كتب - عبدالله الذوادي:
عندما فاتحت الأخ عبدالرحمن بن صالح الدوسري مسؤول «ملفى الأياويد» في صحيفة «الوطن» برغبتي في كتابة موضوع عن مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، رحب بالفكرة وقال إنه لشرف كبير لهذه الصفحة، ولي شخصياً، أن تستضيف موضوعاً عن رئيس الوزراء، واقترح أن نربط موضوع المجلس بما كانت عليه المجالس سابقاً في عهود حكام البحرين وهذا ما سهل الأمر لي، وكنت بالفعل أنوى ربط هذا المجلس العامر بمجالس حكام آل خليفة الكرام منذ عهد المغفور له بإذن الشيخ عيسى بن علي حتى عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وكيف كان أمراء وملوك آل خليفة يعتبرون مجالسهم مدارس تربي فيها الأجيال المتعاقبة من أبنائهم على القيم الدينية الرفيعة والأخلاق الكريمة والولاء لتراب هذا الوطن وأهله من مختلف الطوائف.
مجالس عامرة
يقول سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة عن مجلس الشيخ عيسى بن علي وكان وقتها صبياً لم يتجاوز سن الثانية عشرة من عمره، إن مجلس الشيخ عيسى بن علي يشوبه الوقار والإنصات التام لما يحدِّثُ به الشيخ عيسى، ويدار النقاش في هدوء أشبه بالهمس، وكان النقاش يتمحور حول العديد من القضايا الحياتية والاقتصادية والسياسية، خصوصاً وأن عهد الشيخ عيسى بن علي كان الأساس في وضع نظام متكامل للحكم في البحرين على أيدي رجال اختارهم عظمته من الأسرة المالكة ووجهاء البلاد من مختلف الأطياف، وعندما تسلم الحكم نجله الأكبر الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة سار على نهج والده في إحياء المجالس لتكون استمراراً لمسيرة والده، وقد حقق الكثير -طيب الله ثراه- من الإنجازات الكبيرة، فاكتشاف النفط العام 1932 بعد كساد اللؤلؤ بسبب اللؤلؤ الياباني المزروع، حيث كانت البحرين تعتمد على اللؤلؤ كمصدر رئيس للاقتصاد، وخرجت البحرين منتصرة في تلك المعركة الاقتصادية، وظهرت في عهده كثير من المشاريع العمرانية مثل بناء جسر المحرق-المنامة الذي افتتحه في آخر عهده، وقد أحدث افتتاح الجسر وربطه للمحرق مع كافة جزر البحرين نهضة اقتصادية، حيث كثر استيراد السيارات وتقارب الأهل والتواصل الاجتماعي، وتم بناء أول مستشفى حكومي هو مستشفى النعيم وزادت المدارس ودور العلم، وكان مجلس عظمته مصدر كل هذه الإنجازات العظيمة التي تحققت للبحرين في العهد الخليفي المجيد، وعندما انتقل إلى جوار ربه خلفه في الحكم نجله الأكبر صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي استمر على نهج والده في التطلع إلى إحداث المزيد من المشاريع الاقتصادية والعمرانية من خلال مجلسه العامر في قصر الرفاع الذي يعقد ويحضره العديد من كبار الأسرة الحاكمة والوجهاء والأعيان، وإلى جانب مجلسه في الرفاع كان يعقد مجلساً كل أربعاء في بلدية المنامة وكان عظمته يتمتع بشخصية وقورة.
