كتب- أحمد الجناحي:
أحيا الفنان الفلسطيني محمــــد عساف، نجم برنامج أرب آيدول، على خشبة مركز أرض المعارض ضمن فعاليات مهرجان صيف البحريـــــن 2013، حفلة غنائيــــة مفعمة بالروح الوطنية والولاء للأرض العربية.
وكانــــت القضيــــة الفلسطينيـــة ملهمـــة لعســـــاف، الذي جــــاء من فلسطيــــن من الأرض التي يحلم كل عربي بالعودة إليها، إلى البحرين حاملاً معه غصن زيتون السلام، والفن والموسيقى والجمال.
وقدم نجم أرب أيدول أمسيــــة فنية تعدت المسافات والحدود الجغرافية والمدى، نحو ما يمكنه أن يكون سلاماً داخلياً فنياً. مقدماً إلى جمهوره باقة فنية متنوعة من الأغاني الخليجية والشامية والفلسطينية، معلناً معهم خوض تجربة الغناء الخليجي، إيماناً منه بأهمية الفن العربي الذي يمتد بوتره من المحيط إلى الخليج.
وعلى وقع أغنية «نسم علينا الهوى»، أطل من خلف الستار، شاب في بداية مشواره الفني، مرتدياً ثوباً من ا?مل لنصره القضية العربية، يصدح فناً وجمالاً ويحمل رسالة من ا?نسان إلى ا?نسان بأهمية السلام والحب والجمال.
بعد أدائه ا?غنية ا?ولى، «يادنيا علــي اشهــــــدي»، حيــــــا جمهــــوره بحــــرارة، وقال إنه يتمنى أن يعم الأمــن والأمـــان فــــي المنطقـــة العربية، وانطلق بموال «القدس» الذي حرك شجون الحاضرين وأثار حماسهم، وأحيا بغنائه القضية الفلسطينية بمجموعة أغاني كانــت متتاليـــة «الفـــرس بدها خيالة»، ولأن الجمهور الذي ملأ القاعة عن آخرها كان متفاعلاً مع الأغاني الشامية، استمر بها عساف، متنقلاً بين الأغاني الحماسية والأغاني الغزلية «قتلوني عيونه السود»، «ياريت» وسط تصفيق وجمهور قرر أن يقف طوال الحفلة وينزل ليرقص «الدبكة» الشامية وسط تصفيق عالٍ غطى الصالة.
وعكــس محمــد عســاف معانــاة الشعب الفلسطينــــي والعربــــي تجــــاه القضيــــة الفلسطينية، وفرغ كل الآهات بوجه وحشية العدوان الصهيوني، وردد مراراً وتكراراً وبين كل أغنية «جمهور يرفع الرأس».
وركـــزت الأغاني بمجملها على فلسطيــــن والقدس، معتبراً وقوفه على الخشبة فرصة ?شاعة الحب في ا?وطان العربية والتذكير بالقضية الفلسطينية، خصوصاً في ظل ما تعانيه من أوضاع صعبة.
وقــــال عساف، خلال المؤتمر الصحافـــي الذي سبـــق الحفلـــة: «أأسف لأنه اشتكى، فأنا أقدم فناً، ولكن هذا دليل إني صنعت التأثير وتحقق الهدف، وهذا اعتراف بوجودنا وحقوقنا كشعب فلسطيني، وأتشرف بهذه الأغنية، الأغنية رائعة وعظيمة من التراث الفلسطيني، وأذكر فيها مدن فلسطين كلها حتى من الداخل المحتل»، امتدت السهرة تصفيق الجمهور وتحيته له بعد أداء أغنياته».
وأضاف عساف في تصريحات صحافية، أنه سعيد بالبحرين، ويتجه إلى الغناء من أجل القضايــا التـــي تمـــس الأرض والإنســــان وتمس المجتمع العربي والحب، عبر الغنــاء الهادف، حول حقوق المــــرأة خصوصـــاً فيمـــا يتعلـق بالميراث مثلاً، واعتبر أن فكرة كهذه تعتبر إضافة إلى الفن العربي.
واعتبر حفلته في البحرين مكسباً للتعرف على ثقافات جديدة. (...) كما قال عساف بأنه كفنان فلسطيني قد حصد نجومية بعد فوزه في برنامج (عرب آيدول) ولفت أنظار العالم العربي، وحصد العديد من الجوائز والتكريمات، وهو يتمنى أن يستطيع خدمة قضيته، القضية الفلسطينية.
وأوضح أن الفن رسالة سامية توحد ولا تفرق(..) تصل إلى قلوب الناس أسرع من أي شيء آخر. وأضاف «كنت أحلم أن أكون نجماً، لكن اليوم طموحي أكبر .. أن أقدم شيئاً مختلفاً، أكثر من مجرد أضواء وفيديو كليب وشهرة، أتمنى استغلال الفن لخدمة قضايا المجتمع العربي»، واعتبرها أسرع من الرصاص والمدافع واستدل بالشاعر الراحل محمود درويش حين قال إن الثورة ليست بندقية ثائر فحسب، بل هي معول فلاح ومشرط طبيب وقلم كاتب وريشة شاعر».
وتابع» أنا لم أحرر فلسطين لكنني أفرحتها»، كما كشف عساف خلال المؤتمر الصحافي عن تعاونه مع الملحن ناصر الصالح، من خلال ألبومه المقبل، الذي سيقدم فيه 10 أغانٍ شامية وفلسطينية وخليجية.