استعدادات توجيه «توما هوك» و«كروز» وغيرها من الحمم والصواريخ على أهداف سوريا باتت جلية مع توجه فرقاطات وسفن حربية أمريكية وروسية إلى البحر المتوسط وطائرات بريطانية إلى قبرص، إلا أن التريث أيضاً لايقل وضوحاً لدى الدول «رأس الحربة» في ضرب نظام الرئيس بشار الأسد لـ«ارتكابه مجزرة الكيماوي في الغوطة بدمشق»، إذ تشير التصريحات الرسمية لهذه الدول، على رأسها أمريكا، بتراجع الحماس لتوجيه الضربة قريباً، فيما يبقى القرار الأممي بسحب المحققين الدوليين غداً المؤشر الأكبر لساعة الصفر في توجيه «ضربة التأديب» لنظام دمشق.
ولم يغير المشهد العسكري أمس في «المتوسط» من حدة الانقسام الدولي بين معارضي الأسد وحلفائه الذين يشددون على وجوب انتظار تقرير محققي الأمم المتحدة بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، فيما يؤكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الدلائل على استخدام الأسد للكيماوي مكتملة إلا أن «قراراً لم يتخذ بعد لضرب سوريا».
وفي نيويورك، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن «الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن اتفقوا على بحث الملف السوري مجدداً اليوم» بعد أن اجتمعوا أمس بدعوة من روسيا الحليف الوثيق لنظام الأسد دون أن يتوصلوا لنتائج. وفي دمشق، أكد مصدر أمني أن جيش الأسد يتحضر لـ «السيناريو الأسوأ» مع احتمال توجيه ضربة لسوريا، فيما أطلق اللواء المنشق عن الجيش السوري محمد حسين الحاج علي، الذي كان مديراً لأكاديمية الدفاع الوطني، تصريحات مفادها أن 24 ساعة من القصف المتواصل كفيلة بإسقاط الأسد.