كشفت دراسة مسحية حديثة، عن علاقة قوية بين حوادث سقوط المركبات من أعلى الجسور، وقصور في 6 عناصر فنية اعتبرتها الدراسة مكونات أساسية لسلامة السائقين ومرتادي الجسور العلوية.
وقال معد الدراسة نوح خليفة، إن العناصر الستة تشمل المسافات الكافية على جانبي الطريق «كتف الطريق أو مسار الطوارئ»، والخطوط الجانبية العرضية على كتف الطريق، والعواكس الأرضية على جانبيه، واللوحات التحذيرية على الشوارع المؤدية إلى الجسور العلوية، وتناسب السرعة بين الشارع المؤدي إلى الجسر والجسر نفسه، وقوة الحواجز الحديدية بجانبي الطريق والدمج بين المكونات الإسمنتية والحديدية في صناعتها خصوصاً على الجسور ذات درجة الانعطاف الحادة.
وأضاف خليفة أن دراسته المسحية تسلط الضوء على عناصر الأمن والسلامة على الجسور العلوية المفتتحة خلال السنوات الأربع الماضية، في مواقع التقاطعات المكتظة بالمركبات، مبيناً أن الدراسة تحاول تشخيص الظروف المحيطة بالجسور بعد موجة حوادث سقوط المركبات من أعلى الجسور خلال الأيام الماضية.
ونبه إلى أن نتائج المسح الميداني الراهن، يتبعها نهاية الأسبوع الحالي نتائج استطلاع رأي موسع للسائقين مستخدمي الطريق، ودراسة معمقة للجوانب السلوكية والفنية، وإتاحتها للمسؤولين والجهات المختصة إسناداً للجهود المبذولة للتقليل من حوادث الجسور.
وقال خليفة إن المسح أظهر قصوراً في العناصر المذكورة، مضيفاً أن 23% من الجسور ذات درجة الانعطاف الحادة لا يوجد بها مساحة كافية على جانبي الطريق، ما يتسبب بحادث مروري أمام أي انحراف بسيط للمركبة ولأي سبب من الأسباب، والاصطدام بالحاجز الحديدي على جانب الطريق.
وحذر من خطورة القصور في تركيب العواكس الأرضية الكافية، وقال إن العواكس الأرضية على الجسور العلوية تلفت انتباه السائق إلى انحرافه عن مساره الصحيح، إلى جانب الخطوط الأرضية السميكة على جانبي الطريق، والوسائل التنبيهية الأخرى مثل المرتفعات البسيطة في مسار الطوارئ.
وأظهر المسح أن 46% من الشوارع المؤدية للجسور تخلو تقريباً من لوحات إرشادية تحدد السرعة المقررة على المنعطف أو الجسر، وأيضاً اللوحات الإرشادية التحذيرية الأخرى، مقابل 23% من الشوارع لا يوجد فيها لوحات تحذيرية، و31% يوجد فيها لوحات تحذيرية كافية. وأوضحت الدراسة أن 92% من حواجز الحماية على الجسور حديدية متوسطة القوة، مقارنة بـ8% حواجز إسمنتية وحديدية قوية، أما الخطوط الأرضية عند مفترقات الطرق المؤدية إلى الجسور العلوية فإن 69% من الشوارع يوجد فيها خطوط أرضية كافية مقابل 31% لا يوجد بها خطوط أرضية كافية.
أما العواكس واللوحات التحذيرية المعلقة فأظهر الاستطلاع أن 31% من الشوارع المؤدية للجسور لا يوجد بها إرشادات كافية، مقابل 15% خالية تماماً منها، و54% يظهر وجود علامات إرشادية كافية.
وبالنسبة للخطوط التنبيهية العرضية بجانبي الطريق «كتف الطريق»، أظهرت الدراسة وجود 85% من الجسور لا يستخدم فيها هذا النوع من المنبه المروري، مقابل 15% يوجد بها خطوط عرضية بجانبي الطريق.
وكشفت الدراسة أن 62% من الطرق يوجد فيها مسافات كافية لمسار الطوارئ، و23% لا يوجد بها مسافات، مقابل 15% بها مسافات غير كافية لمسار الطوارئ.
وظهر وجود 38.5% من الجسور ذات درجة انعطاف عادية ومثلها ذات درجة انعطاف متوسطة و23% ذات درجة انعطاف حادة، و62% من الجسور العلوية لا تتوافر بها مسافة كافية لمسار الطوارئ و23% لا يوجد بها مسافة لمسار الطوارئ و15% يوجد بها مساحات كافية لمسار الطوارئ.
ودعا خليفة إلى ضرورة التعاقد مع شركة استشارية لرفع جودة الطرقات واحتياطات السلامة وفق المعايير العالمية، بما يساعد على حفظ الحركة المرورية من الانفلات والتقليل من حدة الحوادث الخطرة على الطرقات العامة، ورفع مستوى الأمن والسلامة إلى أعلى درجة، ما ينعكس على الثقافة المرورية واتزانها لدى السائقين والحفاظ على السلوك الإنساني المروري.