قالت وزيرة الثقافة الشيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة إن مهرجان «تاء الشباب» مازال يراهن بعد مرور خمسة أعوامٍ على التجربة الشبابية بألفتها الجميلة، وقدرتها على صياغة مفعولاتها الثقافية والتفاعل مع المواد الإنسانية، بمحاولاتٍ صادقة في انتشارهم الجميل وتوسعهم.
وأعلنت الوزيرة أمس في مؤتمر صحافي، انطلاق مهرجان (تاء الشباب) للعام 2013 في دورته الخامسة، وحتى 14 سبتمبر المقبل تحت شعار «تفاعل... تناغم... تكامل»، بمبادراته المختلفة، مؤكدة أنه «يمكننا أن نبصر من خلال الثقافة داخل المختبرات الشبابية، إلى أين سنذهب وما هي المتغيرات التي بإمكاننا أن نصنعها! هذا التمرير الثقافي والفكري ما بين الأجيال، يجعلنا نؤمن أنّ لدينا الكثير لنفعله، وأنّنا في هذه المشاركة الجماعيّة والاشتغال الجميل بإمكان كلّ واحد منّا أن يصنع. هذا الاختلاف فيما بيننا هو فعل التكاملِ فينا».
وقالت وزيرة الثقافة في تصريح لوكالة «بنا»على هامش المؤتمر الصحافي إن برامج وفعاليات «تاء الشباب» جسدت على أرض الواقع، واستطاعت أن تجد لها مكاناً على خارطة التنفيذ والإبداع، مشيرة إلى أن الشباب المنتمين لبرامج «تاء الشباب» تجاوزوا على مدى السنوات الأربع الماضية مستوى الطموح الذي كان متوقعاً منهم عند بدء برامج وفعاليات «تاء الشباب».
وأضافت: قام «التائيون» على مدى السنوات الأربع الماضية بمبادرات، وحرصوا على تفعيلها واستمرارها، مشيرة إلى أن الاستمرارية هي أهم ما يميز أي مشروع، وأن برامج «تاء الشباب» بدأت بأفكار تبلورت ثم دخلت حيز التنفيذ الفعلي، لافتة إلى أن ما يشهده الجميع من واقع مبدع رسمه المبدعون من الشباب ، يعد حصاداً للجهد الذي يقوم به الفريق المتعاون الذي يحرص كل يوم على تقديم الجديد، مؤكدة أن هذا الحرص على الإبداع هو النجاح الأكبر لهذا الفريق.
من جهته، قال رئيس اللجنة التنظيمية لمهرجان «تاء الشباب» د. إيلي فلوطي، خلال المؤتمر الصحافي إن ثيمة المهرجان جاءت مغايرة عن السنوات الأربع الماضية، إذ حملت تفعيلة «تفاعل» بدل «تفعيل» متمثّلةً في «تفاعل... تناغم... تكامل» وذلك بالتزامن مع مرور نصف عقدٍ من عمرِ مهرجان تاء الشباب، مشيرًا إلى أنّ هذه السنة شهدت العديد من التغييرات على المستوى التنظيمي، منها استحدث فريق العمل لائحة تنظيميّة داخليّة، بالإضافة إلى لجنة استشاريّة مكوّنة من خبراء محليين من أبرز الأسماء في المجالات الثقافية ذات الصلة بالمبادرات، تضمّ كلاً من: الإعلاميّة إيمان مرهون، الصحافيّ الثقافيّ حسين التتّان والمهندس مأمون المؤيّد، وتهتم اللجنة بتوجيه الشباب في مرحلة إعدادهم للفعاليات، لتظهر في الصورة الثقافية ذات الوزن الكبير، وتتلاءم والطموح الشبابي الهادف للارتقاء بالمستوى الثقافي لدى الشباب، واعتماد الفعاليات المحقّقة للانتشار في الوسط الشبابي بما يخدم نشر الثقافة بينهم وإخراجها من إطار ثقافة النخبة. من جانب آخر شهد المهرجان أمس، أولى فعالياته المصاحبة، بجلسات نقاشية مغلقة حملت عنوان «غزل البنات» شارك فيها سبعة من أبرز الوجوه الثقافية في العالم العربي، ورافقها سبعة من المثقفين البحرينيين مع مجموعة من النماذج المجتمعية المختلفة.
واستضافت فعالية «غزل بنات» الممثل السوري جمال سليمان، والمخرج المصري خالد يوسف، والناشطة الاجتماعية المغربية جميلة حسون، والباحثة التونسية د.آمال القرامي، والروائية اللبنانية نجوى بركات، والإعلامية والشاعرة البحرينية بروين حبيب.
وناقشت الفعالية علاقة المرأة بالكون وبنصيبها من المعتقدات والأقاويل والأحداث، وبما تصنفه فيها الإنسانيات بتاريخها وعلومها، مثل التاريخ البحريني الشعبي الذي يطرح قصة «أم حمار» بصفتها امرأة برجل حمار.