مشاريع عملاقة
أذكر وأنا طفل لم أتجاوز الرابعة من عمري وبالتحديد العام 1942، كنت أقيم مع والدتي وشقيقتي في بيت الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، وكانت والدتي هي مرضعة (الداية) المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن عبدالله بن حمد آل خليفة «بوبدر» ، كان الشيخ عبدالله يأخذني معه ضمن زملائي وابنه الشيخ عيسى بن عبدالله رحمة الله عليهما وأسكنهما فسيح جناته، في كل زياراته الخاصة، ومنها ذات مرة إلى الممطلة حيث كان الشيخ سلمان في رحلة قنص هناك ذهبنا عصراً وتعشينا ثم عقد الشيخ سلمان مجلس الذي حضره كافة إخوانه وبعض الوجهاء من أهل البلاد، حتى في رحلات قنصه كان يقيم مجالسه العامرة، وكنا نحن في الغرفة الأخرى نسمع التحاور والنقاش وصوت الشيخ سلمان وهو يتحدث ويتشاور في كثير من أمور البلاد، ولاشك من خلال تلك المجالس ظهرت في السنوات المتعاقبة مشاريع عملاقة مثل ميناء سلمان ومستشفى السلمانية والمدارس الحديثة مثل مدرستي السلمانية للبنين والأخرى للبنات والمدرسة الثانوية والقسم الداخلي ومشاريع الإنارة وإسالة المياه وبيوت العمال، وأنشئت الإدارات المختلفة للصحة والتعليم والشؤون القروية والإذاعة، وشقت الشوارع مثل شارع السلمانية وأنشئت الحدائق العامة مثل حديقة الأندلس بالقرب من قصر الشيخ حمد وبنيت دور السينما مثل سينما اللؤلؤة، وسينما الأهلي وبدآ في مشروع المطار، بعد أن كان المطار بحرياً وبني باب البحرين الذي أصبح معلماً حضارياً وكان مجلسه العامر هو المعمل الحقيقي لكل هذه الإنجازات وكان يحرص أن يكون أبناؤه الثلاثة سمو الشيخ عيسى وسمو الشيخ خليفة وسمو الشيخ محمد في طليعة المجلس يتعلمون من والدهم الحكمة وأمور الحكم والإلمام بكل ما يدور حولهم ويطلعون على كل صغيرة وكبيرة ويتعرفون على زوار المجلس من كبار القوم ويعرفون كيف يواجهون الشدائد التي هي محك الرجال.
نهضة عمرانية
كان مجلسه جامعة خرجت جيلاً عرَفَ كيف يدير البلاد بعد رحيل والدهم الذي كان رحيله غصة في قلب كل محب للوطن، لكن ما عزاهم هو تولي نجله الأكبر سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه يعاونه شقيقه وعضيده رئيس الوزراء وشقيقه الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وسار الخلف على نهج السلف في سياسة الإصلاح والتنمية، وشهدت البحرين نهضة عمرانية وصناعية لم تشهد مثيلاً لها من قبل فامتاز عهد عيسى العظيم بالمنجزات الكبيرة العملاقة، ففي مجال الصناعة أنشئت صناعة الألمنيوم من خلال شركة ألمنيوم البحرين «ألبا» تفرعت عنها صناعة الكابلات ورذاذ الألمنيوم وبلكسيكو والدرفلة كلها صناعات تحويلية استوعبت ألوف العمال البحرينيتين ثم إنشاء الحوض الجاف لإصلاح وصناعة السفن شرقي الحد ثم مصنع البتروكيماويات وشركة غاز البحرين «بناغاز» وصناعة «الالويل» لصنع دوليت «الوبلات» السيارات والصناعة الصغيرة من الألمنيوم مثل رقائق الألمنيوم والكثير الكثير مثل صناعة الملابس الجاهزة والمكيفات وصناعة البلاستك من الصناعة، وفي المجال العمراني أنشئت مدينة عيسى في مشروع إسكاني عملاق تلتها مدينة حمد، إضافة إلى بناء الوحدات الإسكانية في مختلف قرى ومدن البحرين وأنشئ جسر الشيخ عيسى الذي يعتبر الجسر الثاني الذي يربط المنامة بالمحرق وجسر سترة المنامة وشفت الطرق وبناء المدارس في المدن والقرى واستحداث الجامعة والمعاهد العليا وتحولت الصحاري إلى مدن وأحياء سكنية راقية بفضل الهبات التي منحها صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان على أبنائه المواطنين في مختلف مناطق البحرين، وأنشئ جسر الملك الذي ربط البحرين بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى وأسهم هذا المشروع الكبير في ازدهار اقتصادي وسياحي وحضاري لكلا البلدين الشقيقين وازدهرت الصناعة الفندقية بتشييد الفنادق الفخمة العالمية، وإنجازات كثيرة، وازدهرت الصناعة المصرفية بافتتاح عشرات البنوك العالمية كل ذلك من أجل الإنسان البحريني الذي توفرت له فرص العمل الكثيرة والراقية، هذا هو عهد عيسى، وكان رئيس الوزراء يرعى كل هذه المشاريع ويتابعها أولاً بأول وكان الأمير الراحل يرعى افتتاح هذه المشاريع بنفسه ومعاونة شقيقة رئيس الوزراء، وكذلك بمعاونة ولي عهده، يديرون هذه النهضة بكل اقتدار وحنكة، وكان أمير البلاد يعقد مجلسة ثلاثة أيام أو أربعة في الأسبوع حتى في آخر حياته وهو يعاني من الأمراض، لم يرضخ لأي توجيه لوقف عقد مجالسه.
