قتل 42 شخصاً خلال 10 أيام في اشتباكات بين الإسلاميين السنة والمتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن، حسب ما أفادت مصادر قبلية.
ويأتي تصاعد التوتر بين المجموعتين فيما يواجه الحوار الوطني صعوبات جمة ويفترض أن يختتم أعماله الشهر الجاري.
وذكرت مصادر متطابقة أن المواجهات مستمرة منذ أيام بين مسلحين موالين للزعيم القبلي حميد الأحمر، وهو في الوقت نفسه من قادة التجمع اليمني للإصلاح، والمتمردين الحوثيين الشيعة في محافظة عمران، شمال العاصمة اليمنية.
وقتل أكثر من 30 شخصاً خلال الأيام العشرة الأخيرة في مواجهات سجلت في منطقتي عصيمات وعذر، بحسب ما أفاد زعيم قبلي. وعصيمات وعذر تحملان اسمي القبيلتين السنية والشيعية اللتين تقطنانهما.
كما قتل 12 شخصاً في معارك في منطقة الردمة بالقرب من آب جنوب غرب صنعاء، بين الحوثيين والإسلاميين السنة.
من جهة أخرى، انفجرت عبوتان في صنعاء استهدفتا حافلتين تقلان عناصر من قوات الجو إلى الأكاديمية العسكرية بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن مسؤول. وانفجرت إحدى القنبلتين على طريق المطار بينما انفجرت الأخرى في شارع النصر شرق صنعاء. وكانت عبوة مماثلة استهدفت الشهر الماضي حافلة تقل عناصر من القوات الجوية وأسفرت عن مقتل جندي وإصابة 25.
من جهته، قال الموفد الخاص للأمم المتحدة جمال بنعمر إن الموفدين الجنوبيين سوف يشاركون في جلسات الحوار وبعد أن تلقوا ضمانات بأن مطالبهم سوف تبحث.
وكان ممثلو الجناح المعتدل في الحراك الجنوبي قد انسحبوا منتصف أغسطس الماضي من المؤتمر الوطني الذي بدأ أعماله في مارس الماضي مطالبين باعتذار رسمي على الحرب التي اندلعت بين الجنوب والشمال عام 1994 وقدموا عدة طلبات من بينها مواصلة الحوار في الخارج كون معظم القادة الجنوبيين يعيشون في المنفى.
أما الجناح المتطرف في الحراك الجنوبي الذي يطالب باستقلال الجنوب فهو يقاطع أعمال المؤتمر منذ انطلاقته.
وقدمت الحكومة في 21 أغسطس الماضي اعتذاراً رسمياً عن الحرب الأهلية عام 1994 التي بدأت بمحاولة انشقاق الجنوب وأوقعت 4 آلاف قتيل.
وطالب الحراك الجنوبي بتشكيل لجنة خاصة من مؤتمر الحوار تتألف مناصفة بين ممثلي الجنوب والشمال من أجل بحث صيغة العلاقات بين الشمال والجنوب في المستقبل.
وقالت مصارد مقربة من الحوار إن هذه المطالب نالت الموافقة وإن لجنة من 16 عضواً ستبحث صيغة الدولة المستقبلية التي قد تكون دولة فيدرالية أو كونفيدرالية. من جانب آخر، تتجه العلاقة بين الرئيس اليمني الحالي، عبدربه منصور هادي، وسلفه، علي عبد الله صالح، إلى المزيد من التصعيد في ظل صراع الرجلين على الانفراد بقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام. ويشغل حالياً صالح منصب رئيس الحزب، فيما يشغل هادي منصب نائب الرئيس والأمين العام للحزب، الذي يعد أكبر الأحزاب اليمنية ويمتلك نحو 220 مقعداً من أصل 301 في البرلمان.
وفي هذا السياق، قال هادي، في لقاء مع لجنة شبابية، إن 85% من اليمنيين مع التغيير فيما 15% من اليمنيين يقفون ضد التغيير، في إشارة إلى أن تلك النسبة المتدنية فقط هي من توالي سلفه الرئيس اليمني السابق صالح.
«فرانس برس - العربية نت»