يعود المهاجم الدولي السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الى ملعب "كامب نو" بقميص فريقه الجديد باريس سان جرمان الفرنسي وهو يسعى للتأكيد بانه "فيراري" وليس "فيات"، وذلك عندما يحل النادي الباريسي ضيفا على برشلونة بعد غد الاربعاء في اياب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا.
وكان ابراهيموفيتش دافع عن الوان برشلونة لموسم واحد بعد ان انتقل اليه في صيف 2009 من انتر ميلان الايطالي، ونجح المهاجم السويدي في تحقيق بداية مثالية مع النادي الكاتالوني بتسجيله سبعة اهداف في المراحل الثماني الاولى من الموسم.
لكن سرعان ما تدهور وضع لاعب اياكس امستردام الهولندي السابق بعد ان وجد نفسه الخيار الثاني بالنسبة لمدربه حينها جوسيب غوارديولا ما تسبب بتوتر العلاقة بين الرجلين والتي كانت اصلا معقدة منذ اللقاء الاول بينهما بعدما نصحه المدرب المستقبلي لبايرن ميونيخ الالماني بان يبقي قدميه على الارض.
واتهم المهاجم السويدي غوارديولا بانه كان يفضل الارجنتيني ليونيل ميسي عليه وبانه عمل من اجل تعزيز موقع الاخير على حساب موهبة لاعب مالمو ويوفنتوس الايطالي سابقا.
"غوارديولا فضل تدليل ميسي، لم يكن حتى ينظر الي. كنت بمثابة سيارة فيراري تتم قيادتها كسيارة فيات"، هذا ما قاله ابراهيموفيتش في سيرته الذاتية، مضيفا "في فترة من الفترات فكرت حتى باعتزال اللعب".
واتهم ابراهيموفيتش مدربه السابق بانه لا يتمتع بالرجولة الكافية وبانه انحنى امام المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي نجح في 2010 عندما كان في انتر ميلان في الاطاحة ببرشلونة من الدور نصف النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا التي لم يفز بلقبها اللاعب السويدي حتى الان وتبدو مهمته صعبة في تحقيق الحلم هذا الموسم لان فريقه الجديد اكتفى بالتعادل على ارضه 2-2 مع النادي الكاتالوني في ذهاب ربع النهائي.
كان الطلاق حتميا بين برشلونة وابراهيموفيتش الذي انتقد ايضا ثنائي وسط النادي الكاتالوني تشافي هرنانديز واندريس انييستا، متهما اياهما بانهما تلميذان مجتهدان امام معلمها غوارديولا، وبدا ذلك واضحا بعدما اكتفى اللاعب السويدي بالمشاركة مرتين فقط اساسيا في المباريات الثماني الاخيرة من الدوري خلال الموسم الذي عاشه في "لا ليغا".
من المؤكد ان "ابرا" لم يكن محظوظا في خيار وتوقيت الانتقال الى برشلونة وذلك لان فريقه السابق انتر ميلان كان بطل اوروبا في 2010 اضافة الى تتويجه بثنائية الدوري والكأس المحليين بقيادة مورينيو.
مما لا شك فيه ان هناك القليل من اللاعبين الذين تنقسم الاراء حولهم بقدر ابراهيموفيتش، اللاعب المزاجي الذي يثير حفيظة زملائه في بعض الاحيان بسبب انانيته.
من المؤكد ان ابراهيموفيتش من اللاعبين الموهوبين جدا الذين نجحوا في ان يكسبوا محبة الاف المشجعين حول العالم، لكن يؤخذ عليه انه غالبا ما فشل في الامتحانات الكبرى في حين يؤكد مشجعوه ان اللاعب الذي توج بالقاب مع اياكس امستردام ويوفنتوس (جرد الاخير من لقبيه في الدوري بسبب تلاعبه) وانتر ميلان وبرشلونة وصولا الى ميلان، واللاعب الذي كلف هذه الاندية اموالا طائلة للتعاقد معه لا يمكن ان يكون سوى من اللاعبين الكبار الذين يلعبون دورا اساسيا في فوز فرقهم.
اما بالنسبة لمنتقدي "ابرا" فهم يرون بانه يتألق امام المنافسين "الصغار" وحسب، وبان فشله في احراز لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا وفي التألق مع منتخب بلاده في البطولات الكبار يؤكدان هذا الامر.
في الواقع، لا يمكن للاحصائيات ان تقيس حجم موهبة لاعب ما، فالبرازيلي رونالدو الذي يعتبر من افضل المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب، لم يفز ايضا بلقب دوري ابطال اوروبا رغم انه دافع عن الوان العمالقة برشلونة وريال مدريد وميلان وانتر ميلان وايندهوفن خلال مسيرته الرائعة، لكن ذلك لا يقلل من حجم موهبته وموقعه بين نجوم الكرة المستديرة في التاريخ.