عواصم - (وكالات): أعلن مسؤولون جمهوريون كبار في الكونغرس الأمريكي أمس دعمهم السياسي الحاسم للرئيس باراك أوباما عبر تأييدهم توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، ما يسهل أمام الرئيس الحصول على ضوء أخضر برلماني في هذا الصدد. وخلال اجتماعه في البيت الأبيض مع كبار المسؤولين البرلمانيين الأمريكيين، أعرب أوباما عن ثقته بفرص إمرار قراره باللجوء إلى القوة العسكرية في سوريا رداً على استخدام سلاح كيميائي.
وأضاف أن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا «يمثل خطراً جدياً على الأمن القومي للولايات المتحدة ولبلدان أخرى في المنطقة. وبناء عليه، ينبغي محاسبة الرئيس بشار الأسد». وإثر الاجتماع، أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري جون بونر دعمه لقرار أوباما، ومثله نائبه اريك كانتور. ويستأنف مجلس النواب ذو الغالبية الجمهورية ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، العمل الاثنين المقبل على أن يتم التصويت في كلا المجلسين بعدها بأيام. من جهته، قال النائب السابق لرئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال جاك كين إن «الرئيس الأمريكي أخبره أنه يعتزم شن عمل عسكري على سوريا أوسع نطاقاً من ضربات محدودة تردد ذكرها من قبل»، رداً على الهجوم الكيماوي المفترض، موضحاً أن «خطة أوباما تهدف إلى ردع الجيش السوري، والحد من قدراته بشدة».
وفي شأن متصل، أعلن جهاز المخابرات الألماني «رصد مكالمة هاتفية لسفير إيراني مع أحد عناصر «حزب الله» اللبناني تؤكّد تورّط نظام الأسد في الهجوم الكيماوي على المدنيين»، وفقاً لمجلة «دير شبيغل» الألمانية. من جهتها، أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من العنف في بلادهم تجاوز المليونين.
ووسط زيادة التوتر بالمنطقة، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن نظامها للإنذار المبكر رصد إطلاق صاروخين في مياه المتوسط باتجاه الساحل الشرقي، فيما أعلنت دمشق سقوطهما في البحر، وعلى الإثر، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن عملية الإطلاق هي عبارة عن تجربة أطلق خلالها صاروخ واحد من طراز «أنكور» في إطار تدريبات عسكرية إسرائيلية أمريكية، بينما أعلن البنتاغون أن التجربة الصاروخية لا علاقة لها بالضربة العسكرية الأمريكية المحتملة ضد سوريا. وقد أعادت البحرية الأمريكية توزيع قطعها تحسباً لضربات عسكرية محتملة ضد سوريا، فخفضت إلى 4 عدد المدمرات شرق المتوسط وأرسلت مجموعة جوية بحرية إلى البحر الأحمر.
وفي سياق تدفق اللاجئين الذين يغادرون سوريا، وصفت مفوضة الإغاثة في الاتحاد الأوروبي كريستالينا غورجيفا الإحصاءات القاتمة بشأن أعداد اللاجئين بأنها «تطور مريع».
وجاء في بيان أصدرته المفوضية في جنيف أن «سوريا تنزف نساء وأطفالاً ورجالاً يعبرون الحدود في أغلب الأحيان دون أي شيء سوى الملابس التي يرتدونها».
وفي مؤتمر صحافي عقده في جنيف، قال المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين انطونيو غيتيريس «عندما ننظر إلى التصعيد الأخير للنزاع، فإن ما يصعقنا هو أن المليون الأول من اللاجئين قد فر خلال سنتين، والمليون الثاني خلال 6 أشهر».
وتؤكد المفوضية العليا للاجئين أن هذه الأرقام التي تتخطى بصورة إجمالية 6 ملايين مهجر، لا مثيل لها في أي بلد آخر.
وقال غيتيريس إن «سوريا أصبحت المأساة الكبرى في عصرنا هذا، كارثة إنسانية صادمة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لم يشهدها التاريخ الحديث».
وأعلن البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك أن نحو 450 ألف مسيحي سوري هجروا بيوتهم إما لمكان آمن داخل سوريا وإما لخارجها منذ اندلاع النزاع في البلد عام 2011.
وتحدث مراسلون وشهود عيان عن لجوء أعداد أكبر من السوريين إلى الدول المجاورة بعد أن حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه سيشن ضربات عسكرية على قوات الأسد بعد اتهامها باستخدام أسلحة كيميائية في هجوم على ريف دمشق في 21 أغسطس الماضي. وفاجأ أوباما واشنطن والعالم عندما قرر الحصول على تأييد الكونغرس لشن أي عمل عسكري على سوريا، ما أجل احتمال الضربة وأتاح للمدنيين بالفرار من سوريا. وفي إطار استراتيجية البيت الأبيض لإقناع أعضاء الكونغرس المتشككين بدعم قرار الرئيس الأمريكي بشن ضربات «محدودة وضيقة» في سوريا، قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أن «عدم التحرك تصدياً لاستخدام سوريا لأسلحة كيماوية سيضر بمصداقية تعهد أمريكا بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي».
