وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، إلى تخصيص 200 مليون دولار لدعم صمود المدن الفلسطينية، فيما عرضت بلدية المنامة خطتها الاستراتيجية ومشروعاتها التجملية والترفيهية لدى مشاركتها في مؤتمر العواصم والمدن الإسلامية بمكة المكرمة ما بين 1 و3 سبتمبر.
وافتتح صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز آل سعود وزير الشؤون البلدية والقروية، أعمال المؤتمر الثالث عشر لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية في مكة المكرمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين راعي المؤتمر، والذي تنظمه منظمة العواصم والمدن الإسلامية وتستضيفه أمانة العاصمة المقدسة بالمملكة العربية السعودية.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، محاضرة عقب حفل الافتتاح حول رؤيته لمكة المكرمة ومستقبل تطويرها بعنوان «مكة الإنسان والمكان»، وتم خلال المؤتمر تكريم أمناء العاصمة المقدسة في العهد السعودي من عام 1343هـ حتى عام 1434هـ.
وقدم مدير عام بلدية المنامة محمد بن أحمد آل خليفة درعاً تذكارياً إلى سمو الأمير خالد الفيصل خلال زيارته لجناح معرض البلدية.
وقال مدير عام بلدية المنامة في تصريح له، إن مشاركة البلدية في المؤتمر تأتي بتوجيه من وزير البلديات د.جمعة الكعبي، لافتاً إلى أن أعمال افتتاح المؤتمر تضمنت إعلان الأمير منصور بن متعب عن توجيه خادم الحرمين الشريفين باعتماد مبلغ 200 مليون دولار لدعم صمود المدن الفلسطينية، ليشمل كافة المدن والبلديات الفلسطينية الأعضاء في منظمة العواصم والمدن الإسلامية.
ونقل عن الأمير متعب قوله إن مشروع خادم الحرمين الشريفين لدعم صمود المدن الفلسطينية، يهدف إلى تطوير وتوسعة البنية التحتية لهذه المدن، وصيانة وتجديد محطات تنقية مياه الشرب ومحطات توليد الكهرباء ومعالجة وتنقية مياه الصرف الصحي وتطوير المستشفيات ومراكز الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وتوسعتها.
وأضاف أن الأمير متعب أكد سعي المؤتمر العام الثالث عشر لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية لمواكبة التطور الجاري للعواصم والمدن الإسلامية ولسكانها النفع والفائدة، وتحقيق التنمية المتواصلة للمستوطنات البشرية، ويجسد مدى حرص منظمة المدن والعواصم الإسلامية على تحقيق التنمية المستدامة في العواصم والمدن الإسلامية وحفظ هويتها وتعزيز وتطوير برامج بناء القدرات للمدن بما يواكب التطورات ويحقق لسكانها النفع والفائدة.
ونقل عنه تأكيده أن المؤتمر يعمل على معالجة العديد من الجوانب البيئية وحمايتها ومنع إلحاق الضرر بها، والحث على عمارة الأرض وزراعتها والتعريف بالاحتياجات الأساسية والقضايا الأولية في التعامل مع البيئة، وتبادل الخبرات وعرض أفضل الممارسات والتجارب التي تحقق العناية بالبيئة وتسهم في حمايتها، معرباً عن أمله أن يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة منه.
ونوه إلى أن نتائج المؤتمر ستكون لها انعكاسات إيجابية تؤسس لمرحلة جديدة في برامج وخطط المنظمة، مثمناً الجهود المبذولة من المنظمة في تنظيم المؤتمر.
وأوضح مدير عام بلدية المنامة، أن العالم الإسلامي قدم عدداً من النماذج الناجحة للإدارة المحلية والبلدية في تخطي العوائق والعمل على نمو وازدهار المدن، وقال «هناك الكثير من المدن العربية والإسلامية المشاركة في المؤتمر، نجحت في قيادة التنمية، ووصلت إلى أعلى مراتب التقدم والازدهار بين وصيفاتها العالمية».
وأكد أن تنظيم المؤتمر في مدينة شهدت ولادة المنظمة قبل أكثر من ثلاثة عقود، يوفر للحضور والمشاركين فرص للوقوف والمراجعة وإعادة النظر بمسار المنظمة، ومدى تحقيقها لأهداف تأسست من أجلها، ويوفر منصة لإطلاق هوية مميزة للمدن والعاصم الاسلامية تتماشى مع عصر التقنية وازدهار العلم الذي نعيشه، ويحفظ الأسس الرئيسة لمدن إسلامية الروح والطابع.
وأعرب عن أمله أن يحظى الموضوع بأولوية في لقاءات المؤتمر المتعددة خلال جلساته، عبر اقتراح آليات وبرامج تعمل على تعزيز التعاون المشترك بين المدن والأعضاء في مجالات متخصصة، وتحرص على خلق برامج ومنح لدعم المدن الأقل نمواً.
