كتبت - شيخة العسم:
عبء جديد يضاف إلى الحمل الثقيل على كواهل أرباب الأسر من ذوي الدخل المحدود. يرغبون في تهيئة أبنائهم للدراسة النظامية، بتعليمهم القراءة والكتابة وشيء من اللغة الإنجليزية والحساب، فلا يجدون مصادر أخرى لتأمين المال.
أرباب الأسر يؤكدون أن التسجيل في رياض الأطفال اختياري في الظاهر، لكنه إجباري في الباطن، فلا يمكن للتلميذ أن يجاري زملاءه في المدرسة دون أن يكون ملماً بمبادئ القراءة والكتابة. وذلك ما يعرفه الآباء جيداً، فيتكفلون بتعليم أبنائهم، ويغضون الطرف عن فحش بعض أصحاب الروضات ورفعهم رسوم التسجيل!.
يقول عبدالله حسن والد لطفلين إن «نفقات الأبناء كبيرة، ومع ذلك يتوجب علي إدخال طفليّ الاثنين للروضة، وهو أمر مهم، غير أن الرسوم هي ما يشغلني؛ فهي مرتفعة في منطقة الرفاع، وأرخص روضة كانت بعيدة عن الشقة التي نسكنها وهي تكلف 45 ديناراً شهرياً لكل طفل، عدا عن رسوم التوصيل».
أما سعد علي فهو والد لأربعة أبناء، وسبق له أن علم ابنين من أبنائه وهو اليوم يتكلف مبلغاً أكبر للطفلين الآخرين، «سجلت ابني وابنتي الصغيرين في الروضة كون والدتهم موظفة وابني الأكبر في المدرسة، وكلفنا تسجيلهم الشهري 55 ديناراً شهرياً أي 110 دنانير، عدا عن الطلبات الأخرى من طعام صحي وشنط وأدوات مدرسية وأدوات للأعمال اليدوية، بغض النظر عن الميني جيب». ويضيف متأففاً «وإذا أضفت مبلغ تسجيل الطفلين أكون قد أنفقت أكثر من 200 دينار، وبالنسبة لي هو مبلغ كبير».
وتلح أم راشد من جانبها على الجهات المسؤولة بمراقبة أدق لأسعار الروضات، «سجلت ولدي بإحدى الروضات منذ كان عمره أربع سنوات، ولاحظت أن الرسوم تزداد بين 5 و10 دنانير، حتى وصلت إلى 60 ديناراً شهرياً. عدا عن مصاريف أخرى مثل الرحلات التي تنظمها الروضة كل يوم خميس، أضطر لدفع رسومها لكي أحرمه، ونظراً لانشغالي بعملي».
تلك النفقات تتخذ عند بيدا، مشكلة أكبر، ما يدفعها لطلب العون ممن يقدر على مساعدها في الدفع تكاليف تعليم أبنائها، مشيرة إلى أنهم في الخامسة من العمر، ولابد أن يدخلوا الروضة لكي يتم تسجيلهم في المدرسة السنة المقبلة، «لا يبقى من راتب زوجي بعد دفع الالتزامات سوى ما يقارب العشرين ديناراً، وأنا ربة بيت وزوجي موظف بسيط وراتبه متواضع، وهمي الأكبر هو تسجيل أبنائي في الروضة، ولابد أن يتعلموا ولو قليلاً قبل أن أسجلهم للمدرسة،، أنا محتارة في تأمين المال»!. بدورها تؤكد هبة عادل الأم لطفلتين أن هذا هو حال أغلب الآباء، «أعرف الكثيرين لا يستطيعون تسجيل أبنائهم في رياض الأطفال، فذلك يخل بميزانيتهم الشهرية كثيراً، وشخصياً أوفر المال مع زوجي من أجل دفع هذه الرسوم، لكن للأسف لا يتبقى من الراتب شيء يذكر،، آمل أن تخف التكاليف مع دخول أبنائي المدرسة»!. وتنشغل أميرة محمد بمستقبل طفلها الوحيد، وهي في سبيل ذلك تنفق ولا تشغل نفسها بما تدفع، طالما أن في ذلك فرصة لتعليمه بشكل أفضل، «سجلت ولدي في روضة على مستوى عالٍ تكلفني في السنة 1000 دينار، وهي روضة نموذجية تركز على تعليم اللغة الإنجليزية، ورغم أن الرسوم مضاعفة إلا أنني أتوقع أنه سيستفيد أكثر من هذه الروضة».