وأضاف أمام لجنة بمجلس الشيوخ «رفض التحرك سيقوض مصداقية التعهدات الأمنية الأخرى لأمريكا بما في ذلك تعهد الرئيس بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي».
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه «لا يريد طرح قرار على الكونغرس بشأن استخدام القوة في سوريا بطريقة تستبعد خيار نشر قوات أمريكية على الأرض». لكن كيري أكد أيضاً أن «الرئيس ليست لديه النية» لنشر قوات أمريكية على الأرض للمشاركة في القتال في الحرب الأهلية في سوريا.
وقد أعلن مسؤولون جمهوريون كبار في الكونغرس الأمريكي دعمهم السياسي الحاسم لأوباما عبر تأييدهم توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
وخلال اجتماعه في البيت الأبيض مع كبار المسؤولين البرلمانيين الأمريكيين وبينهم خصومه الجمهوريون الذين يهيمنون على مجلس النواب، أعرب أوباما عن ثقته بفرص إمرار قراره باللجوء إلى القوة العسكرية في سوريا رداً على استخدام سلاح كيميائي.
وقال أوباما «أرحب بأن يكون الجميع هنا قد بدأوا تحديد جلسات استماع وينوون التصويت ما إن يعود الكونغرس في مستهل الأسبوع المقبل». وأضاف أن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا «يمثل خطراً جدياً على الأمن القومي للولايات المتحدة ولبلدان أخرى في المنطقة. وبناء عليه، ينبغي محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد». لكنه كرر أن أي عملية ستكون «محدودة» و»متناسبة» من دون نشر قوات على الأرض. وإثر الاجتماع، أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري جون بونر دعمه لقرار أوباما، ومثله نائبه اريك كانتور.
بدورها، أيدت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي توجيه ضربة عسكرية.
وفي باريس، نشرت فرنسا التي تدعم أوباما في رغبته في شن تدخل عسكري في سوريا، تقريراً استخباراتياً قالت فيه إن قوات الأسد شنت هجوماً كيميائياً «واسعاً» الشهر الماضي.
وأضافت أن أشرطة فيديو والمعلومات الاستخباراتية التي تلقتها تفيد بمقتل 281 شخصاً، إلا أن التقارير التي تحدثت عن مقتل نحو 1500 شخص تنسجم مع الاستخدام المكثف للأسلحة الكيميائية.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه لا ينوي «حتى الآن» الطلب من البرلمان الفرنسي التصويت على تدخل عسكري محتمل ضد النظام السوري. ومن المقرر أن يجري اليوم نقاش بين مختلف المسؤولين البرلمانيين في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية حول الأزمة السورية، بعد كلمة يلقيها رئيس الحكومة جان مارك ايرولت.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني أن ديفيد كاميرون الذي رفض البرلمان مشروعه للتدخل عسكرياً في سوريا، يريد العمل على حل دبلوماسي خلال قمة مجموعة العشرين الخميس والجمعة المقبلين في سان بطرسبورغ. من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أخطار القيام بـ «عمل عقابي» عسكري في سوريا. واعتبر الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب في بروكسل أن على المجتمع الدولي أن يطلق مبادرة سياسية إذا كانت الولايات المتحدة وفرنسا ستوجهان ضربة عسكرية إلى سوريا.
من ناحية أخرى، يرى عدد من الخبراء أن التهديدات التي وجهها الأسد لفرنسا في حال تعرض بلاده لهجوم عسكري غربي ستترجم باعتداءات على السفارات الفرنسية أو الرعايا الفرنسيين في الشرق الأوسط ولاسيما في لبنان.
من جهة أخرى، قالت المعارضة السورية إن «رئيس الأطباء الشرعيين في حلب عبد التواب شحرور لديه أدلة على تورط الرئيس بشار الأسد في استخدام أسلحة كيماوية في هجوم قرب حلب في مارس الماضي انشق وسافر إلى تركيا»، مشيرة إلى أن «شحرور سيعلن عما لديه من أدلة على تورط حكومة الأسد في هجوم بالأسلحة الكيماوية وقع في 19 مارس الماضي في خان العسل».
في غضون ذلك، أعلن جهاز المخابرات الألماني رصد مكالمة هاتفية لسفير إيراني مع أحد عناصر حزب الله اللبناني تؤكّد تورّط نظام الأسد في الهجوم الكيماوي على المدنيين.
وذكرت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية، أن السفير الإيراني تحدث مع أحد قادة حزب الله، الذي يقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد لقمع الثورة القائمة في سوريا، حول التطورات الأخيرة. وأكد عضو «حزب الله» للسفير الإيراني أن «الأسد فقد أعصابه، إنه قد ارتكب خطأً كبيراً من خلال إصدار مثل هذه الأوامر».
ميدانياً يتواصل القتال في سوريا، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية استعادت السيطرة على مدينة أريحا الاستراتيجية في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، بعد قصف واشتباكات عنيفة مع المقاتلين الذين سيطروا على المدينة في 24 أغسطس الماضي. كما قتل 6 أشخاص، تركي و5 سوريين، في انفجار عرضي وقع في مخزن لقطع الحديد الخردة في قرية سورية قريبة من الحدود التركية، كما ذكرت وسائل الإعلام التركية.