تستضيف البحرين في 23 أكتوبر المقبل معرضاً للأزياء التقليدية الكورية تقيمه سفارة كوريا الجنوبية لدى المملكة بالتعاون مع وزارة الثقافة بمناسبة احتفالات العيد الوطني لكوريا.
وقال القائم بالأعمال الكوري لدى البحرين يوو جونها، في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا)، إن معرض الأزياء الكورية التراثية سيكون محاولة للتقارب الثقافي بين البحرين وبلاده من خلال إقامة معرض لـ(الهانبوك) وهو أحد الأزياء الكورية الجنوبية التقليدية.
وأضاف يوو جونها أن السفارة الكورية ستقيم أيضاً مهرجان الأفلام الذي يمتد لأسبوع كامل، مشيراً إلى أنه من خلال المعرض والمهرجان سيتسنى للجمهور البحريني الكريم الاطلاع على الثقافة الكورية وفتح آفاق التعاون في البلدين الصديقين وتشجيع السياح البحرينيين لزيارة سيؤول والأماكن الأخرى في كوريا الجنوبية من دون الحاجة لاستصدار تأشيرة دخول مسبقة. كما يمكنهم الحصول على التأشيرة مجاناً وستكون التأشيرة صالحة لمدة 30 يوماً وقابلة للتمديد لـ90 يوماً بعد استيفاء رسوم رمزية.
وأوضح إن جمهورية كوريا الجنوبية أصبحت وجهة سياحية مزدهرة يزورها أكثر من 10 ملايين سائح من مختلف البلدان خصوصاً القارة الآسيوية سنوياً. وتكمن سمات الجذب السياحي لكوريا الجنوبية في تاريخها العريق وقد زارها العرب منذ حقب تاريخية قديمة وقد ساهمت العلاقات الكورية الجنوبية مع الصين واليابان في زيادة عائدات السياحة للبلاد.
وقال القائم بالأعمال الكوري الجنوبي إن البحرين ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعتبر بمثابة هونغ كونغ بالنسبة للصين أو سنغافورة بالنسبة لدول جنوب شرقي آسيا (الآسيان). وقد بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين كوريا الجنوبية ومملكة البحرين حوالي مليار دولار. كما توجد إمكانات هائلة لزيادة حجم التبادل التجاري بينهما.
وأضاف أنه في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الكوري الجنوبي جونغ هونغ-وون للبحرين في الآونة الأخيرة تم تشكيل لجنة مشتركة في ما بين البلدين الصديقين من أجل النظر بشأن كيفية زيادة حجم التبادل التجاري المشترك بين البلدين، وقد ناقشت اللجنة طرق زيادة التبادل التجاري، حيث من المتوقع أن يقوم وفد رجال أعمال كوري جنوبي بزيارة إلى المملكة في نهاية نوفمبر أو بحلول ديسمبر القادم للتباحث حول العديد من الأمور المتعلقة بزيادة التعاون مع نظرائهم في البحرين. كما سيعقد الوفد الكوري الجنوبي مباحثات مع كل من غرفة تجارة وصناعة البحرين، ومجلس التنمية الاقتصادية، وشركة ممتلكات القابضة والتفاصيل الأخرى حول كيفية زيادة أوجه التعاون التجاري والاستثمار بين البلدين الصديقين، إضافة الى بعض الجوانب التنموية كما تستورد الشركات الكورية الجنوبية المنتجات البتروكيماوية والألمنيوم من البحرين.
وأشار الدبلوماسي الكوري الجنوبي إلى أنه يوجد ثمة عجز تجاري وأن الشركات الكورية تتطلع للمزيد من فرص التبادل التجاري مع البحرين خصوصاً في قطاع الصناعات البتروكيماوية والتشييد والبنية الأساسية.
وأكد أن البحرين تتمتع بسمعة طيبة كمجتمع منفتح على الآخرين، منوهاً بالتسهيلات الحكومية والاقتصاد الخدماتي، وقال إن البحرين كانت ومازالت هي الأولى بين بلدان منطقة الشرق الأوسط من حيث توافر الحريات والتشريعات الحكومية المشجعة والصديقة للاستثمار والتجارة. مشيراً إلى أن الاقتصاد البحريني يتمتع بأفضل المزايا التنافسية والحد الأدنى من القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي مما يشكل نقطة قوة من وجهة نظر الشركات الكورية الجنوبية التي تتطلع إلى الوجهات الاستثمارية المريحة للاستثمار فيها.
