كتبت -عايدة البلوشي:
« تمديد الدوام المدرسي، خلق في أول يوم من المدرسة،اختناقات مرورية في كثير من الشوارع، يقول أحد الطلبة، الذي يؤكد طول اليوم الدراسي، أن التعب والإرهاق، هو سمة تمديد اليوم الدراسي.. لكن «تعودنا». فيما يضيف آخر، أن الدوام بهذه الكيفية، يخلق حالة عدم تركيز الطلبة، خصوصاً الحصص الأخيرة، إضافة إلى الإرهاق، الذي ينتج عن طول فترة الدوام، ذلك أن الطلبة، تعودوا على النظام السابق.
الدوام المرن
وأكدت لطيفة محمد طالبة في المرحلة الثانوية، أهمية أن يترجم الدوام المرن بشكله الصحيح، عن طريق تخفيف أعباء الواجبات اليومية، كما جاء في قرار وزارة التربية والتعليم، عندما أُعلن عن المشروع أو القرار، أما أن يكون دوام مرن مع واجبات يومية لا تنتهي فتلك الطامة الكبرى، حيث إن الوزارة تهدف من خلال هذا القرار التخفيف على الطالب وليس التكليف والضغط عليه، خصوصاً وأن الطالب يعود إلى منزله عند الساعة الثالثة تقريباً، فكيف بوسعه متابعة تلك الواجبات، لذلك نحن الطلبة نرحب بالدوام المرن مع المرونة الحقيقة «التطبيقية» بحيث توفر المدرسة جزء من الصحة الدراسية لحل الواجبات.
الازدحام المروري
أما الطالبة منى محمد – بالصف الأول الثانوي، قالت:» أمس وصلت البيت الساعة الثالثة والنصف.. على ما غيرت لباس المدرسة وتناولت الغداء، صارت الساعة الخامسة»، وتضيف: في الحقيقة الدوام المرن سبب ازدحام مروري كبير في الشوارع، حيث اضطررنا يوم أمس الانتظار ربع ساعة فقط من أجل الخروج من مواقف سيارات المدرسة فقط لنتحرك «فما بالكم بالشوارع»، أما الشوارع الرئيسة فحدث ولا حرج، ناهيك عن السائقة المتهورة».
وتواصل: المسافة بين منزلنا الكائن بمنطقة مدينة عيسى، وبين المدرسة تقريبا ثلث ساعة، لكن يوم أمس وصلت الساعة الثالثة والنصف، «لا أعلم .. هل هو أول يوم فقط أم ستستمر المعاناة طوال الأيام، فالدوام المرن سبب ازدحام مروري بشكل كبير، فضلا عن التعب والإرهاق و»النرفزة» في الشوارع.
تعب وعدم تركيز
وتعلق سارة أحمد – طالبة بالمرحلة الثانوية- بصراحة الدوام المرن فيه تعب وإرهاق وعدم تركيز خصوصاً في الحصص الأخيرة، كيف يطلب من الطالب استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات والتفاعل معها بست حصص وكل حصة 45 دقيقة/ هنا أما يكون الطالب متلقي فقط أو «مادري عن هوى داره»، وبالتالي عليه إعادة قراءة ودراسة كما شرح له في الفصل الدراسي لأنه لم يستوعب حينها وسط زحمة المعلومات والتعب والإرهاق اليوم الدراسي الطويل.
وتتابع»على الصعيد الشخصي، في السنة الماضية، استنكرت فكرة الدوام المرن، لكن يبقى الموضوع مجرد رأي شخصي في عدم تقبل الفكرة، وكنت في الحقيقة لا أتقبل الحصة الأخيرة نهائيا لأنه ببساطة لا أستطيع الجلوس على ذلك الكرسي الخشبي 6 أو 7 ساعات وأكون متلقية، فالمطلوب علينا اليوم الجلوس بصمت حتى انتهاء الحصة الأخيرة».
تعودنا
وتعلق الطالبة فاطمة محمد، لقد تعودنا على الدوام المرن، بالرغم من أنه يمثل بالنسبة لنا ضغط وتعب كبيرين، حيث نعود إلى المنزل عند الساعة الثالثة في أحسن الأحوال، بالتالي علينا متابعة الدروس والواجبات اليومية، أم القول بأن الدوام المرن يغني عن الواجبات اليومية فهو عار عن الصحة، كل مادة تتطلب المراجعة والواجبات اليومية والاختبارات القصيرة والبحوث والتقارير التي لا تنتهي.
وتضيف: في بادئ الأمر رفضنا الفكرة «الدوام المرن»، لكن بعد ذلك ما علينا سوى القبول والرضا فلا خيار لنا، لذلك تعودت نوعا ما على النظام الجديد الذي وصفته في أول الأيام بالفوضى وارباك اليوم المدرسي إلا أنني أعتقد أن هذه السنة ستكون أسهل بكثير لأننا تعودنا بالنظام الجديد.
تجربة «متفوقة»
من جانبها تقول الطالبة مريم علي:» في الحقيقة دوام المرن أصعب من الدوام العادي، ذلك لأسباب كثيرة، تأتي في مقدمتها تعود الطلبة والطالبات على النظام القديم «روتين اليوم الدراسي»، أما أن تتغير ساعات الدوام فمن الطبيعي تكون ردة الفعل «عدم الرضا»، كما حصل عندما تغيرت العطلة الأسبوعية من يومي الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت كان هناك رفضاً من قبل الناس، وأيضا طول الفترة – اليوم الدراسي- أحد أسباب عدم تقبل الفكرة، فالمشكلة الأساسية التي تواجههنا هي «كيف نتعود ونتأقلم مع النظام الجديد».
وتواصل» بالنسبة لي فقد ارتفع معدلي التراكمي بعد نظام الدوام المرن، ربما وجدته تحديا مع نفسي وحاولت قدر المستطاع التوفيق بين طول اليوم الدراسي، وبين يومي ما بعد المدرسة من حيث متابعة الدروس والترفية من زيارات الأهل والأصدقاء، كل ما في الموضوع هو تنظيم الوقت».
معضلة التركيز
أما الطالبة ريم عبدالله تقول:»حاولت قدر الإمكان التأقلم مع النظام الجديد، لكني مازلت أشعر بالتعب جراء هذا التغير، حيث أنني في السابق أصل إلى البيت وأكون في تعب وإرهاق شديدين، وأتساءل كيف سيؤول الوضع الآن بعد هذا التغيير المفاجئ في الدوام المدرسي، بعد أن طالت عدد ساعاته، وبذات الوقت يطلب منا التزكير والتجاوب والتفاعل مع المدرسة في الصحة، فأين المرونة في ذلك؟! النظام الحالي بعيد كل البعد عن المرونة، أما بعد الانتهاء من اليوم الدراسي، تأتينا الشوارع المزدحمة وعليك الانتظار حتى يصل ولي الأمر إلى المدرسة لأنه بطبيعة الحال أغلب الدوامات الرسمية تنتهي عند الثانية والربع، وسط هذه الزحمة الذي تستغرق وقتاً طويلاً ومن ثم عليك أيضاً السير في الشارع حتى تصل إلى البيت هذا هو «اليوم المكرف».