سلّم المجلس الأعلى للمرأة الدفعة الثانية من الحافلات للمستفيدات من مشروع «توصيل»، الذي ينفذ بالتعاون مع كل من تمكين وبنك الإبداع، وبالتعاون مع الإدارة العامة للمرور والترخيص بوزارة الداخلية.
وقالت مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة ضوية العلوي إن المشروع يترجم نجاح الشراكة مع المؤسسات الرسمية والخاصة في دعم برامج ومشاريع التمكين الاقتصادي للمرأة كونه المدخل الرئيس لتحقيق الاستقرار الأسري أحد آثار الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن هذه المشاريع تأتي لتناسب عادات وتقاليد المجتمع البحريني وتلقى القبول الاجتماعي لدى عامة المواطنين.
وأضافت أن نجاح المشروع في مرحلته الأولى، ومساهمته الملحوظة في تحسين الدخل بالنسبة للعديد من الأسر البحرينية ترجم الأهمية من هذه المشاريع التي يتم تنفيذها وفقاً لمتطلبات سوق العمل البحريني، للوصول إلى ريادة أعمال بحرينية حقيقية في ظل البيئة التي توفرها مؤسسات القطاع العام والخاص وبرامج التمويل المختلفة.
وتابعت العلوي أن المجلس وبالتعاون مع اليونيدو نفذ برنامجاً تدريبياً لتحفيز المستفيدات على إنشاء مشاريع صغيرة في مجال المواصلات لرفع مستوى وتحفيز روح المبادرة والمساهمة الفعالة في الاقتصاد الوطني، وإعطاء المستفيدات الأدوات والمهارات اللازمة لإنشاء مشاريعهن الخاصة بطرق سليمة وتحت إشراف متخصصين في هذا المجال، مشيرة إلى أن من بين أهداف البرنامج أيضاً خلق جيل جديد واعٍ على أسس علمية صحيحة في مجال ريادة الأعمال.
بدوره قال الرئيس التنفيذي لتمكين محمود الكوهجي: لطالما كانت مملكتنا سباقة في مجال تمكين المرأة، ونحن نعتبر تمكين المرأة البحرينية اقتصادياً من أولوياتنا ونفتخر بالتعاون الوثيق القائم بيننا وبين الهيئات والجمعيات النسائية الرسمية والأهلية المعنية، مردفاً: قمنا في هذا الإطار بتدشين عدد من البرامج التدريبية والتمويلية التي صممت خصيصاً لتلائم احتياجات المرأة البحرينية وتفتح لهن فرصاً وظيفية وتشجيعهن على تأسيس مشروعات تجارية مستدامة توفر لهن دخلاً إضافياً وتدعم الاقتصاد الوطني.
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لبنك الإبداع للتمويل المتناهي الصغر د. وحيد القاسم إن مشروع توصيل يعد ثمرة التعاون المشترك بين البنك وشركائه في المجلس الأعلى للمرأة وتمكين، وقد استطعنا من خلال هذا المشروع تنفيذ رؤية القيادة متمثلة في صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة لإدماج المرأة البحرينية في مشروع التنمية الاقتصادية في البحرين وتلبية احتياجات المرأة من خلال مساعدتها في البدء في مشروع خاص بها يكون مصدر دخل ثابت لها ولأسرتها.
وأكد د. القاسم أهمية تعاون كافة الأطراف في دعم هذا التوجه، لافتاً إلى حجم الدور الكبير الذي يستطيع القطاع الخاص أن يقوم به لتحقيق إدماج احتياجات المرأة وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في المجتمع البحريني، مشيراً إلى أن بنك الإبداع قام من خلال مشروع توصيل بتقديم قيمة دعم للمستفيدات تصل إلى 5000 دينار كقرض يمنح للمستفيدة لشراء المركبة في حين يقوم المجلس الاعلى للمرأة وتمكين بتقديم منحة مالية تصل الى 50% من قيمة المركبة شريطة ان لا تتعدى هذه المنحة قيمة 5000 دينار.
وأكد د. القاسم بالتزام البنك بكل ما من شأنه ان يدعم توجهات الحكومة بشكل عام والمجلس الأعلى للمرأة بشكل خاص في كل ما يحقق شراكة حقيقية للمرأة البحرينية في المجتمع وما يساعد المرأة على تحقيق التوافق بين مسؤولياتها الأسرية وواجباتها الوطنية تجاه الوطن.
من جهتهن تقدمت المستفيدات من المشروع، بالشكر الجزيل لقرينة عاهل البلاد المفدى، على دعمها المتواصل للمرأة البحرينية من خلال تمكينها اقتصادياً.
وذكرت تهاني عبدالوهاب من سكنة النويدرات أن هذا المشروع سيمثل دخلاً إضافياً لأسرتها بجانب راتب الزوج، وسيساهم في حل أزمة الأسرة المالية من خلال توفير مبلغ من 300 إلى 400 دينار، مؤكدة بأنها قامت بالتعاقد حالياً وقبل استلامها للحافلة مع روضة للأطفال وعدد من الطلاب لتوصيلهم، كما قامت بإعلام أهالي القرية لتوصيل النساء مستقبلاً للأغراض الخاصة، مبدية سعادتها بهذا المشروع، مشيدة بالدعم الذي تقدمه تمكين بتوفير 50% من قيمة الحافلة.
بدورها ذكرت أسماء رحيم من سكنة المحرق أن زوجها متقاعد ومريض، وتقدمت للمشروع من أجل إعالة أسرتها المكونة من 8 أشخاص بجانب راتب زوجها التقاعدي من دون الطلب من الآخرين، وتتطلع من خلال علاقاتها الشخصية في الحي إلى أن تكون الحافلة التي تنقل من ليس لديهم وسائل نقل للمشاوير الخاصة وللطلبة في مناطق الحد وعراد وقلالي والمحرق.
ومن جانبها قالت شهربان منصور من سكنة النبيه صالح، إن فكرة المشروع ناجحة للغاية، والحافلة ستحل لها العديد من مشكلاتها المالية خصوصاً وان زوجها متقاعد، وستكون بديلاً لسيارتيها الخاصة، مبدية أملها أن يساهم هذا المشروع في تمكينها اقتصادياً وفتح مؤسسة مواصلات في المستقبل.