ذكرت وكالة رويترز الإخبارية نقلاً عن مصادر أمنية وطبية وشهود عيان، أن شخصاً قتل وأصيب عشرات آخرون أمس في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وقوات الأمن بمدن مصرية عدة، فيما فشلت جماعة الإخوان المسلمين في حشد أعداد كبيرة من المتظاهرين بالقاهرة نظراً للطوق الأمني على مداخل ومخارج المدينة.
واستبق الجيش المصري هذه التظاهرات بتكثيف وجوده في محيط المنشآت الحيوية في القاهرة تحسباً لاندلاع أعمال عنف.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إن الجيش عزز انتشاره في محيط قصر الاتحادية الرئاسي ووزارة الدفاع وميدان رابعة العدوية، وأغلق محيط ميدان التحرير أمام حركة المرور.
ويخشى ملايين المصريين من تكرار المواجهات الدامية بين المتظاهرين وقوات الأمن والتي قتل فيها نحو 170 شخصاً الجمعة الماضية، علماً أن 1015 شخصاً على الأقل بينهم 102 من عناصر الأمن قتلوا منذ فض اعتصامي الإخوان المسلمين بميداني رابعة العدوية والنهضة 14 أغسطس.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، الذي أطلق عليه الإسلاميون اسم «أسبوع رحيل الانقلاب»، فشل أنصار مرسي في حشد أعداد كبيرة من مؤيديهم في تظاهرات دعي إلى مشاركة حاشدة فيها، في ظل حملة توقيفات يومية تطال أعدداً كبيرة من قيادات الإخوان المسلمين وبمقدمتهم المرشد العام للجماعة محمد بديع.
وقال أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين لفرانس برس، إن هناك صعوبة في التواصل فيما بينهم بسبب عمليات القبض على قادة الجماعة والملاحقات الأمنية لمئات آخرين.
وكانت الجماعة قالت إنها ستنظم اليوم 28 مسيرة من مساجد بالقاهرة في «جمعة الشهداء» لكن مئات فقط من المؤيدين شاركوا في مسيرات عددها قليل بحسب الشهود ولقطات تلفزيونية.
ومنذ أيام بدأت السلطات حملة اعتقالات واسعة للأعضاء القياديين في الجماعة التي قتل مئات من أعضائها خلال فض قوات الجيش والشرطة اعتصامين بالقاهرة والجيزة قبل نحو عشرة أيام.
وقالت شرطة النجدة في مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية بدلتا النيل، إنها تلقت بلاغاً بمقتل مؤيد لمرسي في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين، استخدمت فيها طلقات الخرطوش والزجاجات الحارقة والسلاح الأبيض والحجارة، فيما ألعن مسؤول صحي في المدينة أن 26 شخصاً أصيبوا في الاشتباكات بينهم 6 حالتهم خطرة. وقال شاهد إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على مؤيدي مرسي وإن مدرعات الجيش حالت دون وصول المتظاهرين إلى مبنى الديوان العام لمحافظة الغربية ومبنى مديرية الأمن.
وأضاف أن الشرطة قبضت على نحو 15 متظاهراً أغلبهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وأن معارك كر وفر دارت بين الجانبين في عدد من الشوارع.
وفي مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية بدلتا النيل قال وكيل وزارة الصحة مجدي حجازي، إن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح قطعية في اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه حاولوا إحباط مسيرة للإخوان. ونبهت مصادر أمنية إلى أن الشرطة قبضت على 19 من مؤيدي مرسي الذين وصل عددهم إلى مئات.
وأعلن مجلس الوزراء في بيان له مساء أمس «أنه في ضوء متابعة الأحداث الجارية على مستوى الجمهورية فيما يخص حالات الوفاة والإصابات وفقاً للتقارير الواردة من وزارة الصحة حتى الرابعة عصراً، بلغ عدد الإصابات في القاهرة 27 مصاباً، وفي محافظة الغربية مدينة طنطا 25 مصاباً، وفي محافظة الدقهلية مصابين».
وحمل مشاركون في المسيرة أعلام مصر وصور مرسي وأوراقاً صفراء صغيرة عليهم صورة يد تشير إلى الرقم أربعة، في إشارة إلى اعتصام رابعة العدوية المؤيد لمرسي في القاهرة والذي فضته قوات الأمن بالقوة يوم 14 أغسطس في عملية دامية قتل فيها المئات. وفي مدينة طنطا شمال القاهرة، وقعت مواجهات بالحجارة والزجاجات الفارغة بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان المسلمين الذي نظموا مسيرة احتجاجية، من دون تأكيد وقوع إصابات بحسب مراسل فرانس برس. وخلت لائحة مسيرات أنصار مرسي من مسجدي الفتح قرب ميدان رمسيس الذي شهد مواجهات دامية الجمعة الماضي، ورابعة العدوية حيث اعتصم مؤيدو الإسلاميين لأسابيع قبل أن تفض قوات الأمن اعتصامهم بالقوة في عملية قتل فيها المئات، بعد قرار حكومي بعدم أداء الصلاة فيهما بسبب أعمال الترميم. وتأتي تظاهرات اليوم بعد ساعات من مغادرة الرئيس الأسبق حسني مبارك السجن الخميس إثر قرار إخلاء سبيله في آخر قضية كان يحاكم على ذمتها، ليخضع للإقامة الجبرية في مستشفى عسكري في القاهرة قبل أن تستأنف محاكمته الأحد.
ولا يزال مبارك يحاكم في ثلاث قضايا بينها التواطؤ في مقتل متظاهرين قبيل سقوطه، وهي قضية سبق وأن تقرر إخلاء سبيله فيها بسبب انقضاء المدة القانونية لحبسه احتياطياً (24 شهراً)، على أن تستكمل جلساتها الأحد.