عهد ميمون
أذكر أنه عندما عاد سموه من رحلة علاجية نظموا له زيارات خاصة، استقبلنا في مجلسه الخاص، وقال بالحرف إنني أشعر كأنني طير في قفص، لقد اعتدت على لقائي لأبنائي وإخواني المواطنين. وأنا آنس بهم وأرتاح لهم وأتعرف على مشكلاتهم وأرجو ألا يطول ابتعادي عنهم، هكذا كان عيسى العظيم الذي شهدت البحرين في عهده الميمون نهضة عمرانية كبيرة وإنجازات وطنية كبيرة ووثبات تعليمية واقتصادية وصحية، وتوجت إنجازات عظمته باستقلال البحرين والاعتراف الدولي بها وقبولها عضواً في الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية وتبادل السفراء مع معظم دول العالم، يعاونه ساعده الأيمن رئيس للوزراء، وولي عهده.
في مجلس رئيس الوزراء
أعود الآن ليوم الإثنين الموافق 19 أغسطس 2013 حيث حظيت بشرف حضور مجلس رئيس الوزراء في قصر القضيبية العامر، وهو المجلس الأسبوعي لسموه مع مواطنيه من كافة الأطياف والمدن والقرى من مختلف مناطق البحرين، ذهبت كما ذهب غيري لتقديم الشكر لسموه ووقفته أمام ما سمي بيوم التمرد، وكنت قد انقطعت عن حضور المجلس بسبب اعتلال صحتي، وكعادة سموه استقبلنا بوجهه البشوش وسؤاله عن صحتنا فرداً فرداً من ذلك الجمع الكبير من الزوار. وبعد السلام على سموه أسعدنا حديثة المفعم بالآمال لمستقبل زاهر للبحرين وشعبها غير عابئ بكل ما يصدر من تهديدات من قبل البعض وما يقومون به من تخريب وإرهاب لجعل البحرين «دوسة» أو عتبة يعبر عليها الطامعون إلى مبتغياتهم، لكن البحرين ستظل عصية على كل طامع وستبقى أبراجها شامخة يرفرف عليها بيرق البحرين الخليفي، يحميها رجال عاهدوا الله على الذود بأرواحهم وكل ما يملكون عن البحرين وعن آل خليفة الكرام، ولو كان الذي يحكم البحرين طفلاً في المهد من آل خليفة فلن يختاروا غيره، هذا ما تعلمته الأجيال عن أجدادهم وآبائهم في مجالسهم العامرة على مر العصور، ولعل هبة الفاتح التي ملأت الشوارع المؤدية إلى مسجد أحمد الفاتح أكدت للكثيرين هذه الحقيقة، فدعوات التمرد ومؤامرات إسقاط نظام الحكم لا مكان لها إلا في عقول المخابيل أو الذين يعانون من عقد نفسية انتابتهم أثناء طفولتهم وشبابهم، فجاؤوا محملين بذلك الإرث الأليم بشطحاتهم وتخيلاتهم المريضة.
أثناء عقد المجلس وعلى مدى ساعتين تحدث سموه عن كثير من الأمور وطاف بنا سموه حول الماضي والحاضر وما واجهته البحرين من مشكلات وأطماع وانتصرت دائماً وأصبح بعض الأعداء من أعز أصدقاء البحرين، بفضل صمود الشعب في مدنه وقراه، قدم سموه الشكر لرجال الأمن الأشاوس بوزارة الداخلية، وشكر سكان القرى الذين يعانون من الإرهاب وما يتعرض له أطفالهم من زج في الأعمال التخريبية والإرهابية. وقال سموه إنني أشكركم على وقوفكم في وجه الإرهابيين وإفشال مخططاتهم، أنتم الذين تستحقون الشكر من مواطنين وصحافيين وإعلاميين.
