كتب- أحمد الجناحي:
للأجداد دور بارز في تسمية الأحفاد ويسمى الحفيد الأكبر بأسمائهم، وللعادات والتقاليد الموروثة لاشك دور مهم في اختيار أسماء الأبناء، إلى جانب دور الفضائيات الذي لايقل أهمية عنهم، فكثيراً ما سمي الأبناء على أسماء الفنانين وأبطال المسلسلات والأفلام، وفي الآونة الأخيرة أصبح بعض الآباء والأمهات يسمون أنبائهم بأسماء مميزة ذات معنى جميل وخفيفة بالوقت نفسه، كل فرد منا سمي باسم فهناك من يعجبه اسمه وآخر يرى أن اسم زميله أجمل من اسمه، والبعض لا يطيق حتى اسمه ويتمنى أن يغيره، لكن «ما باليد حيلة».
خالد علي فخور باسمه كثيراً لأنه على اسم الصحابي الجليل خالد بن الوليد، الذي كناه النبي صلى عليه وسلم بـ«سيف الله المسلول» أعشق اسمي لأنه على اسم الصحابي الجليل خالد بن الوليد، الفـــارس الشجاع، وإن رزقني الله بأولاد فسأسمي ابني على اسم النبي «محمد» صلى عليه وسلم».
ويضيف خالد موجهاً كلامه لمن لايحب أسمــه بأنه يستطيع تغيير اسمه متى شاء، ولكن زهير أحمد يعاكسه الرأي، حيث لايطيق زهير اسمه ولايمكنه تغييره بسبب.. «لا أطيق أسمي، فاسمي يستخدم للذكور والإناث، ولا يمكنني تغيره، لأن جدي نذر نذراً، وكانت نتيجة النذر أن يبقى اسمي «زهير» أبد الدهر، أي أصبحت ضحية لنذر الأجداد ..». ويضيف موجهاً كلماته لـ خالد علي «وهل باليد حيلة ياخالد ؟!».
ريتاج حسن تقول «عندما علمت عمتي موضي التي لم ترزق بأطفال، بأن أمي حامل، طلبت منها تسمية المولود «ريتاج» إن كانت بنتاً، وبالفعل أسمتني أمي بهذا الاسم الجميل وهو أحد أسماء باب الكعبة الشريفة»، وتضيف «لكن المحزن أن عمتي موضي توفت قبل ولادتي بأيام قليلة»، أما صديقتها لورا لها حكاية مختلفة فاسمها اختير من أحد المسلسلات التي كانت تشاهدها أمها «أعجبت أمي ببطلة أحد المسلسلات، وأعجبت بدورها وشخصيتها، وأصرت أن تسمي ابنتها لورا على أسم البطلة، وها أنا اليوم أحمل أسم أعجمي بسبب مسلسل تلفزيوني»، وتقول لورا «أسمي أسم فارسي ويعني الهضبــة، ويستهزئ البعض باسمي ويناديني «الهضبة الهضبة»، وما عساني أن أقول وأن أفعل، أكتفي بهز رأسي وأقول بنفسي «ما باليد حيلة».
نورة مراد تتمنى منذ صغرها لو أن أبويها سمياها «سارة «أو» أمل، لارتباط هذه الأسماء بشخصيات بطولية في رواية للأطفال كانت تقرأها «تمنيت دائماً لو أن أمي وأبي أسموني «سارة» أو «أمل» كأبطال رواية «قصص سارة»، لكن لا بأس فأنا أسميت بناتي بهذه الأسماء الجميلة»، وتقول نورة انه لابد من الآباء التنبه للأسماء ومعانيها «هناك أسماء جميلة في اللفظ وقد تكون أجنبية أحياناً ولا تتوافق مع عادتنا وتقاليدنا وقبل كل شيء ديننا، مثل أسم «سولاف» يعني النوع الجيد من الخمر، وسولاف: قرية غربي دجيل من أرض خوزستان، كانت بها وقعة بين الأزارقة وأهل البصرة».
يقول صالح العلي «مررت في المقبرة مودعاً زميل دراسة عزيز، توفاه الله في حـــادث، وأثناء خروجي مررت على أحد القبور كتب عليه أسم صاحبه «غثيث»، فعاودت النظر لعلـــــه «غيـــث»، وإذ بـــي أقــــرأ «غثيث» فقلت في نفسي لعله مات منغثاً من اسمه»، ويضيف «هناك أسماء غريبة وعجيبة مثل «راوند» وهو أسم فارسي ويعني الحبل الذي تعلق عليه عناقيد العنب، واســـم «ناســـك» ويعني المتعبد الزاهد، هناك أسماء غريبة حميدة وأخرى لا، وعلى الناس الحرص في اختيار الأسماء، خصوصاً الأسماء التي لا معنى لها في اللغة وغريبهة بالنطق».
خنساء جاسم تائهة بمعنى اسمها بين تعدد الآراء «هناك من يقول بأن اسمي يعني البقرة الوحشية ذات العيون الجميلة، والبعض الآخر يقول بأنه اسم مختصر لـ «خير النساء»، وتكمل خنساء حديثها «يعجبني أن كان يعني خير النساء، أما بقرة فأنا أشعر بأنها إهانة، ولولا العادات والتقاليد لغيرت اسمي إلى «درة» «ويعني الكوكب الممتلئ بالضوء، كاسم صديقتي، فاسمها جميل، واسمي لايعجبني كثيراً».
أما الرأي الشرعي في اختيار الأسماء متوقف على معناه، يقول أحد مشايخ الدين «بعض الأسماء لم نقف لها على معنى معين، وهذا يعني أنه قد يكون حسناً، وقد يكون قبيحاً فيكره التسمي به، أو قد يكون لا معنى له، بوجود هذه الاحتمالات الثلاثة دون ترجيح واحد منها ينبغي ألا يسمي به المسلم أبنائه دون التأكد أو مابه شك وريب، وأن يحذر من التسمي بمثل هذه الأسماء الغريبة، إلا إذا عرف معناه فلعله يتضمــــن معنــــــى سيئـــــاً أو شعـــاراً يتنافــى مــــع الدين والأخلاق».