كتبت ـ نورة عثمان:
أكد عاملون في مجال صناعة ألعاب الفيديو، أن مجالهم يدعمه مجموعة كفاءات بحرينية متمكنة تقنياً، بينما يخشى رأس المال دخول هذا الميدان.
وفي مناظرة حملت عنوان «نفترض حياة أخرى» نظمتها «تكنيك» ضمن فعاليات «تاء الشباب» بمجمع السيف، ركز المشاركون على مدى جاهزية البحرين لتطوير ألعاب الفيديو من الناحية الثقافية والإبداعية والتعليمية والمالية.
وانقسم المتناظرون إلى فريقين، الأول يؤيد فكرة الجاهزية ويمثله المبرمج «C» وألعاب Play station 3 أمين التاجر، وصانع الألعاب محمد بابيلي، وصاحب موقع Arab Game راشد المقداد، فيما مثل فريق عدم الجاهزية الصحافي المختص بألعاب الفيديو محمد عباس، وأول بحريني يشغل لعبة تصدر لأوروبا حمد الحسن، والمهتمة بتطوير الألعاب سارة خالد.
وأوضح الفريق المؤيد أن البحرينيين المؤهلين ثقافياً لولوج ميدان صناعة الألعاب الكمبيوترية موجودون، وأن الأشخاص يمارسون ألعاب الفيديو دون النظر لأعمارهم، مضيفين أن الناس بدؤوا بتعلم فنون ألعاب الفيديو من تلقاء أنفسهم.
فيما قال الفريق المعارض إن الثقافة وإن وجدت لدى المختصين وبدأت بالانتشار لدى الجمهور، إلا أنها لم تصل للمستوى المطلوب لدى المستثمرين، مؤكدين «هؤلاء يطلبون من مطور ألعاب الفيديو ما ليس من اختصاصه، فهو يختص بالتطوير فقط، لكن يطلب منه عمل الدراسة والتسويق والنشر وسواها».
وعن الجانب الإبداعي أضاف فريق المعارضين، أن الإبداع موجود، إلا أن أصحاب رؤوس الأموال لا يقبلون الاستثمار في الألعاب الجديدة، ويرون أن المسألة تنطوي على مخاطرة، فيما أوضح المؤيدون أن الإبداع يختلف في الألعاب باختلاف الثقافات، فالألعاب الآسيوية تختلف عن الغربية والعربية، والنمط الخاص لكل ثقافة يحتاج وقتاً للانتشار، وهذا يحدث بالتقارب بين أصحاب الأعمال في مجال ألعاب الفيديو. وفي مناقشة الجانب التعليمي أوضح الفريق المؤيد أن «تعلم صناعة الألعاب ليس صعباً، فكل شيء يمكن تعلمه عن طريق الإنترنت، وهذا ما حصل مع المناظر حمد الحسن»، موضحين أن المبرمجين ليسوا فقط المعنيين بصناعة الألعاب، بل أيضاً كتاب يؤلفون قصة اللعبة، وموسيقيون يعزفون ألحان أغنيتها، وكلما اجتمعت المواهب في اللعبة الواحدة، كان الإبداع أكثر.
ورد الفريق المعارض على هذه النقطة بالقول إن «تعلم مهارات صنع ألعاب الفيديو ليست الوحيدة المطلوبة، بل الأهم الإرادة ودفع الإنسان لنفسه للإبداع في هذا المجال وهذا ما ينقصنا».
وانتقالاً للمحور المادي بين الفريق المعارض أن المستثمرين لا يهتمون بالإبداع قدر اهتمامهم بالربح المتوقع، وهم لا يدفعون المبالغ اللازمة لإطلاق هذه الصناعة، فحتى الـ«Demo» اللعبة التجريبية، لا يدفعون مقابل إنتاجها، وإن كانت تفيد في معرفة مدى الإقبال على اللعبة.
ورد المؤيدون بطرح فكرة عدم الاعتماد على المستثمرين لنشر الألعاب، وقالوا «تكفي تطبيقات مثل Apple Store وPlay Store لنشر الألعاب، وهناك ألعاب ناجحة لكنها لا تحتاج لتمويل كبير، ومثالها لعبة Angry Birds، ويمكن الحصول على التمويل من خلال مواقع يعرض فيها الفرد أفكاره على الجمهور، وإن أعجبتهم الفكرة ساهموا بتمويلها».
وفي ردهم عن استفسار الجمهور حول رؤيتهم لمستقبل هذه الصناعة في البحرين خلال عشر سنوات، رأى المتناظرون أن المستقبل واعد لأن المنطقة تشجع على التطور في هذا المجال، فالإمارات مثلاً استثمرت في هذه الصناعة من خلال إتاحة الفرصة للشركات الأجنبية لفتح فروعها هناك مقابل تدريب مواطنيها على العمل في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، وأشاروا إلى أهمية البدء بزيادة تثقيف المستثمرين حالياً لتتطور الصناعة بشكل أكبر مستقبلاً.