ويتبع الفعالية، جزء ثانٍ بعنوان « الجميلات هن»، يناقش فيه المثقفون عموم الجمهور خلاصة رؤاهم المتداولة في «غزل بنات»، وتقام فعالية «الجميلات هن» غدا السبت.
وقالت وزارة الثقافة إن مهرجان تاء الشباب يستمر في فعالياته السابقة مثل: «كلنا نقرأ»، «درايش»، «حفاوة»، فيما تعاود كلّ من «تشكيل» و»تكنيك» و»تنصيص» التي التحقت بمهرجان تاء الشباب في سنواته الأولى أيضاً إدراج مشاهدها واشتغالاتها الثقافيّة. كما تستمرّ «أوبراليك» و»بريمير» محاكاتهما البصريّة والسماعيّة للثقافات والإنسانيّات في مجموعة جديدة من الفعاليّات، مشيرة إلى أنه وللمرّة الأولى، يتمّ تدشين مبادرتي «حياة» و»جدليّات» بمعالجات مختلفة ومفاجآت تتجاوب مع المختبر الثقافي الشبابي.
وبينت أن انطلاقة هذ العام، تحتفي بمبادرة «كلّنا نقرأ» المعنيّة بنشر ثقافة القراءة وتشجيع الشباب عليها، بـ»الأمل»، برفقة الكاتب والشاعر والأديب البحرينيّ قاسم حداد بأسلوب مغاير، إذ تستعرض معه من خلال «المحرق ورشة حياة»، كتابه المؤرِّخ لحياتِه «ورشة الأمل» في المناطق ذاتها التي شهدت لحظات حياته، لترسم ذاكرة المكان. كما تستضيف الكاتب سعود السنعوسي في مناقشة لروايته «ساق البامبو» التي تطوف بين الكويت والفلبين مع قضية مجتمعيّة حول هويّات الأفراد، وتناقش أيضاً رواية «ما تبقّى من أوراق محمد الوطبان» للكتاب والصحافي السعودي محمد الرطيان. وفي مقاربة للقضية الفلسطينية، تستضيف المبادرة الكاتب عز الدين أبو العيش لتعرف منه قصة قلبه التي صاغها في كتابه «لن أكره» بعد أن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي بناته، وموقفه الجدليّ المتمثّل في أن «يسامح بالحب». وفي محاولة لتعزيز التواصل ما بين أندية القراءة العربيّة، تستضيف فعاليّة «بيوتات القراءة» أندية قراءة من أربع دول عربيّة لتشاركَ معها تجربتها، الى جانب فعاليّات القراءة للأطفال «احكِ لي»، والإصدار الأول للتائيّين و»تاء مربوطة».
واختارت مبادرة درايش موضوع «السلوك الإنساني وتفاعله مع فكرة المكان والبيئة»، وفعاليّة «شيء يحلم أن يكون» وصولاً إلى فعاليّة «ينتصرُ للجمال»، و»محطة تقود إلى...» التي تحمل تصاميم بطرز غريبة ومختبر «بتصرفٍ عن المكان»، وتنتقل بالتجربة إلى دراسة واقعيّة مع عميد كليّة الهندسة بجامعة المملكة البروفيسور بلاتون إلكسيو، الذي سيتناول أطروحات العمارة والمكان في أمسية نقاشيّة بعنوان «أإنسان أم معمار؟». أما أهمّ التجارب لمبادرة درايش فسترافق فيها المركز الإقليميّ العربيّ للتراث العالميّ لرصد أحد المواقع التراثيّة في مملكة البحرين متمثّلاً في القرية المتّصلة بموقع قلعة البحرين. وتشتغل «تشكيل على «Edit»، في إحدى معارضها التي تلعب فيها بالصور، بينما تثقب في معرضها الثاني «شآم» نظرة إلى الحرب بعين الأمل يتشارك فيها فنانون سوريون وبحرينيون، وتسترسل في معرضها الثالث «قزح» وآخر على «رصيف» قلعة عراد. وتقدم مبادرة «تنصيص» عددًا من الورش المتخصّصة في المجال الإعلامي، منها «تلويحة صوت»، وورشة «عن البحرين.. تقول الصورة». وتتناول مبادرة «تكنيك» الثقافة التكنولوجية من عالم الهواتف الذكية مع «آبل.. التفاحة المقضومة» وقرينتها «ما وراء اللغة.. أندرويد». وتركز مبادرة «أوبراليك» على المسرح عبر فعالية «Fusion». وتحلّ مبادرة «بريمير» بسلسلة ورشية حول السينما وخباياها، مع أربع ورش عمل هي: «سيناريو» عن كتابة السيناريو، و»كما ترى» عن التصوير السينمائي، و»السينمائي الصغير» عن السينما والطفل، و»كلاكيت» عن الإخراج السينمائي. في جديد هذا العام تنضم مبادرة «حياة» إلى العقد التائي لتتناول جانب الحياة الصحي عند الأفراد، تحت اسم «في صحتك».