كتبت - فاطمة إبراهيم:
احتضن متحف البحرين الوطني أمس الأول ورشة «تأتأة» ضمن فعاليات مبــادرة «كلنا نقرأ» بمهرجان تاء الشباب الخامس «تفاعل.. تناغم.. تكامل»، إذ تم تناول آلية تنمية حب القراءة لدى الأطفــال، وقدمتهـــا أخصائيـــة العـــلاج النفسي الأستاذة فاطمة خليل النزر.
وتطرقت الورشة إلى التعريف بطريقة اختيار المادة القصة المناسبة للطفل لكي يقرأها، منها أن تكون قصة موضوعية وواقعية، أحداثها مثيرة ولها حبكة متسلسلة ودلالة معرفية للمكان والزمان وذات نهاية سعيدة، والأهم أن تكون مناسبة للمرحلة العمرية للطفل، والتي صنفتها الدكتورة النزر إلى أربع مراحل هي: الطفولة المبكرة الأولى (0-6 سنوات)، الطفولة المبكرة الثانية (6-8 سنوات)، الطفولة المتوسطة (8-12 سنة)، الطفولة المتأخرة (12-15 سنة). وأضافت النزر أن عوامل أخرى تحدد اختيار المناسب من القصص للطفل، هي: شخصيات القصة ويشترط فيها احتواؤها على ذكر الجنسين معاً بلا تحيز وقلة عدد الشخصيات وبعدها عن المثالية المطلقة، إضافة إلى أن تكون الشخصيات مألوفة للطفل، كما يجب اختيار القصص والكتب التي تحتوي على صور ورسوم مشجعة، وذات طباعة جيدة، وإخراج ممتع لحواس الطفل مليء بالألوان، مما له فائدة كبيرة لتنمية الذائقة الجمالية لديه.
وذكرت اختصاصية العلاج النفسي أن للقراءة للأطفال أهدافاً تتنوع بين إثارة خيال الطفل، استثارة فكره، تقوية أعمدة التواصل بينه وبين أسرته، وهي طريق لاكتسابه السلوك المرغوب والمستقيم.
وعرضت الأخصائية النفسية فاطمة النزر أدلة علمية وإحصاءات عالمية تبين مدى أهمية القراءة، ومدى تفاوت مستوى الاهتمام بالقراءة بين العالم العربي والغربي، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من نقص شديد في الإصدارات والبرامج الموجهة للأطفال بعكس العالم الغربي، مما يعد من أهم أسباب ابتعاد الأطفال عن القراءة لندرة توفر ما يناسبهم، مضيفة أن السبب الآخر لابتعادهم عن القراءة هو التقنيات الحديثة التي غزت العالم بأجمعه، مما جعل القراءة أمراً غير محبب للأطفال في ظل وجود خيارات أخرى للتسلية.
وحرصت على توضيح مبدأ «أبدأ بنفسك» موجهة الخطاب إلى أولياء الأمور، عملاً بمنطق أن الطفل لا يمكنه الاقتناع بأهمية القراءة إذا كان ولي الأمر لا يقرأ، مبينة بذلك أهمية القدوة لدى الطفل، وكيف لها أن تسهم في تكوين شخصيته ونوع اهتماماته وهواياته.