كتبت - نور القاسمي:
تعد الشقق والفنادق المشبوهة، أماكن مشجعة ومحرضة لخادمات المنازل بالهروب من كفلائهن، واللجوء إلى الأعمال المخلة بالآداب، إذ قلما يوجد منزل بحريني لا يشتكي من مشاكل العمالة المنزلية، وعلى الرغم من حاجة البيت للخدم بشكل كبير فإن تمادي الخدم وهروبهن ظاهرة مقلقة، بينما يعتقد كثيرون أن الأنظمة والقوانين تراعي حقوق الخادمة فقط دون مراعاة لحقوق صاحب العمل -الطرف المتحمل للتكاليف والخسائر أيضاً-!
عانى رب المنزل فاروق الحمر من مشاكل مادية ونفسية جراء هروب خادمته:»كانت مخليتنا على كفوف الراحة قبل الهرب بدرجة مشكوك فيها! تداعب الطفل وتحدث الكبير تمزح مع الماما و تداري البابا! ..تعطيك الشمس في يد والقمر في يد، واهيه بعد ثواني بتركب باص وتنحاش!»، بعد ما ذهبت إلى عملي وأبنائي إلى مدارسهم وزوجتي إلى أعمالها انتهزت الفرصة وهربت بعد مكيدة دبرتها مع «أسيويين في الفريج»، قدمت بلاغ إلى مركز الشرطة، وإلى وزارة العمل وكل مكان أعرج إليه أصعق من كمية البلاغات والشكاوى المقدمة في هروب الخدم».
«مافيا» الخادمات
ويضيف» بعد البلاغ قررت أن أبحث عنها بنفسي، فبدأت وجهتي بالفنادق «وشفت العجب!»، أغلب العمالة الهاربة معشعشة في الفنادق والفلل والشقق المشبوهة!. «يحز في نفسي توصل البحرين لهذا المستوى»، ما شاهدته بأم عيني جعلني أترك موضوع هروب خادمتي وأركز على موضوع الشقق المشبوهة للدعارة وتجارة اللحوم! مايهمهم الوطن ولا المواطن! المهم أن يجمع المال ويعمر بها وطنه».
ويقول إن «فتح أبواب الشقق المشبوهة والفنادق الخاصة وفلل الفسوق، يشجع العمالة على الهروب!». الكفيل يعطيها راتب 80 ديناراً وهي هناك في الليلة تحصل على الضعف!، المواطن يحضر الخادمة ويتحمل تكاليفها من المطار حتى الفحوصات ثم المأكل والمشرب والملبس لتقدم على صينية من ذهب لهذه الفلل والشقق المشبوهة».
مكاتب للسمسرة
عزاء فاروق الحمر الوحيد أن تكاليف خادمته أقل من مكاتب الخدم:»مكاتب الخدم يستغلون المواطن بشروطهم وتكاليفهم التي تصل إلى الألف دينار! لذلك يضطر المواطن ألى اللجوء للمخادعين من محولي الفيزات و»الفري فيزة»، الذي لا تتجاوز تكالفيهم الـ 200 دينار كما حدث معي».
ويؤكد ماسبق محمد جاسم الذي عانى من مكاتب الخدم الكثير:»حجزت خادمة من سبعة أشهر، ومن شهرين وهم يحضرون لي خدم «غير شكل!»، إحداهن لا تريد العمل والأخرى تتحجج بالطفل وغيرها لم يعجبها المنزل! وبعد معاناة قررت استرجاع ما قدمته، لكنهم رفضوا إعطائي المبلغ كاملاً! اعتقدت أنه بحسب قانون العمل سأسترجع 90% من المبلغ ويحتسب 10% أتعاب المكتب، لكنني غضبت حال خصم المكتب 25% من المبلغ دون إذني! بحجة أن أتعابه تتجاوز مبلغ العشرة بالمائة! بعد معاناة معه ومع شركائه وتهديدي المستمر لهم بالشكوى عليهم عند وزارة العمل أعادوا لي باقي ما دفعت».
مساومة بالـ SMS
تحكي وفاء قصتها عند هروب خادمتها الفلبينية:»استقدمت خادمة من مكتب معروف بأمانته وسمعته الجيدة، وصلت لي عندما كنت على وشك وضع مولودي الثالث والبدء بمواصلة دراساتي العليا، سارت الأمور على ما يرام بالرغم من قصور في مستوى الخدمة المطلوب وعدم الإيفاء بجميع المتطلبات بالرغم من وجود خادمة أخرى في منزل العائلة. منذ البداية قامت بطلب الذهاب للكنيسة والحصول على هاتف فرفضت، بكت «بهستيريا!»، وبعد شهرين من الإلحاح سمحت لها بالحصول على هاتف بشرط ألا تستخدمه إلا في أوقات الراحة وهذا الذي لم تلتزم به».
