قالت مصادر أمنية وطبية إن «شرطياً قتل وأصيب 8 من جنود الأمن المركزي في هجوم على حافلة للشرطة بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء بمصر، موضحاً أن «قذيفة صاروخية أصابت الحافلة تلاها إطلاق نار كثيف عليها». وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن «مسلحين أطلقوا النار بكثافة على إحدى حافلتين كانتا تقلان جنوداً للأمن المركزي وترافقهما مدرعة لتأمينهما في شمال سيناء». وفي وقت سابق، قال مسؤول في وزارة الداخلية إن «شرطياً قتل وأصيب آخر في هجوم على نقطة تفتيش بمدينة أسوان جنوب مصر». ويعتقد أن متشددين يؤيدون الرئيس المعزول محمد مرسي يقفون وراء تصاعد في الهجمات على أهداف للشرطة والجيش بشمال سيناء التي ضعفت القبضة الأمنية فيها عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011.
وعزلت قيادة الجيش مرسي في يوليو الماضي بعد عام من تنصيبه وسط احتجاجات شعبية واسعة على سياساته. من جهة أخرى، تظاهر مئات المصريين في مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة احتجاجاً على هدم الجيش المصري منازل على تخوم القطاع الفلسطيني، كما أفاد مسؤولون أمنيون وشهود. وهدمت مجنزرات الجيش 15 منزلاً بداخلها، كما تقول قوات الأمن، مداخل إلى قسم من إنفاق التهريب المنتشرة على امتداد الحدود بين شطري رفح الفلسطيني والمصري. وبحسب سكان المنطقة فإن الجيش يحاول إقامة منطقة عازلة بين سيناء وقطاع غزة. وأرسل الجيش المصري تعزيزات لمحاربة المجموعات المتشددة في شمال سيناء. في الوقت ذاته، أكدت جماعة «السلفية الجهادية» في سيناء في بيان نشرته على شبكة الإنترنت أن الجيش المصري «يروج لانتصارات زائفة» في شبه الجزيرة غداة إعلانه عن مقتل 8 جهاديين في ضربات جوية نفذتها مروحيات. وأضاف البيان أن «عمليات الجيش في سيناء ما هي إلا اعتقالات عشوائية للأبرياء وإخراج صورهم على أنهم مسلحون وخطرون وهم من الأبرياء ولا ناقة لهم ولا جمل في أي أحداث في سيناء، وعمليات قصف لبيوت الأهالي يصورونها على أنها قصف لمواقع المسلحين وكل ما يصرحون به من قتل أو أسر لأعداد كبيرة من المسلحين فهو كذب مفضوح».
من جهته، تعهد الرئيس المصري الموقت عدلي منصور احترام الجدول الزمني المحدد لإجراء الانتخابات، مشيراً من جهة أخرى إلى أن حالة الطوارئ المفروضة منذ فضت السلطات بالقوة اعتصامات جماعة الإخوان المسلمين قد تنتهي منتصف سبتمبر الجاري. وصرح منصور للتلفزيون المصري في أول مقابلة له منذ توليه مهامه قبل شهرين إن السلطات الانتقالية تعتزم تطبيق «خريطة الطريق» التي أعلنها الجيش عندما قام بعزل مرسي. وأضاف أنه الى جانب خارطة الطريق هناك ثلاثة ملفات أخرى تتصدر ترتيب أولويات المرحلة، وهي الأمن والاقتصاد والتعليم. وحول الموقف القطري الداعم بشدة لجماعة الإخوان المسلمين، قال منصور 'لقد أوشك صبرنا على النفاد من الموقف القطري». في سياق متصل، اتهمت شبكة الجزيرة القطرية السلطات المصرية بالتشويش على قنواتها في مصر حيث تتسم تغطيتها بانتقاد الحملة المستمرة على الإسلاميين. في غضون ذلك، قال مسؤول بالبنك المركزي المصري إن مصر مستعدة لرد ملياري دولار أودعتها قطر بالبنك في مايو الماضي خلال أيام وذلك في حالة فشل محادثات لتحويل المبلغ إلى سندات. وفي أنقرة، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عودة وشيكة للسفير التركي إلى مصر حسين عوني بوتسالي بعد 3 أسابيع على استدعائه للتشاور رداً على القمع العنيف للتظاهرات المؤيدة لمرسي.
في الوقت ذاته، دعا وفد الاتحاد الافريقي، الذي علق عضوية مصر فيه عقب عزل مرسي، جميع الأطراف المصرية إلى دعم الانتقال السياسي في البلاد.
«فرانس برس»