قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة رئيس الدورة الـ128 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن دول مجلس التعاون التي تؤكد موقفها الثابت بالحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية، تدين وبشدة الجريمة البشعة التي اقترفها النظام السوري باستخدامه الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً التي ترتب عليها قتل مئات من المدنيين الأبرياء من الشعب السوري الشقيق مما يضع العالم بأسره أمام تحدٍ كبير، يستلزم قيام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهم وفقاً لميثاق المنظمة وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها منذ أكثر من عامين.
وأوضح الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، في كلمة له خلال انعقاد المجلس الوزاري لدول التعاون في جدة أمس، «يسعدني ونحن نقترب من اجتماع الدورة «الرابعة والثلاثين» للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في دولة الكويت الشقيقة، أن أعرب عن مشاعر الشكر والتقدير لكم إخواني أصحاب السمو والمعالي، وأن أشيد بما لقيته من تعاون طوال فترة رئاستي لأعمال مجلسكم، التي أكدت روح العمل الخليجي الموحد والمسؤوليات التاريخية المشتركة التي نحملها وما نتطلع إليه من تفاهم لتحقيق المصالح التي يشعر بنتائجها الخيرة مواطنو دول المجلس، والتي تمت بتوجيهات من أصحاب الجلالة والسمو قادة دولنا، خاصة ما يتعلق منها بالتنسيق السياسي والتكامل الاقتصادي الذي لم يستثن أي مجال يسهم في تحقيق وحدة دولنا التي هي هدفه الأسمى». وأشار إلى أن «قمة الصخير» خرجت بالكثير من الإنجازات، وسعت إلى تفعيل كل القرارات وبحثت كيفية ترجمتها إلى واقع ملموس، من خلال صيغ عملية وإجراءات واقعية لتعزيز أمن واستقرار دولنا والحفاظ على مكتسباتنا الحضارية وتفعيل مسيرتنا المباركة وعزمنا الثابت للمضي قدماً بعلاقاتنا الأخوية نحو التكامل والاتحاد المنشود، وفقاً للمبادئ والأسس التي أنشئ عليها مجلس التعاون في عام 1981.
تعزيز سلامة الجبهة الداخلية
وقال إن ثبات موقف دول المجلس وتضامنها اللامحدود أمام التحديات والتهديدات المحيطة بها من أعمال عنف وتطرف وإرهاب أياً كان مصدرها والعمل على بناء قدراتنا الذاتية لتعزيز سلامة الجبهة الداخلية في إطار إستراتيجيتنا الأمنية والدفاعية، لهو تأكيد للأهداف النبيلة والمصير المشترك والمصالح العليا التي نؤمن بها، وتجسد أروع صور التلاحم وأسمى صور التعاون والعطاء.
وأضاف رئيس الدورة الـ128 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية «لقد شهدت جمهورية مصر العربية الشقيقة التي يربطنا بها المصير الواحد والهدف الواحد، أحداثاً مؤسفة وضغوطاً مكثفة في الأيام الماضية، وإذ نقدر عالياً مواقفها الإيجابية تجاه قضايا مجلس التعاون ودعمها لأمنها واستقرارها، نتمنى على المجتمع الدولي أن يعي مضامين رسالة خادم الحرمين الشريفين بمساندة جمهورية مصر العربية وشعبها لتحقيق أمنها واستقرارها، وحقها الشرعي في الدفاع عن مصالحها الحيوية، كما نجدد الوقوف إلى جانبها دائماً، ومساعدتها حتى تعبر هذه الأزمة بسلام وتنفذ خارطة الطريق التي أعلنتها القيادة المصرية، التي تقودها لبر الأمان و تضمن خطوات أولية واضحة لبناء مجتمع مصري قوي لا يقصي أحداً وينهي حالة الانقسام وتشارك فيه كافة القوى السياسية، تعود بها إلى الأوضاع المستقرة وتحقق لشعبها طموحاته في حياة كريمة، تقوم على العدالة وتهدف إلى الرخاء وتسودها الثقة في مستقبل مشرق وآمن».
وقال «وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإنني أود أن أعبر عن تقدير دول مجلس التعاون للرئيس الأمريكي أوباما ووزير الخارجية جون كيري لجهودهما والتزامهما بتحقيق السلام العادل القائم على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على خطوط الرابع من يونيه1967 وما تم الاتفاق عليه من تبادل، متطلعين أن يكون ذلك مؤشراً إيجابياً نحو حل شامل للصراع العربي الإسرائيلي بالتعاون مع الولايات المتحدة ومع كافة الأطراف ذات العلاقة».
حل النووي الإيراني دبلوماسياً
وذكر وزير الخارجية «وإذ يحدونا الأمل بأن تتم معالجة مشكلة الملف النووي الإيراني عبر الوسائل والقنوات الدبلوماسية، نؤكد أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقاً لمبادئ الشفافية وتطبيقها لأعلى معايير السلامة في منشآتها النووية والانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية، فإننا نتطلع أن يفتح تولي د.حسن روحاني رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية صفحة جديدة في العلاقات بين دول مجلس التعاون والجمهورية الإسلامية الإيرانية، قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها». وأضاف «أما فيما يتعلق باليمن الشقيق الذي يحظى بدعم دول مجلس التعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في ربوعه، فإننا نتطلع إلى أهمية المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وحوار التوافق الوطني وضرورة دعم المجتمع الدولي لها وذلك بتهيئة السبل الكفيلة بنجاحها تحقيقاً لطموحات وآمال الشعب اليمني الشقيق».
وقال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة «أدعو المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً فيما نحن بصدد إنجازه بالتنسيق والتكامل في مختلف المجالات التي تهم مجتمعاتنا الخليجية بما يعود على مواطنينا بالخير والمنفعة ويحقق طموحاتهم نحو مستقبل أفضل، إنه سميع مجيب».