كان هناك في مجلس خليفة بن سلمان كثيرون يتساءلون لماذا يترَكُ محرضو الإرهاب طلقاء ولماذا يترك الوطن لما يرتكبه أبتاعهم من حرق المدارس وبيوت الإسكان والمنشآت الكهربائية والاتصال وتعطيل الحركة المرورية بإشعال الحرائق في الشوارع العامة وإغراق القرى بالمولوتوف والغازات السامة المنبعثة من حرق الإطارات وعربات القمامة وما يعانيه أهلنا في القرى، أقول كثيرون يتساءلون لماذا يترك المحرضون، الآن وفي مجلس «بوعلي» أدركت بعد ما لمست من سموه عدم ذكر أسماء المحرضين. طيلة حديثه، وأدركت أن سموه يتمثل بالقول الشعبي «الحكران يقطع المصران» وإن ما يدعون له من أعمال إرهابية وتخريبية إنما هي قبور لأولئك الدعاة الذين سيجدون أنفسهم بداخلها ذات يوم.
توصيات «الوطني»
لقد سقطت مقولات مطالب الشعب المزعومة وبانت الحقيقة جلية، أي شعب معهم وهم يدمرون آمال الشعب بأفعالهم، ويستعدون الأجنبي على إخوانهم ويحملون اللافتات الطائفية والوعيد بالقتل والتشريد لكل من هو خارج أجندتهم الطائفية، الآن أدركت وتعلمت من حكيم البحرين «بوعلي» بعد وقفته الرجولية في تنفيذ توصيات الشعب من خلال المجلس الوطني وتوجيهات جلالة الملك، الذي قال عنه رئيس الوزراء إن جلالة الملك قدم الكثير للبحرين وشعبه حفظه الله ورعاه، وأثنى على رجال الأمن وما قدموه من تضحيات جسام في سبيل توفير الأمن والأمان لكل مواطن ومقيم متحملين أقسى الظروف التي أودت بحياة بعضهم وأعاقت البعض الآخر منهم في تشوهات جسدية.
الآن أدركت أن خليفة بن سلمان هو حكيم البحرين وسيخلد التاريخ اسمه محلياً وإقليمياً وعالمياً، وكم أتمنى على الله أن يمتد به العمر خمسين سنة أخرى ليرى البحرين كما تمناها دائماً شيخة البلادين وأم البلادين، نعم البحرين التي ظن البعض أنها لقمة سهل ابتلاعها ولكن نسوا أن البحرين عمرها أكثر من سبعة آلاف سنة ضارية في جذور التاريخ استعصت على كثير من القوى العالمية وتحولت إلى مقبرة كبيرة للغزاة على مر التاريخ الطويل وبقيت هي شامخة رافعة رأسها تتحدى كل من يحاول النيل منها، وها هي قبور الغزاة والطامعين في سهل المراقيب وعالي ومدينة حمد وبعض القرى جاؤوا للظفر بها ودفنوا في أراضيها يجرون الخيبات، وكل من سيحاول أن يمد يده تجاه أرض البحرين سيفقد حياته قبل قطع يديه.
إن الله يحرسها ويحميها لأنها لا تضمر أي عداء لأحد ولا تتدخل في شؤون أحد، دأب حكامها وشعبها على البناء والتعمير والترحيب بكل قادم لدروب الخير، يعيش معززاً مكرماً، هكذا هي البحرين أيها الواهمون يا من أردتم أن تجعلوا منها «دوسة» تعبرون عليها أنتم وأسيادكم الأجانب إلى مآربكم الدنيئة ووجدتم من ضعفاء النفوس من يمهد لكم الطريق، لأن الطرق مليئة بالشوك والعوسج والجمر الذي سيحرقكم، وستبقى البحرين الحصن الحصين لكافة شقيقاتها الدول الخليجية والعربية تحت قيادة العائلة الخليفية كابراً عن كابر يذودون مع شعب البحرين عن شرفها وعزتها وكرامتها.
سلمت يا حمد وسلمت يا حكيم البحرين يا خليفة وسلمت يا سلمان وسلم الشعب يذود عن البحرين تحت راية آل خليفة التي لن تنتكس أبداً إن شاء الله، ونتمنى من الله العلى القدير أن يهدى أولئك الذين أضلهم الشيطان ويعودوا إلى صفوف أبناء وطنهم ورشدهم ويتحرروا من عقدهم النفسية إن الله على كل شيء قدير.
