ولى زمن الهدية المعنوية، هي اليوم توزن بقيمتها وأسعارها الرائجة، والوردة لم تعد هدية، إلا إذا زينت مقدمة سيارة أو أحاطت بخاتم ألماس أو طرزت فستان سهرة.
يقول جاسم سالم «طقوس كل خاطب ثابتة لا تتغير مهما اختلفت الشخصيات والمستويات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، فهي أشبه بقوانين لم يضعها أحد، أي يمكن اعتبارها عرفاً سائداً في المجتمع».
ويرى جاسم في الهدايا محصلة خبرات عديدة وأفلام رومانسية ومواقف متنوعة تخرج فجأة عند الخطوبة أو أي مناسبة اجتماعية أخرى، والجزء المضيء من الموضوع والذي يسهل الأمر كثيراً على الرجال، وهو أن غالبية النساء لا يكرهن أي هدية، وما يثير سخطهن غياب الهدية وارتباطها فقط بمناسبات اعتاد الناس فيها تبادل الهدايا كأعياد الميلاد والزواج».
تكلف جاسم مالاً كثيراً أنفقه على هدايا الخطوبة «كنت أحرص على تقديم الهدايا النفيسة، لأن زمن الهدايا ذات القيمة المعنوية ولى دون رجعة، وأصبح الناس ينظرون إلى الهدية من زاوية قيمتها المادية، إذا قدم الشخص وردة يقال عنه بخيل، الوردة يمكن أن تقدم كهدية ولكن مشفوعة بخاتم ألماس».
المناسبات لا تنتهي
«كل يوم مناسبة.. ونص الراتب حق الهدايا» تقول عائشة محمد قولها وتضيف «في الحقيقة المناسبات الاجتماعية كثيرة وبعضها لا تستحق الاهتمام، ولكن تقديم الهدية واجب».
وتردف «أعياد ميلاد، خطبة، زواج، هدايا للحجاج، ولادة، زيارة مريض، لنفترض على سبيل المثال لدي 10 صديقات ما يعني 10 أعياد ميلاد في السنة، فإن كنت عاطلة عن العمل، كيف بوسعي تقديم هذا الكم من الهدايا، خاصة مع الظروف الراهنة وارتفاع الأسعار، لذلك أمتنع عن تقديم الهدايا في أعياد الميلاد واكتفي بالمناسبات الاجتماعية الضرورية».
وتقول منى ناصر «زيارة المريض والتهنئة بمناسبة الزواج وغيرها جميعها واجبات اجتماعية تلزمنا تقديم هدية ولو بسيطة في قيمتها وغنية في معناها، المعنى الحقيقي من الهدايا لا تكمن في أسعارها، لذلك لا أهتم بالقيل والقال وأقدم بجميع المناسبات هدية بسيطة تتناسب مع ميزانيتي».
هوس الهدايا
ويعلق يوسف أحمد «بصراحة أستغرب كثيراً من هوس الفتيات بالهدايا وفق قاعدة (أنا غنية وأحب الهدية) أو (أنت كريم وحنا نستاهل)، بعكس الشباب الذي لا يهتم كثيراً بالهدايا سوى في فترة الخطوبة».
وتقول لطيفة محمد إن الهدية ذات تأثير فعال وقوي جداً في العلاقة الزوجية، لأن فيها تأكيد على قوة الحب وعمقه بين الزوجين «تأثير الهدايا لا يرتبط بثمن أو قيمة مادية حين يفكر أحدهما بتقديمها للآخر، بل ترتبط بحسن اختيارها وتقديمها بصورة تعطي انطباعاً حسناً لدى مستقبل الهدية، إضافة إلى رسالة تنقلها من أحد الشريكين إلى الثاني».
وتضيف أن للهدية رسائل متعددة «هي رسالة تجديد المحبة والعلاقة الزوجية لأن أحد الزوجين حين يقدم هديته فإنه يؤكد لشريكه أنها رمز التجديد والمحبة في الحياة الزوجية، وأن مقدم الهدية لم يشعر بملل أو فتور في علاقته مع الآخر مهما طال الزمن».
وترى إيمان المرباطي أن الهدية اليوم باتت تكلف ميزانية الأسر كثيراً «خاصة أننا لا نكتفي بالهدايا الرمزية البسيطة، بل نبالغ فيها خاصة هدايا النجاح، ساد العرف لدينا في الأسرة بتقديم هدية نجاح لأبنائنا مع عمل حفلة عائلية بسيطة، وبطبيعة الحال الأبناء هم من يختارون الهدية وهو ما يكلف الأسرة كثيراً.
لدى إيمان أربعة أبناء قدمت لهم الهدايا في نهاية العام تقديراً لجهودهم «ابني علي طلب هاتفاً جديداً، والثاني طلب آيباد، والثالث بلاي ستيشن، أما البنت فطلبت سويرة ذهب».