كتبت - سلسبيل وليد:
رحبت مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعبًا بالزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء بجمهورية كوريا جونغ هونغ وون، والوفد المرافق، الذي يحل ضيفاً على مملكة البحرين في الفترة من 25 إلى 26 أغسطس الحالي.
وأعربت البحرين عن عميق تقديرها للزيارة الهامة التي ستدفع آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين إلى الازدهار والنماء، وأكدت أهمية الاستفادة من الإمكانات التي تحظى بها جمهورية كوريا على كافة الأصعدة، سيما وأنها تعد من مجموعة الدول العشرين.
وتتطلع المملكة قدماً إلى تحقيق نتائج ملموسة من وراء هذه الزيارة الكريمة، بما يحقق المصالح المشتركة لكلا البلدين والشعبين الصديقين، والمضي في تنسيق المواقف وتعزيز الشراكة من خلال التوقيع على مذكرات التفاهم والتعاون المشترك لتشمل مختلف المجالات.
يصل رئيس وزراء كوريا الجنوبية تشونغ هونغ وان إلى البحرين اليوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين، وتعد الأولى من نوعها لرئيس وزراء كوري إلى المملكة، بحسب وكالة أنباء كوريا الجنوبية الرسمية «يونهاب»، وذلك بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بهدف تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية ولبحث مسائل الاستقرار الإقليمي.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الكوري إلى البحرين في إطار جولة له إلى المنطقة تشمل إلى جانب البحرين كلاً من قطر وسريلانكا وتركيا بدءاً من يوم الأحد 25 أغسطس ولمدة 8 أيام.
ويعقد تشونغ محادثات مع سمو رئيس الوزراء يوم غد الاثنين، لبحث سبل تقوية التعاون المشترك في مختلف المجالات التجارية والمالية، إضافة إلى مجال الطاقة، كما سيتناول بحث مذكرات التفاهم والتعاون الثنائي التي سيتم توقيعها خلال الزيارة، والتي تغطي العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتكنولوجية.
وكانت البحرين وكوريا وقعتا عدة اتفاقات للتعاون الاقتصادي والثقافي إضافة إلى اتفاقية الضريبة المضاعفة في شهر مايو من العام الماضي.
وتضمنت الاتفاقات الموقعة مذكرة تفاهم بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين، للترويج للمصالح التجارية والصناعية المشتركة، وتشمل سبل التعاون، وتبادل المعلومات الاعتيادية الخاصة بالأسواق، وتقديم فرص العمل والاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين، وإطلاق جمعية الصداقة البحرينية الكورية، بهدف توطيد العلاقات وتعزيز التفاهم بين الشعبين، وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيد الاقتصادي، والثقافي، والرياضي، والسياحي وفي المجالات العلمية المختلفة.
ووقع البلدان اتفاقية شراكة بين كل من شركة LG CNS الكورية، وبوابة الحكومة الإلكترونية بمملكة البحرين، لتنفيذ مشروع نظام الترخيص المتكامل للأعمال (BLIS)، والذي سيقدم حلاً متكاملاً للتطبيقات الإلكترونية وتجديد السجلات التجارية والتراخيص ذات الصلة، لتسهيل عملية إقامة مكتب عمل في المملكة.
وفازت شركة LG CNS بالقيام بهذا المشروع بعد خضوعها لمناقصة استغرقت فترة طويلة حتى وقع الاختيار عليها، إذ تم تصميم المشروع لتحسين مناخ الاستثمار في البحرين عن طريق استخدام التكنولوجيا، ما يجعل البحرين أكثر قدرة على المنافسة في جذب الاستثمارات الأجنبية.
وشهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول مجلس التعاون الخليجي وكوريا الجنوبية نمواً كبيراً بعد أن وصل حجم المبادلات التجارية بين الجانبين إلى أكثر من 113 مليار دولار بحسب إحصاءات العام 2013، ولاتزال دول مجلس التعاون تواصل تفوقها في مجال توفير الطاقة العالمية وصناعة البتروكيماويات والمعادن والبلاستيك وتستمر في طرح المشاريع العملاقة ومشروعات البنى التحتية. وتتيح حجم القطاعات الاقتصادية الخليجية فرصاً واعدة للشركات الكورية للمشاركة الفاعلة في المشروعات المحتاجة للقدرات والخبرات وتجارب متميزة من الجانب الكوري ويمكن من خلالها إقامة علاقات وتعاون مثمر بين الجانبين. وتشمل الشركات الكورية المتواجدة في البحرين كل من: شركة هيونداي للهندسة والبناء، وشركة هيونداي للصناعات الثقيلة، وشركة سامسونغ الهندسية، ووري بنك، وشركة دي إم بيورتك، وونجين للتنمية، وميونغ سونغ الهندسة، وبنك التبادل الكوري.
وتسجل كوريا تحسناً تجارياً مضطرداً منذ العام 2002، إذ أصبحت تاسع أكبر قوة تجارية في العالم في العام 2011، بعد أن كانت بالمركز 13 بين القوى التجارية عالمياً قبلها بنحو 10 أعوام.
وتتطلع البحرين أن تكون زيارة رئيس وزراء جمهورية كوريا إلى مملكة البحرين بداية لمرحلة جديدة في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، وتطمح أن تحقق هذه الزيارة من توسع في علاقاتهما الثنائية في المجالات كافة.