وأضاف أن مشاركة بلدية المنامة في المؤتمر والمعرض المصاحب، تهدف إلى عرضِ مجموعة من خططها الاستراتيجية المنبثقة من برنامج عمل الحكومة والرؤية الاقتصادية 2030، ما يضفي لبنة إلى صرح التنمية الشاملة في المملكة، وإبراز دور بلدية المنامة وإنجازاتها في المشاريع التطويرية والتجميلية والترفيهية والتنمية المستدامة.
من جانبه قال مدير الخدمات الفنية ببلدية المنامة نوفل الكوهجي، إن انعقاد المؤتمر العام الثالث عشر للمنظمة يأتي في مرحلة مهمة من تاريخ العواصم والمدن الإسلامية، هي أحوج ما تكون إلى حفظ هويتها وتراثها الإسلامي وسط تحديات العصر، لافتاً إلى أن العالم يموج بالعديد من الأحداث والتطورات المتلاحقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والبيئية والعمرانية وغيرها من التحديات، ما يؤثر على حالة ووضع المدن والعواصم الإسلامية.
وأعرب الكوهجي عن أمله أن تحقق الدورة الحالية في مكة المكرمة، مزيداً من التطور في عمل المنظمة في ظل القيادة الرشيدة لحكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وأضاف أن بلدية المنامة تحرص على العمل وفق خطة استراتيجية تنموية شاملة تستهدف بالمقام الأول الارتقاء بجودة ومستوى خدماتها المقدمة للمواطنين والمقيمين، مشيراً إلى أن البلدية تعمل وفقاً للرؤية الاستراتيجية لوزارة شؤون البلديات «إنماء وتنمية»، الهادفة إلى تحقيق الإنماء الحضري المتوازن عبر تأسيس بنية إدارية متكاملة لتنفيذ المخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني، وتلبية طموحات الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030.
إدارة المؤتمر تقنياً
وشهد المؤتمر في نسخته الثالثة عشرة، كل أعمال تطويع التقنية الحديثة حيث تم إدارة فعالياته إلكترونياً بالكامل، بما يعزز المكانة الرفيعة التي وصلت إليها المملكة العربية السعودية، إلى جانب استغلال التقنية في إبراز الدور التنموي والحضاري لمنطقة مكة المكرمة بشكل عام وأم القرى على وجه الخصوص في كل مناطق ومدن المملكة، والمتابعة الشخصية والمستمرة من سمو الأمير خالد الفيصل لكل المشروعات التنموية بالمنطقة للرقي بالإنسان والمكان.
30 منظمة دولية مشاركة
وشارك في المؤتمر 50 شخصية يمثلون 30 منظمة ومؤسسة إسلامية ودولية، وتضمن تنظيم الندوة العلمية الدولية الحادية عشرة للمنظمة بعنوان «تشريعات حماية البيئة من أجل تنمية مستدامة»، ألقى خلالها 42 بحثاً شارك بتقديمها 250 شخصية، وإقامة معرض بعنوان «حماية البيئة ومنجزات بلديات العواصم والمدن الإسلامية»، وعقد اجتماع المجلس الإداري للمنظمة وصندوق التعاون في دورته التاسعة والعشرين، وتوزيع جوائز المنظمة في دورتها التاسعة في مجالات التأليف والتحقيق والترجمة والبحث العلمي والمشروعات والخدمات البلدية.
واعتمد المؤتمر توصيات لجنة التواصل الرقمي الهادفة إلى تشجيع الأمانات والبلديات على تبادل الخبرات واستخدام تقنية المعلومات الحديثة في كل أعمالها الفنية والإدارية والمالية، وتوقيع عدة اتفاقيات منها برتوكول تعاون بين المنظمة ومركز دراسات التراث العلمي بجامعة القاهرة لتقديم الدعم الفني وبرامج بناء القدرات لمنتسبي أمانات وبلديات ومجالس المحليات، وتوقيع مذكرة تفاهم بين المنظمة ومنظمة التحالف العالمي لتسهيل الوصول للبيئة والتقنية «جيتس»، وتحقيق أعلى المعايير العالمية في مجالات التخطيط والإسكان وإدارة المدن والمرافق العامة.
وتم خلال المؤتمر تفعيل التآخي بين العاصمة القدس الشريف والعواصم والمدن الإسلامية الأخرى المتآخية معها، وتكريم بعض أمناء العواصم والمدن الإسلامية ممن ساهموا في دعم المنظمة ونشاطاتها المختلفة، وسيتم تعميم توصيات المؤتمر لكل الأمانات والمدن الأعضاء للاستفادة منها وفقاً لقوانين كل دولة.