يبدو خارقاً للعادة ما فعلته سيارة المرسيدس جي بي في التجارب التأهيلية، مقارنة بما يكون عليه الحال في السباق الرسمي، كما أنَّ التألق الذي يظهر عليه سائق ماكلارين البريطاني لويس هاملتون في خطف مركز أول المنطلقين يتلاشى عندما ينطلق الجميع. الاستراتيجيات الخاطئة نالت من فريق ماكلارين في سباق ماليزيا، الذي اختتم الأحد وسط أجواء متقلبة، غير أنَّ الأخطاء المباشرة، التي وقع فيها فريق الصيانة الخاص بهاملتون من جهة، والخطأ القيادي لزميله البريطاني جنسين باتون كانت أسباباً مباشرة في تقليص النقاط من 43 متوقعة إلى 15 واقعية فقط. هاملتون انتظر في خط الصيانة أكثر مما ينبغي، ولكنه كان بطيئاً أيضاً، عندما وجد نفسه خلف المكسيكي سيرجيو بيريز سائق ساوبر الذي كان الأسرع على الحلبة، وحتى أسرع من الفائز بالسباق الإسباني فرناندو الونسو سائق الفيراري. كما أنَّ باتون ارتكب خطأ لا يغتفر، عندما قرر تجاوز السائق الهندي المتأخر بلفة كاملة قبل الخروج من المنعطف فخسر جناحه الأمامي وتراجع إلى آخر الترتيب. وتهون مصائب ريد بول بعد خطأ بطل العالم الألماني سبيستيان فيتل وموت سيارته في اللفة الأخيرة، أمام مصائب مرسيدس، حيث كان الثنائي الألماني نيكو روزبيرغ ومايكل شوماخر عرضة للتجاوز من الجميع، وكأن السيارة التي سجلت أفضل الأوقات في التجارب الحرة والتأهيلية مجرد «لعبة» تعمل بالبطارية. وشهد انطلاق السباق دقيقة واحدة قتلت معها أحلام الأسطورة شوماخر، الذي انطلق من المركز الثالث في أفضل نتيجة بعد عودته من الاعتزال، حيث استدارت سيارته حول نفسها بعد احتكاك مع سيارة رينو والسائق الفرنسي غروجو، ودارت معها الأمور رأساً على عقب. وكان الاهتمام بفتحة الجناح الخلفي لدى فريق مرسيدس قد تزايد، بعدما أظهر روزبرغ وشوماخر سرعة تنافسية على الخطوط المستقيمة خلال التجارب، بيد أنَّ ذلك لم يظهر أبداً خلال السباق الحقيقي. وأخيراً مسح الماتادور العملاق الونسو سائق فيراري كافة الأخطاء التي ارتكبها زميله في الفيراري البرازيلي فيليبي ماسا، بعدما قدم سباقاً ولا أروع وتمكن بسيارته التي تأتي في الترتيب الخامس، من حيث السرعة (خلف ماكلارين ومرسيدس وريد بول ورينو لوتس) من الفوز، دون ارتكاب أي خطأ حتى ولو كان صغيراً. وساعد الونسو على تحقيق الفوز العدائية الكبيرة التي بدأ بها السباق، حيث تقدم من المركز الثامن إلى الخامس، ونجح فريق الفيراري في اختيار التوقيت الأنسب لأول توقف ليفصل بين سيارتي الريد بول، ثم يتخطى ويبر وبيريز، ويبرع فريق تغيير الإطارات في التوقف الثاني ليتجاوز هاملتون في خط الصيانة ثم باتون بعد الخروج من المنعطف. ورغم أنَّ سيارته لم تكن الأسرع، إلا أنَّ عدم ارتكابه أي خطأ في اللفات الأخيرة أفشل مخطط الشاب المكسيكي للتجاوز، وهذا الأخير كاد يدفع الثمن غالياً بانزلاق مرعب قبل 5 لفات على النهاية. 3 أسابيع تمتلكها فرق الصيانة قبل سباق الصين المقبل، وفي الوقت الذي هددت فيه الماكلارين ن سرعتها ستتضاعف، فإنَّ السيارة ذات الرداء الأحمر حصلت على شحنة معنوية هائلة، ربما تأتي نتائجها أسرع من المتوقع.