كما أكد السيد (يوو جونها) إن شبكة خطوط السكك الحديدية الخليجية وشبكة الإمداد الكهربائي الخليجي الموحد ستجعل من البحرين مركزاً إقليمياً مهماً ضمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأن هذه الفرص المواتية التي يتطلع إليها رجال الأعمال الكوريون تمثل أكبر حافز على الاستثمار في مجالات النقل والاتصالات. وهذه المزايا تعتبر بمثابة ثروة حقيقة ونقاطاً للقوة تساعد في إقامة روابط وثيقة ومتينة مع مجتمع الأعمال البحريني.
وأشار إلى أن كوريا من أكثر البلدان من حيث الحريات التي يتطلع إليها رجال الأعمال من جميع أنحاء العالم. ولكن الحواجز الثقافية تشكل حاجزاً يعيق تدفق الاستثمارات في هذا الاتجاه.
علاقات متينة بين البلدين
وفي ما يتعلق بالأمور الدبلوماسية قال نائب رئيس البعثة الكورية الجنوبية لدى المنامة إن البحرين كانت الأولى في المنطقة التي أقامت علاقات للصداقة مع بلاده. وكذلك قامت الشركات الكورية بإقامة موطئ قدم لها في البحرين تستشرف منها للدخول في أسواق المنطقة. ومنذ البداية كانت العلاقات الثنائية بين البلدين وثيقة ومتينة ولكن الحكومة الكورية الجنوبية لسوء الحظ وبسبب الضائقة المالية التي كادت على إثرها إعلان إفلاسها قامت بإغلاق 25 أو 26 من سفاراتها في الخارج من ضمنها بعثتها الدبلوماسية في البحرين. ولكن نظراً لطبيعة العلاقات الثنائية الطيبة بين البلدين الصديقين ومكانة البحرين العالمية المرموقة قررت كوريا الجنوبية عودة بعثتنا الدبلوماسية إلى البحرين عام 2011. وكانت جمهورية كوريا الجنوبية من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية وأنشأت سفارتها في البحرين في السبعينات من القرن الماضي.
وأضاف أنه تم إنشاء السفارة الكورية الجنوبية في عام 1976، وذلك بعد أن نالت البحرين استقلالها بخمس سنوات. وكانت البحرين في تلك الفترة مركزاً تجارياً مهماً ونقطة التقاء شبكة طرق المواصلات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط. وقد توافدت الشركات الكورية الجنوبية إلى البحرين من مناطق عمليات في منطقة الشرق الأوسط وأقامت مقاراً لأعمالها التجارية في البحرين وبالتالي بدأت الرحلات الجوية المباشرة بين سيؤول والمنامة وتظل البحرين حليفاً مهماً بالنسبة لكوريا الجنوبية. وأشاد الدبلوماسي الكوري الجنوبي بمتانة علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين مؤكداً مساندة بلاده لموقف البحرين ومساعيها في الحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد وفي المنطقة، موضحاً أن زيارة رئيس الوزراء الكوري الجنوبي إلى مملكة البحرين الأولى جاءت تتويجاً للعلاقات الرسمية بين البلدين الصديقين.
وفي ما يتعلق بأهمية البحرين بالنسبة لبلاده قال الدبلوماسي الكوري الجنوبي إن البحرين تلعب دوراً استراتيجياً مهماً في إرساء دعائم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، خصوصاً في مياه الخليج العربي. وتوجد في البحرين قيادة الأسطول البحري الأمريكي الخامس. ومن خلال خططها الاستراتيجية تساهم البحرين في تأمين المواصلات البحرية عبر مياه الخليج العربي.
وأضاف السيد (يوو جونها) أن البحرين تقع في قلب مياه الخليج الممتدة لمسافة 1000 كيلومتر، حيث إن 60% من واردات الطاقة الكورية من الخارج بما فيها النفط والغاز تمر عبر هذا الخط البحري. وهذه الواردات حيوية للغاية بالنسبة للاقتصاد الكوري الجنوبي وإن أية عوامل أو أحداث تؤدي لعدم الاستقرار في مياه الخليج العربي سيكون لها تداعياتها المؤثرة سلبياً على الاقتصاد الكوري.