وتضيف»حصلت على أكثر من بطاقة هاتف لديها، فيفا بتلكو وزين! تخلصت من بطاقتين بعد اكتشافي أن كل من تحادثهم رجال! رأى زوج أخي عندما كان عائداً من عمله ليلاً إمرأة تهرب من المنزل لتأتي سيارة وتقلها مسرعة، عندما
دخل المنزل ولم يجد الخادمة تأكد مما رآه وحاول اللحاق بهم لكن دون جدوى، وما أثار الريبة في نفسي وجود مفتاح باب الـ»كراج» من الخارج، أيعقل أنها اعتادت على الخروج والرجوع دون علمنا وبسبب رؤية أخ زوجي لها لم تعد ؟!»، بعدها اتصل بنا شخص قال إنها وضعت إعلان تريد فيه العمل ورقم كفيلها للمساومة، طلب تحويلها محلياً لتعمل لديه في صالون، أخبرناه بموافقتنا مقابل 500 دينار، لكنه رفض بحجة أنه لا يريد المشاكل. بعدها بأيام قامت بمراسلتي بالرسائل النصية تعتذر وتبرر سبب هربها وتطلب أن أحدد مبلغ مقابل تخليص أوراقها رسمياً وتنازلي عنها للكفيل الآخر، أخبرتها بالمبلغ نفسه وطلبت مهلة لتدبير المبلغ لشهر ديسمبر، لكنها أرسلت رسالة أخرى تطلب مني تقسيط المبلغ لها 20 دينار شهرياً! أبلغت مركز الشرطة عنها وإلى الآن يتم البحث».
مكيدة
وحدث مع مريم، ما حدث للآخرين أيضاً، وتقول:» من بضع سنوات، جلبت والدتي خادمة من طرف «لحام»، نتعامل معه عوضاً من المكاتب وأجورهم العالية، نصحها بشقيقته التي ستصل بعد فترة وزينها في عينها، فاتفقت والدتي ووالدي معه على التفاصيل جميعها استمرت في العمل لمدة يومين، في اليوم الثالث «ضربت بالحطبة، أنا مو ياية أشتغل هني حق بيت واحد! أنا يايه أشتغل من بيت لي بيت»، ووصل بها الأمر أن تلفق وتتهمنا بماهو ليس بنا! «انتو ماتأكلوني وتطقوني ومعاملتكم لي سيئة!».
أخيراً: «طلبت والدتي من «أخيها اللحام»إرجاعها وفقاً لطلبها وكأن أمراً لم يكن، اتصل لأمي بعد فترة وصادف أن يضطر أبي للسفر حينها ليخبرها بأن عليه إحضارها اليوم التالي صباحاً للمطار، شعرت والدتي بأن في الأمر مكيدة فطلبت من عمي -موظف في الداخلية- الذهاب معها، حال رؤية «اللحام» لعمي بزي عمله تلون وجهه بشكل ملحوظ، لنكتشف أن طائرتها الساعة التاسعة ليلاً ويريد أن نحضرها في الصباح ليتمكن من تهريبها ونقع في المشاكل!».
نعاملهن كبناتنا ولكن
انتهت مسيرة مريم إبراهيم مع الخدم بسبب خادمة «عضت يد الكفيل اللي انمدت لها»، وعلى لسان ابنتها: «أمي تدلع خدمها دلع! تخلينا إحنا نخدمهم»، بدأت الخادمة تتمرد وتنزعج من عمل المنزل بعد أول مرة ذهبت فيها لـ «دسكفري إسلام»، غير أن العمالة الأخرى في المركز، ملأوا رأسها بفكرة الهرب! أرادت أن تصبح مسلمة «واحنا على أولنا وديناها وحولنا فيزتها علينا وطايرين من الفرح!»، لم يمض إلا أسبوع، ونتفاجأ بهروبها ليلاً».
وتضيف» وفرنا لها كل ما يمكن توفيره، وكل ما لم تحلم به، تستخدم هاتف المنزل متى شاءت، وتتوقف عن العمل متى ما أرادت، وشاءت الأقدار، تختلف الخادمة مع «عشيقها»، الذي ساعدها على الهرب، وكخيانة منه اتصل على زوجي كفيلها وأخبره عن مكانها، ليجدها في فندق بشكل غير أخلاقي وسلمها للشرطة».
