاً فما مصير مزارعنا نحن؟».
وذكر أن عدداً من النخيل سقطت في المزرعة وواحدة سقطت على عمود الإنارة وأسقطته أرضاً ولو سقطت على أحد المارة لسحقت عظامه، وأن مستوى المكافحة كما وصفها «صفر على الشمال».
3 سنوات لتلقي العلاج
وبدوره أوضح المزارع يوسف البوري، أنه «طالب إدارة الثروة الزراعية، قبل 3 سنوات، مكافحة سوس النخيل في مزرعته التي تحوي مئات النخيل، إلا أن إدارة الثروة الزراعية لم تزره إلى الآن، مطالباً بتعويض المزارعين والعمل على مكافحة السوسة».
وأضاف أن «قرية بوري كانت سابقاً خالية من سوسة النخيل ولكن انتقلت لها كسائر كثير من المناطق التي تعاني الآن منها، ولدي نسبة إصابات كبيرة بسبب عدم وجود مكافحة حقيقية في البحرين من قبل القسم المعني، وقد أبلغت الوزير شخصياً بأن نسبة المكافحة لدينا معدومة بالنسبة لدول خليجية أخرى بينما أعداد النخيل لدينا في المملكة أقل ويمكن أن نسيطر على المرض بأداء أفضل من الدول الثانية، وكانت المناطق التي تعاني من السوسة محدودة، لكنها انتشرت في مناطق كثيرة نتيجة عدم الاهتمام من قبل المسؤولين، موضحاً أنهم طالبوا الوزير في لقاء سابق بتعويض جميع المزارعين جراء الخسائر التي ألمت بهم، فنحن نزرع النخيل ونتعب على تربيتها وفجأة تسقط وتموت فمن الطبيعي أن يأثر على مصدر رزقي فالنخلة الواحة تكلف من 100 إلى 500 دينار». وطالب البوري، بابتعاث الفنيين والموظفين لتلقي معلومات ودورات تدريبية في كيفية مكافحة سوسة النخيل كي تكون لديهم دراية في المكافحة على أسس صحيحة، مشيراً إلى أن سوسة النخيل طالت حتى النخيل في الشوارع العامة، ودعا إلى تشكيل لجنة تمثل الوزارة والمزارعين وتشرف عليها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى التي تحرص على الاهتمام بالزراعة في المملكة وتوجيهاتها يمكن أن تسهم في إنقاذ النخلة في المملكة.
المشكلة انتقلت لكرانة
وفي سياق متصل قال فردان قيدوم مزارع في كرانة، إن: «نسبة كبيرة من نخيله تعرضت لعدوى سوسة النخيل وأصبحت «تنخر» في نخيله البالغ عددها 400 نخلة بينما نسبة الإصابة لديه تصل إلى 40% منها إصابات شديدة بمقابل علاج لا يرتقي لحجم مشكلة المزارعين، مؤكداً أن «المكافحة» كانت بقطع النخيل ورميها ثم حرقها قبل أن تتطور قليلاً ويتم لفها بقطعة «نايلون» ورش المبيدات داخلها للقضاء على السوسة نهائياً على مستوى النخلة بينما يتنقل باقي السوس من نخلة إلى أخرى ومن منطقة إلى ثانية، وأوضح أن الفائدة نسبية مقابل حجم المشكلة، مطالب بإيجاد حلول جادة تقضي على سوسة النخيل». وأكد قيدوم تأثر، تجارة النخيل في البحرين كثيرة فعندما تستثمر» 200» دينار في نخلة عالية الجودة وتموت في اليوم التالي ويتم إعدامها بسبب السوسة فمن الطبيعي أن تجارتنا ستنشل في وقت ما، إضافة إلى كون سقوط بعض النخيل أصبح مشكلة قائمة وكانت أحد العوائل تمر قرب أحد النخيل في مركز زراعي تابع للوزارة وسقطت وكانت على وشك أن تخلف ضحايا».
نسبة الإصابة كبيرة
وأيده في ذلك عبدالنبي منصور مزارع في بوري الذي رمى مؤخراً 26 نخلة من أفضل الأنواع تحولت ألوانها إلى صفراء وذبلت وماتت، مشيراً إلى أنه اكتشف أنها مصابة بسوس النخيل وجرى إعدامها، وأضاف أن هذا العدد كبير بالنسبة لعدد النخيل الموجود بمزرعته والبالغة 170 نخلة.
وطالب باستمرار وجود فريق المكافحة للقضاء على سوسة النخيل ولا ينقطعون في الزيارات لأن أي جهد سيقدم خلال الفترة لن يؤدي إلى نتيجة لأن السوسة تنتقل من نخلة إلى أخرى وبمسافات كبيرة، مؤكداً أنه لا يمكن التعامل مع السوسة على مستوى المزارعين، وأوضح أنه في هذا المجال منذ أن كان عمره 12 سنة والآن 60 عاماً ولأول مرة تمر عليه هذه النوعية من الأمراض.