اتفقت البحرين وكوريا أمس على إنشاء لجنة عليا مشتركة تكون مظلة وإطاراً شاملاً للإشراف على مسار التعاون بين البلدين خاصة في مجال الاستثمارات والتكنولوجيا ونقل الخبرات والحكومة الإلكترونية والمشاريع الثقافية، وعلى زيادة التنسيق بينهما في المحافل الدولية، واستمرار التعاون في مكافحة الإرهاب كشركاء في الأمن والاستقرار باعتبار أن أمن الدول لم يعد شأناً داخلياً بل يتطلب لتكريسه تعاوناً دولياً.
ورشحت جلسة مباحثات رسمية بين البحرين وكوريا أمس، ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ورئيس وزراء جمهورية كوريا جونغ هونغ وون، عن جملة اتفاقات شملت التعاون في المجالات النفطية والصناعة والتعاون الدبلوماسي وتنمية الموارد البشرية والنقل الجوي ومكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية المجتمع من الأسلحة الكيميائية وتعزيز المركز المالي لمملكة البحرين ومساهمة الشركات الكورية في مشاريع البنية التحتية وفي قطاع البناء والمقاولات والبتروكيماويات والطاقة بينما اتفقا أيضاً للإسراع في فتح سفارة لمملكة البحرين في سيؤول.
ووقع الجانبان 3 مذكرات تفاهم حول إنشاء قيادة أمنية في المناطق الحضرية ومركز تحكم مع وزارة الداخلية، وفي مجال التجارة والصناعة والاستثمار، والتعاون في مجال التعليم الفني والتدريب.
وأعرب رئيس وزراء كوريا، خلال الجلسة عن تقديره للجهود التي تبذلها الحكومة البحرينية برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وتفهمه لمساعيها لحفظ النظام واستتباب الأمن وحماية البحرين من الإرهاب وتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن البحرين هي موطن سلام وأمن واستقرار وأن حل المشكلات الأمنية ومكافحة الإرهاب في البلاد تتم وفق مسارها الصحيح بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المفدى.
وقال إن «حوار التوافق الوطني في البحرين سيسهم في تعزيز واستقرار البلاد»، قبل أن يوجه الدعوة إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى زيارة جمهورية كوريا حيث قبلها سموه شاكراً على أن يحدد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية.
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن زيارة رئيس وزراء كوريا وتوقيتها هو موقف تأييد من الدولة الصديقة ودعمها لسياسة حكومة مملكة البحرين في الشأن الداخلي والخارجي وتراه إسناد سياسي واقتصادي تقدره البحرين عالياً.
ورحب سموه برئيس وزراء جمهورية كوريا والوفد المرافق، كأول زيارة منذ بداية العلاقات الدبلوماسية وكونها تأتي مع إعادة إفتتاح السفارة الكورية في البحرين، مؤكداً اعتزازه وسروره بهذه الزيارة «التي نتطلع إلى أن تسهم في تعزيز ما يربط بين البلدين والشعبين الصديقين من مستوى متقدم للعلاقات».
وأشار سموه إلى أن «المسافات لم تعد حجر عثرة أمام التعاون الدولي، فالعالم اليوم بفضل التكلنوجيا أصبح مترابطاً»، مؤكداً «ضرورة الدفع بالتعاون البحريني الكوري قدماً ومتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال المباحثات الثنائية، لأنه سيشكل انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين».
وأعرب عن ترحيبه بمستوى التعاون والتنسيق بين مملكة البحرين وجمهورية كوريا في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره للدعم الدائم من كوريا لمملكة البحرين في المحافل الدولية.
وأكد سمو رئيس الوزراء حرص مملكة البحرين على تطوير مجالات التعاون بين البلدين الصديقين في المجال الأمني، وبحث سبل تعزيز التعاون في مجال التعليم والتدريب المهني والصحة والمجالات المتعلقة بالطاقة المتجددة.
وأعرب سموه عن تطلعه إلى أن توفر مذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها اليوم الإطار المناسب لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، مشيداً بالدور البناء الذي تقوم به الشركات الكورية في مجال البنية التحتية ونقل الخبرات والمعرفة في مجال التكنولوجيا.
وأكد سمو رئيس الوزراء ترحيب البحرين بتأسيس جمعية صداقة بحرينية كورية في كل من البلدين، وتحقيق الأهداف المشتركة التي تعمل على توثيق الروابط التي يسعى البلدان إليها، معرباً عن تطلعه إلى أن تكون هذه الزيارة وما ستشهده من مباحثات مثمرة بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدي الصديقين، متمنياً سموه لمعالي رئيس وزراء جمهورية كوريا والوفد المرافق إقامة طيبة في مملكة البحرين.
وشهدت جلسة المباحثات الاتفاق بين البلدين على توطيد العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، والترحيب بالتعاون والتنسيق بينهما في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وبحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء ورئيس وزراء جمهورية كوريا وقع الجانبان على ثلاث مذكرات تفاهم: الأولى بشأن إنشاء قيادة أمنية في المناطق الحضرية ومركز تحكم مع وزارة الداخلية، ووقعها عن الجانب البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله ال خليفة وزير الداخلية وعن الجانب الكوري يون جين هيوك الرئيس التنفيذي اس ون الكورية.
وتناولت مذكرة التفاهم الثانية مجال التجارة والصناعة والاستثمار، ووقعها عن الجانب البحريني وزير الصناعة والتجارة حسن بن عبدالله فخرو فيما وقعها من الجانب الكوري هان جين هيون نائب وزير التجارة والطاقة الكوري.
ومذكرة التفاهم الثالثة كانت بشأن التعاون في مجال التعليم الفني والتدريب، ووقعها عن الجانب البحريني د.ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم وعن الجانب الكوري يي سونكي نائب الرئيس التنفيذي لتطوير الكفاءات بهيئة خدمة تطوير الموارد البشرية في كوريا.
وأقام صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء مأدبة غداء تكريماً لرئيس وزراء كوريا جونغ هونغ ون والوفد المرافق، حضرها نواب رئيس مجلس الوزراء، ورئيسا مجلسي الشورى والنواب وعدد من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال والصحافة والإعلام في المملكة.