تبريرات واهية
وتروي مريم خالد عمـــا حـــدث لهـــم مع الخادمة»هربت خادمتنا على يد «عشيقها»، الذي لم نكن نعلم به، عرض عليها عمل غير أخلاقي في شقة مشبوهة عوضاً عن عملها هذا حتى اقتنعت وهربت معه، أخذت حاجياتها وبعض من «ملابسنا الداخلية»، و»انحاشت!»، بعد أسبوعين أخبرنا مركز الشرطة بأنهم وجدوها في شقة مشبوهة تعمل بالدعارة، بررت موقفها بأننا لا نعطيها ما يكفيها هي وأهلها من الراتب! مع أننا اتفقنا سلفاً مع مكتب الخدم براتب مثله كمثل غيره من الخدم!».
أخلاقها لم تسمح
وما حدث لسالم الشايع إن اختلفت مقدماته لا تختلف نهايته:» بحكم ازدياد أفراد العائلة، الخدم شر لابد منه في المنزل، كما تمتلك بناتي الثلاث خادمة خاصة لهن ولأطفالهن، أحضرت خادمة للمنزل، كان الخدم البقية يتحملن عنها أعباء العمل دون علمنا، وفي حال سفرهن، بانت حقيقتها لنا ورفضت البقاء وطلبت الرجوع إلى المكتب، أخبرناها أننا سنرجعها عصراً، بحثنا عنها في الوقت المحدد دون جدوى! قدمنا بلاغاً، وبعد أيام وصلنا خبر أنها ذهبت لمركز الشرطة واعترفت على صديقتها التي شجعتها على الهرب وأوهمتها بأنها ستجعلها تعمل في باريس! لكن أخلاقها لم تسمح لها بخداع كفيلها وسلمت نفسها للشرطة».
جواب أهل الاختصاص
تقول المحامية سهى الخزرجي، إن:» قانون العمل يجرم هروب الخدم وفي حكم رقم 16 من 2009، بشأن تنظيم سوق العمل، نظمت المسألة على أن يجرم القانون هروبهم وإن صاحب العمل -رب الأسرة- الذي يكفل الخادم يتحمل تكاليف سفر الخادمة في حال هروبها حتى وإن كانت تعمل في منزل آخر أو لدى شخص آخر ويمنع تحويلها إلى صاحب عمل آخر».
وتضيف المحامية، أن»من الآثار السلبية اعتماد الأسرة على الخادم أو الخادمة في كل شيء بأمور البيت وتربية الأطفال، فالأخلاقيات والسلوكيات التي يكتسبها الأبناء من الخادمات عادات خاطئة لا تتماشى مع ديننا الحنيف أو قيمنا وعاداتنا العربية، غير ذلك انتشار الاتكالية وعدم تحمل المسؤولية يسبب إرهاق الخادمة بالعديد من الطلبات والأوامر، ما يؤدي إلى سوء معاملتها وحرمانها من الراحة فيؤول الأمر إلى هروبها إلى إلقاء القبض عليها وإعادتها إلى بلدها».
وتابعت أن «حرمان الخادمة من الراتب غير محبذ، لأنه يسهل لأصحاب»الفري ويزة»، على استغلالها، وإقناعها بالعمل في مهن غير أخلاقية من أجل لقمة العيش، وفي النهاية الأسرة تتكبد خسائر جلبها وتذاكر سفرها لتهرب تاركةً إياهم في قلق وإضطراب ثم تعود وتطالب بالعودة إلى ديارها وعلى الكفيل دفع تكاليف لتذكرة الرجوع أيضاً!».
وقالت إن هروب الخدم للعمل في الرذيلة يشكل خطر على المجتمع بلا شك، لكن سوء التعامل يمكن اعتباره أحد أسباب مزاولة الخدم هذه الأعمال، ثمة منزلة كبيرة تؤكد شرعية حقوق الإنسان على التعامل معهم معاملة صحيحة وحسنة تحفظ حقوقها و كرامتها ولكن بالمقابل تعتبرهم فئة أنهم لا شيء وأملاك خاصة يتصرف بها كما يشاء، كما أن هناك الكثير من قضايا العنف ضد الخدم تلقوا معاملة سيئة و اعتداء لأتفه الأسباب».
أخيراً: «نصيحتي، عاملوهم معاملة حسنة لما ما جعلهم الزمن يعانونه من ابتعاد عن أهلهم وتغرب عن وطنهم من أجل عيشة كريمة ولقمة العيش».
