في استطلاع للفريق الصحفي لتاء الشباب، أفاد المشاركون في دورة «تلويحة صوت» باستفادتهم مما قدم فيها، مشيرين إلى حاجة الإعلام البحريني إلى التطور والتركيز على الجانب الثقافي، ومتمنين أن تتاح لهم الفرصة لتطبيق ما تعلموه عملياً سواء في تغطياتهم لفعاليات التاء أوفي مشاريعهم الإعلامية الثقافية بعد تاء الشباب.
المشارك ناصر العمري قال: «بفضل الله ثم بفضل الدورة تحسن مستواي الكتابي كثيراً في كتابة الأخبار الإذاعية، وتعلمت الفرق بين الكتابة للإعلام المقروء والإعلام الإذاعي، كما تعلمت كيفية ترتيب الأفكار وأخذ المحور الصحفي المهم في الخبر وكيفية تجنب الكثير من الأخطاء الشائعة في الكتابة الإذاعية».
وأكدت المشاركة حصة آل خليفة أنها اكتسبت القدرة على إعداد الأخبار الإذاعية وصياغتها وإعداد التقارير والقدرة على إعداد البرامج الإذاعية، فيما قالت المشاركة سوسن فريدون إن «دورة التحرير الإذاعي وتركيز الصوت كانت فرصة رائعة بالنسبة لي لأسترجع ما قمت بدراسته في تخصص الإعلام مع كثير من التطبيقات العلمية التي ساعدتني في ترويض قلمي وأعادتني إلى أجواء الكتابة الإذاعية كوني أعمل في الصحافة المكتوبة».
وتعلم المشارك يونس المرباطي التطرق لأكثر من وجه لكتابة الخبر الإذاعي اعتماداً على قاعدة المختصر المفيد والسهل الممتنع، وكيفية إبعاد الروابط غير المفيدة في الصياغة، واستخدام الأرقام المناسبة للعنوان أوالخبر، وأيضا صياغة الخبر حسب ما يستهوي الجمهور.
وعن رأيهم في إقبال الإعلاميين الشباب على التخصص في الإعلام الإذاعي الثقافي، يرى ناصر أنه لا يوجد اهتمام كبير لدى الشباب البحريني والعربي بالإعلام الثقافي رغم الحاجة الماسة لهذا المجال كونه يعكس كيان الثقافة البحرينية، ويخالفه يونس المرباطي في ذلك: «هنالك عدد ليس بقليل من الإعلاميين في المجال الثقافي الإذاعي»، وتشاركه الرأي حصة آل خليفة التي تؤكد أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل الإعلاميين الشباب للالتحاق بالمجال الإعلامي الإذاعي الثقافي. سوسن فريدون ترى أن «هناك إقبالاً من الشباب نحوالإعلام بشكل عام، فالإعلام من التخصصات الجاذبة وذات بريق، هناك أسماء إذاعية شابة برزت بالفعل في حقل الثقافة، ولعل لمهرجان تاء الشباب فضل في ذلك، بالإضافة إلى ترغيب الجيل الشاب في الثقافة، وتقريبها منهم بعد أن كانت مقتصرة على فئات عمرية أكبر سناً». وتحدث المشاركون عن الذي ينقص الإعلام الثقافي البحريني لينتشر في الأوساط الجماهيرية كافة، ولا يقتصر على فئة النخبة، إذ يرى ناصر العمري أن العلاقة بين الثقافة في الإعلام والثقافة في المجتمع تبادلية «لأنه على الجهات الإعلامية تحبيب الثقافة لدى المجتمع وتخصيص قنوات إعلامية للثقافة، في مقابل أن الثقافة تبدأ من الأساس من التعليم، فإذا كان المجتمع متربياً وناشئاً على الاهتمام بالثقافة، سيكون أثر هذا الاهتمام واضحاً في مستقبل أبناء المجتمع، فالمسؤولية مشتركة على الفرد والأسرة ومؤسسات التربية والتعليم والإعلام». حصة آل خليفة ترى أن النقص يكمن في تأهيل الإعلاميين وتدريبهم أكثر عبر الالتحاق بالدورات التدريبية وورش العمل، وإعداد برامج تثقيفية تستقطب جميع فئات المجتمع، فيما ركز يونس المرباطي على الإعلام البحريني الذي يرى أنه «منذ سنين على نفس المستوى ويحتاج إلى تطوير بحيث يماشي الإعلام في باقي القنوات». وفي ذات الصدد، تقول سوسن فريدون إن البساطة هي ما تنقص الثقافة لتنتشر، أي أن يكون المثقف أقل تعقيداً، موضحة: «البعض يميل إلى التكلف عندما يتحدث عن الثقافة لاعتقاده أن هناك علاقة طردية بين استخدام الألفاظ الصعبة -مثلاً- وثقافة الفرد، وهذا غير صحيح، في اعتقادي، البعض يميل أيضاً إلى فرض ذائقته وتوجهاته الثقافية على الآخرين وكأنه يمارس دورا فوقيا عليهم، وبالتالي نرى أن الإعلام الثقافي البحريني لا يصل إلى الجميع، أوأن البعض لا يكلف نفسه عناء الاطلاع على ما يقدمه، المطلوب أن يكون الإعلام أكثر قربا من الجماهير، وأن يكون مرآة عاكسة لثقافتهم وأفكارهم أيضاً». وللمشاركين في الدورة خطط إذاعية ثقافية بعد انتهائها، فناصر العمري يخطط لتوسيع قاعدة معلوماته وثقافته واطلاعه بالجانب الثقافي من خلال قراءة بعض الكتب البحرينية الثقافية ومتابعة البرامج الإذاعية والتلفزيونية المهتمة بهذا الشأن، ويتمنى أن تتاح له فرص أخرى مشابهة للدورة التي منحها تاء الشباب. وتخطط حصة آل خليفة للالتحاق بالمجال الإعلامي بغض النظر عن تخصصها الأكاديمي في إدارة الأعمال، وتريد عمل بحوث ودراسات إعلامية، وتطمح سوسن أن يفتح لها هذا المهرجان ودورة التحرير الإذاعي وتركيز الصوت باباً لممارسة العمل الإذاعي الذي «أحلم به منذ زمن»، معقبة: «الأفكار والمشاريع لا تنضب، لكنك تبقى بحاجة إلى من يأخذ بيديك ويمنحك فرصة تقديم ما لديك».
ويونس المرباطي بوده «إعداد برنامج جديد بعد الانتهاء من هذه الدورة، يدمج فيه بين ما يحتاجه جيل الشباب وبين ثقافة تكون أساسية لجيل اليوم».