سيبقى -يا بوعلي أيها الحكيم- مجلس سموك ملفي للأياويد عامراً بحسك متوشحاً بقدراتك العظيمة في معالجته الأزمات ومتحلياً بصيرك الذي فاق صبر أيوب من أجل معشوقتك البحرين المنتصرة دائماً إن شاء الله بفضل حنكة «بوسلمان» جلالة الملك، الذي يعرف الدواء لكل داء فتأتي حساباته الدقيقة محققة الأهداف النبيلة لهذا الوطن وأمنه واستقراره، وبفضل قدرة سموكم وحكمتكم على التعامل مع كل حدث في الوقت المناسب، والأدلة كثيرة ولعل الرابع عشر من أغسطس من هذا العام 2013 لأكبر دليل على ما أقول وقد أدخلت الطمأنينة في قلوب أبناء شعبك بما قدته من إنجاز باهر تحلى بالحكمة والمقدرة الفائقة على التعامل مع كل حدث في الوقت المناسب دون إراقة قطرة دم واحدة. ولعل فور سموكم بالجائزة الأوروبية للشخصية العالمية في العلاقات الدولية لعام 2013 لأكبر دليل على مقدرة سموكم وما تحظون به من مكانة عالمية مرموقة، وبعد أسبوع فقط من قدرتك الفائقة على بسط الأمن في ربوع البحرين بفضل ما ظهر به جنودك رجال الأمن البواسل من جاهزية لبسط الأمن وعلى رأسهم وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، الرجل الوفي المخلص والتفاف شعب البحرين العظيم حولكم، وما تحلى به ولي العهد من سعة بال وصبر وأناة مقرونة بالحكمة وطول البال.
أيادٍ بيضاء لسموه
نعم هذه هي قيادتنا الباسلة والذين لا يعرفون الكثير عن الأمير خليفة، ابن البحرين البار عن مواقفه الإنسانية تجاه شعبه، يشرفني أن أذكر لهم بعضاً مما قدمه ويقدمه من خدمات ومساعدات جليلة بمجرد أن يتعرف على ذلك، وأذكر أنه في الثمانينات من القرن الماضي تعرض العالم لأزمة اقتصادية لم تسلم البحرين من تأثيراتها فتعطلت الكثير من المشاريع العمرانية والبنية التحتية، فهب «بوعلي» هبة القائد المحنك لوأد تأثير تلك الأزمة على وطنه البحرين والذي يعاني من شحه الموارد الطبيعية، واتخذ خطوات جريئة للحد من تأثير تلك الأزمة على مواطنيه من كافة الأطياف فتلقينا في وزارة التنمية والصناعة توجيهات من سموه بعدم الضغط على المستأجرين للأراضي في المناطق الصناعية في تحصيل الإيجارات، هذه واحدة والثانية كان الموظفون في بعض دول الجوار لا يحصلون على رواتبهم إلا بعد شهرين أو ثلاثة لكننا في البحرين كنا نستلم رواتبنا ومعاشاتنا في الخامس والعشرين من كل شهر دون أن يتأثر أحدنا في البحرين بسلبيات تلك الأزمة العالمية، والثالثة أنه جرى في كثير من الدول تسريح بعض الموظفين والعمال في القطاعين العام والخاص، لكن لم يتخذ هذا الإجراء في البحرين والأمثلة كثيرة، عدا المواقف الإنسانية لسموه المستمرة كأوامره بتقديم الحوافز المالية والتنظيمية لرجال الأعمال والشركات مقابل توظيف أبنائه البحرينيين وخلق وظائف لهم، وإرسال المحتاجين للعلاج في الخارج على نفقة الدولة وأنا أحدهم ضمن المئات بل الألوف الذين تشافوا من أمراضهم، واحتضن الكثيرين من الطلاب الذين لم يحصلوا على البعثات الرسمية وهم من المتفوقين فهيأ لهم مواصلة الدراسة في الخارج على حساب الدولة.
كثيرة هي الأعمال الجليلة الأبوية لسموه. حفظ الله أبا الشعب البحريني ابن البحرين البار وحكيمها رئيس الوزراء مده الله بطول العمر والصحة والعافية، وسيبقى مجلسه بل وطنه البحرين ملفي الأياويد. وسلمت وسلمت يداك وعاشت البحرين حرة أبية تحفها عناية المولى عز وجل، ودمتم سالمين وسيبقى مجلسكم عامراً بالحب والعطاء.