حلول مقترحة
يناشد فاروق الحمر المعنيين بالأمر وكله رجاء بالإجابة: «أناشد العلماء وأصحاب القلوب المؤمنة والقلوب المملوءة غيرة للإسلام وعلى الإسلام وحب هذا الوطن أن يقفوا وقفة الجسد الواحد ضد هذا الدمار الأخلاقي، ضد الشقق المفروشة المشبوهة وضد عمال «الفري فيزة»، وأرجو أن تتحد الوزارات المعنية لخدمة وحماية مصالح المواطن من وزارة العمل والجوازات مع وزارة الداخلية حال وصول الخادمة وتفعيل تحديد الهوية عن طريق البصمة، ثم وزارة الصحة لتحليل الدم وفحص العين لنتمكن من ضبط الخادمة حتى حال هروبها، لأنه من دونها تنفي الخادمة من هنا بإسم «ستي» وتنتحل شخصية أخرى في بلدها لتأتي مجدداً باسم «رتي» واحنا يا غافلين لكم الله!».
إرشادات
استفاد فارووق الحمر من تجربته واستخلص منها عدة إرشادات من الممكن أن تفيده في المرة المقبلة: «لا تجعل خادمتك تمتلك هاتفاً، ولا تدعها ترمي أكياس القمامة للخارج، تكفل أنت بشراء حاجياتك ولا ترسلها حتى إلى بقالة الحي، حاول قدر الإمكان عدم إصطحابها معك خارج المنزل وفي نفس الوقت قلل من أوقات بقائها في منزلك بمفردها».الهوة في متوسط عمر المرأة
تزداد بين الدول الفقيرة والغنية
قالت منظمة الصحة العالمية أمس الإثنين إن متوسط العمر المتوقع للمرأة عند سن الخمسين ارتفع ولكن الهوة بين الدول الفقيرة والغنية آخذة في الاتساع وقد تتفاقم إذا لم يتم تحسين عملية اكتشاف ومعالجة أمراض شرايين القلب والسرطان.
ووجدت دراسة منظمة الصحة العالمية تراجعاً كبيراً في حالات الوفاة بسبب الأمراض غير المعدية في الدول الغنية في العقود الأخيرة ولاسيما نتيجة سرطان المعدة والقولون والثدي وعنق الرحم.
وقالت الدراسة إن النساء فوق سن الخمسين في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط يعشن أيضاً فترة أطول ولكن الأمراض المزمنة مثل السكري تفتك بهن عند سن أصغر من نظيراتهن.
وقالت دراسة المنظمة وهي جزء من عدد من النشرة الشهرية لمنظمة الصحة العالمية المخصصة لصحة المرأة إن «الهوة في متوسط العمر المتوقع بين مثل تلك النساء في الدول الغنية والفقيرة آخذة في الاتساع».
وقال مسؤولو المنظمة إنه توجد هوة متزايدة مماثلة بين متوسط العمر المتوقع للرجل فوق سن الخمسين في الدول الغنية وذات الدخل المنخفض وتكون الهوة أكبر في بعض مناطق العالم.
وقال الدكتور جون بيرد مدير إدارة الشيخوخة ومسار الحياة في مقابلة في المقر الرئيس لمنظمة الصحة العالمية «يمكن لعدد أكبر من النساء توقع العيش لفترة أطول وليس البقاء فقط على قيد الحياة بعد الولادة... ولكن ما وجدناه هو أن التحسن في الدول الغنية أقوى بكثير من الدول الفقيرة. هذا التفاوت بين الجانبين آخذ في الازدياد».
وقال بيرد إن «ما تشير إليه أيضاً هو أننا بحاجة بشكل خاص في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط إلى بدء التفكير في كيفية معالجة تلك الاحتياجات الناشئة لدى النساء. النجاح في العالم الغني يشير إلى أن ذلك من خلال تحسين الوقاية من الأمراض غير المعدية ومعالجتها».
وقالت الدراسة إنه في النساء اللائي تزيد أعمارهن عن خمسين عاماً تعد الأمراض التي لا تنتقل بالعدوى ولاسيما السرطان ومرض القلب والجلطات الدماغية هي أكثر الأسباب شيوعاً وراء الوفاة بصرف النظر عن مستوى النمو الاقتصادي للدولة التي يعيشن فيها.
وأشارت الدراسة إلى أن عدد حالات الوفاة بين النساء فوق سن الخمسين فأكثر في الدول الغنية نتيجة مرض القلب والجلطة الدماغية والسكري تراجع بالمقارنة مع 30 عاماً مضت وأن هذا التحسن ساهم بشك لكبير في زيادة متوسط العمر المتوقع وهو سن الخمسين. وبإمكان أن تتوقع المرأة الأكبر سناً في ألمانيا الآن أن تعيش حتى سن 84 عاماً وفي اليابان إلى 88 عاماً مقابل 73 عاماً في جنوب أفريقيا و80 عاماً في المكسيك.
وقال بيرد إن «هذا يعكس أمرين وهما تحسن الوقاية ولاسيما الوقاية السريرية التي تتعلق بالسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والفحص بالأشعة عن سرطان عنق الرحم ولكنه يعكس أيضاً تحسن العلاج».