سيساعــــد النمــــو والتركيبـــــة السكانية على تغير المناخ أيضاً، إذ ذكــــر الباحثــــون أن العالــــم سيصبح على الأرجح مكاناً أكثر ازدحاماً بحلول العام 2100م، وأن التغيرات في التركيبة السكانية -أي عدد الأشخاص وأعمارهم وأماكن إقامتهم- ستؤثر على الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
ويرى الباحثون أن تباطؤ النمو السكاني قد يكون له أثر عميق على تخفيض مستوى انبعاثات ثانــــي أكسيــــد الكربــون من استخدام الوقود الأحفوري، لكن هذا لن يكون كافياً بمفرده لمنع التأثير الأشد حدة للتغير المناخي. ويشير العلماء منذ وقت طويل إلى وجود صلة بين النمو السكاني وزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لكـن الأبحاث السابقة لم تركز على التغيرات في التركيبة السكانية التي ستسير على الأرجح إلى جانب الزيادة في أعداد الأشخاص.
كما ذكر الباحثون أيضاً أنه من المتوقع أن يصبح سكان العالم أكبر سناً بوجه عام، ومن المرجح أن يعيش المزيد من الأشخاص في منازل أصغر حجماً بدلاً من العيش ضمن عائلات كبيرة، ويرى الباحثون ثلاثة سيناريوهات مستقبلية متوقعة للنمو السكاني وهي إما مسار استمرار معدلات الزيادة الحالية التي ستؤدي إلى زيادة قدرها 2 مليار شخص بحلول العام 2050، أو مسار نمو أبطأ قد يعني زيادة بنحو مليار شخص، أو مسار نمو أسرع قد يؤدي إلى زيادة عدد السكان بنحو ثلاثة مليارات بحلول العام 2050. مما يعني أن عدد سكان الأرض سيكون نحو تسعة مليارات شخص بالمقارنة بأكثر من ستة مليارات حالياً، وقال الباحثون إن المسار الخاص بالنمو الأبطأ قد يؤدي إلى خفض الانبعاثات بما بين 16-29% من الكمية اللازمة لمنع درجات الحرارة على مستوى العالم من التسبب في تأثيرات خطيرة. وأضافوا أن وجود تركيبة سكانية من كبار السن مع مشاركة أقل في القوى العاملة قد يؤدي إلى خفض الانبعاثات بنحو 20% في بعض الدول الصناعية. لذلك فإن أي هجرة رئيسة من الريف إلى العيش في الحضر سيعني على الأرجح استخداماً أكبر في الوقود الحفري لاسيما في العالم النامي.