ألقت قوات الأمن المصرية أمس القبض على القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي في الجيزة، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية، ما يعد ضربة أمنية قوية ضد الجماعة باعتقال أبرز قيادييها.
وجاء في بيان الوزارة «تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط القيادي في تنظيم الإخوان محمد البلتاجي» في قرية ترسا في مركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة.
وذكر البيان أنه ألقي القبض أيضاً في المكان ذاته على القيادي الآخر في جماعة الإخوان خالد الأزهري وهو وزير القوى العاملة السابق، والقيادي في الجماعة جمال العشري. وينضم البلتاجي والأزهري والعشري إلى كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين وقياديين إسلاميين ودينيين مقربين منها ألقت قوات الأمن القبض عليهم في الفترة الأخيرة، وقد بدأت محاكمة بعضهم بتهمة التحريض على قتل متظاهرين الأحد الماضي. وبثت قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية رسالتين مسجلتين للبلتاجي، دعا فيهما إلى مواصلة الاعتراض على السلطة المؤقتة الحالية التي عينها الجيش عقب عزله الرئيس الإسلامي محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.
وتكثفت حملة التوقيفات ضد جماعة الإخوان المسلمين عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة في 14 أغسطس الجاري، في عملية قتل فيها المئات، بينهم ابنة البلتاجي، أسماء.
ويأتي اعتقال البلتاجي قبل يوم من تظاهرات مناهضة للسلطة دعا إليها «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، الائتلاف الرئيس المناهض للإسلاميين، في خطوة استبقتها الأجهزة الأمنية بالتأكيد على أنها ستتصدى بالذخيرة الحية لأي اعتداء. وقال صلاح الجمعة العضو في «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» في مؤتمر صحافي في القاهرة «نرحب بمبادرات التهدئة، ولكن سنواصل الاعتصامات السلمية».
وكان التحالف دعا في وقت سابق إلى تظاهرات حاشدة في مدن متفرقة في إطار ما سمي بأسبوع «الشعب يقود ثورته»، وإلى «تصعيد حدة العصيان المدني»، بعد نحو شهرين على عزل مرسي.
وتشهد التظاهرات المؤيدة للإسلاميين في مصر تراجعاً كبيراً في أعداد المشاركين فيها، منذ بدء حملة الاعتقالات في حق قيادات وأعضاء الجماعة عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة.
وفي هذا السياق، أعلنت مصادر أمنية رفيعة المستوى في وزارة الداخلية عن «بدء حالة الاستنفار الأمني في الوزارة استعداداً لتظاهرات اليوم».
وأشارت المصادر إلى أن «الخطة تتضمن تكثيف الإجراءات الأمنية بمحيط المنشآت الهامة والحيوية من خلال التنسيق مع القوات المسلحة»، إضافة إلى «تأمين كافة الأقسام السجون على مستوى الجمهورية». وقد أكدت مصادر في مديرية أمن القاهرة أنه «جرى رفع درجات الاستعداد الأمني إلى الحالة القصوى داخل جميع قطاعات المديرية استعداداً للتظاهرات وللحفاظ على الأمن والنظام ومكافحة أعمال العنف وإثارة الشغب بجميع أشكالها».
كما أعلنت الشرطة في بيان تلاه متحدث باسمها على التلفزيون الرسمي أن قوات الأمن «جاهزة للتصدي بكل حزم وقوة وبالذخيرة الحية» لأي محاولة لإثارة الفوضى. من ناحية أخرى، أبدى محمود بدر، مؤسس حركة «تمرد»، عدم تحفظه على تولي قيادة عسكرية رئاسة مصر، مضيفاً أنه إذا لم تستقر الأوضاع الأمنية خلال الفترة المقبلة، فمن الممكن أن يدعم وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي للرئاسة، وأنه في حالة استقرار الوضع الأمني - وهو ما يتوقعه، فسيدعم رئيساً مدنياً.
وتوقع بدر استمرار دور حركة تمرّد في المرحلة المقبلة، موضحاً أنهم أنهوا نصف الطريق ومازال لديهم تحديات كثيرة في النصف الآخر، ومؤكداً إيمانه بإرادة الشعب وأن الشارع يفرض إرادته على الجميع، وأضاف أن الجيش شريك أساس في ثورة 30 يونيو لأنه اختار الطريق الصعب وهو طريق مواجهة من داخل وخارج مصر.
وقال بدر إنه يتوقع مشاركة الإخوان في الانتخابات البرلمانية من خلال أحزاب ذات اتجاه إسلامي كحزب مصر القوية، مستبعداً مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية.
وصرّح بدر بأنهم سوف يحولون حركة تمرّد إلى حزب سياسي يجمع الشعب المصري، ومن الممكن أن يكون هو رئيسه، ومن الممكن أن يرشح نفسه للرئاسة عندما يبلغ السنّ القانونية للترشح وهو 40 عاماً، والمعروف أن بدر اتجاهه قومي ناصري عربي.
ورداً على الاتهامات التي توجّه لحركة تمرد بالعمالة لأجهزة أمنية واستخباراتية، قال بدر إن تلك الاتهامات وجهت من قبل لقوى سياسية عدة، وإن مقر تمرّد لم يحمه أحد حينما احترق، ومن لديه دليل ضده عليه أن يتقدم به للنيابة العامة والنائب العام.
من جهة أخرى، علقت بريطانيا أمس 49 رخصة تصدير لمصر وقالت إنها تريد منع استخدام بضائع بريطانية في الاضطرابات التي أدت إلى مقتل مدنيين.
واتخذت بريطانيا بالفعل إجراءات لتقييد الصادرات لمصر حيث سحبت الشهر الماضي 5 رخص لتصدير بضائع مثل مكونات عربات مشاة مدرعة للقتال ومعدات اتصالات للدبابات وأجزاء مدافع رشاشة.
وتسري إجراءات على التراخيص الخاصة بالجيش المصري وقوات الأمن الداخلي وتشمل نطاقاً من المعدات بينها قطع غيار طائرات هليكوبتر وطائرات عسكرية وبرمجيات متخصصة ومعدات اتصال.
«فرانس برس - العربية نت»