كتب – زهراء حبيب وحذيفة إبراهيم وأنور محيي الدين:
«أجنبي نزل 40 طابقاً ثم أغمي عليه، وآخرون ظنوا أنهم مصابون بالدوار، وعامل إنارة سقط من أعلى الدرج، إضافة إلى هلع بين مواطنين، وإخلاء مباني في المنطقة الدبلوماسية والجفير ومنطقة السيف، وازدحامات مرورية، وتصدع جدران مبنى قيد الإنشاء» هي مظاهر رصدتها الوطن جراء تأثر المملكة ودول مجلس التعاون بارتدادات هزة أرضية ضربت مدينة بوشهر في إيران، وأودت بحياة 30 شخصاً.
وأدت تلك الهزة لإخلاء العديد من المباني والمنشآت الحيوية والتجارية في السيف والدبلوماسية في الساعة الثالثة من مساء، بينما أدى الخوف لدى سكان منطقة الجفير لترك مبانيهم طوعاً رغم عدم وجود أي تحذيرات أو طلبات بذلك الخصوص.
وأجمع عدد من الموظفين انطباعاتهم عن الهزة الأرضية، باعتقادهم بتعرضهم للدوار جراء الإرهاق،أو انخفاض الضغط، لكنهم لم يتوقعوا للحظة أن البحرين تتعرض لهزة أرضية. وإثر شك عدد من الموظفين في أنفسهم وفي حالتهم الصحية، ظلوا في مكاتبهم ظناً منهم أنه دوار بسيط وسوف يزول، إلا أن هلع زملائهم الآخرين ووجود بعض الموظفين أسفل المباني أدى إلى «علمهم بالحقيقة». وحذرت إدارة الأرصاد الجوية بشؤون الطيران المدني مرتادي البحر من الإبحار خلال الساعات العشر المقبلة تحسباً لأي هزات أرضية ارتدادية ناتجة عن الزلزال الذي شهدته إيران أمس وشعر به سكان شمال البحرين.
وقالت وزارة الداخلية في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن غرفة العمليات الرئيسة تلقت اتصالات من عدة مواطنين مفادها شعورهم بوقوع هزة أرضية من دون الإبلاغ عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وغادر العديد من العمال والموظفين أماكن عملهم، بينما بقي آخرون ينتظرون في الشارع لحين السماح لهم بالدخول مرة أخرى إلى المبنى، بينما سمحت العديد من الشركات لموظفيها بالمغادرة إلى المنازل بينما لم تفعل أخرى. واضطر العديد من الموظفين لمغادرة المباني من خلال سلالم الطوارئ وذلك إما لاكتظاظ المصاعد أو لتعطلها في بعض المباني، حيث أغمي على أحد الموظفين نتيجة لنزوله 40 طابقاً من على السلالم.
وتباينت المعلومات بشأن الأضرار المادية في برج المؤيد بمنطقة السيف، حيث أشارت مصادر إلى وجود تصدعات بالطابق الـ 2 والـ 36 من المبنى، بينما قالت أخرى إنه لا وجود لأي أضرار مادية فيه، إلا أن المهندسين في أحد المباني قيد الإنشاء في المنطقة الدبلوماسية أكدوا حدوث تصدع في المبنى، وهو الأمر ذاته الذي أكده المهندسون في بناية الصقر. الشرطة والدفاع المدني تواجدوا فوراً في المكان وطلبوا من المواطنين الهدوء، وأبلغوا الحاضرين أنها ارتداد لهزات حدثت في إيران إلا أن الهلع عم المكان ورفض العديد من الموظفين الدخول مرة أخرى للمباني.
وعم الازدحام في مناطق الدبلوماسية والسيف والجفير إلا أن الجهات المعنية سيطرت على الوضع خلال أقل من نصف ساعة، وخلال ساعتين عادت الأمور إلى طبيعتها في تلك المناطق.
وقالت «العربية نت» إن الزلزال وقع في الساعة الـ 3:22 دقيقة بالتوقيت المحلي ورصدت هيئة الزلازل على عمق 10 كيلومترات تحت سطح البحر وعلى مسافة 89 كيلومتراً جنوب شرق مدينة بوشهر الإيرانية، ونقلت «بي بي سي العربية» عن مصادر رسمية إيرانية أن الزلزال أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل، بينما قالت رويترز إن سكان مدينة دبي شعروا بالزلزال.
وسجل مركز الزلازل الإيراني 15 تابعاً زلزالياً حتى وقت كتابة هذا الخبر، بينما أفادت السلطات في «سلطنة عمان» عن تسجيل هزة أرضية على مضيق هرمز بقوة 3.2 على مقياس ريختر.
الطائرات لم تتوقف
وأكدت نائب الرئيس التنفيذي لشركة مطار البحرين نجوى عبدالرحيم أن العمليات في المطار والرحلات القادمة والمغادرة لم تتأثر بأي شكل من الأشكال بالهزة التي حدثت في مملكة البحرين، مشيرة إلى أن موظفي المطار شعروا بالهزة، فتبعها إجراء فحص دقيق لجميع الأقسام في المطار.
«النيابة» تواصل التحقيق
وواصل أعضاء النيابة العامة تحقيقاتهم في العديد من القضايا المنظورة أمامهم أمس، رغم شعور بعض الموظفين بالهزة الأرضية وقوتها، وتحرك بعض الكراسي أثناء التحقيق مع المتهمين، ما اضطر أحد المحققين بإعطاء المتهم استراحة وجيزة، فيما واصل الآخرين تحقيقاتهم كون الأمر حدث سريعاً وانتهى.
ما حدث هو هزة أرضية
وقالت الموظفة عايدة البلوشي إنها شعرت بأنها مصابة بالدوار إلا أنه علمت لاحقاً بأن حالتها جيدة بعد استغربها من وجود زملائها في العمل في أسفل المبنى، حيث تأكد لها أن ما شعرت به هو هزة أرضية.
سقط كوب الماء
وقال موظف في المنطقة الدبلوماسية «شعرت باهتزاز من المكان الذي أجلس به، وسقط كوب ماء كان فوق المكتب بينما اهتزت النوافذ بشكل قوي، فقمت بتحذير زملائي في المكتب وهرعنا مسرعين عبر السلالم إلى الأسفل».
تصدع المبنى الذي يقطنه
وأشار موظف في أحدى الشركات ببناية الصقر في المنطقة الدبلوماسية أن الهزة الأرضية تسببت في تصدع بالمبنى الذي يقطنه.
ظن أنه مصاب بالدوار
وقال الموظف في شركة الاتصالات «فيفا» علي القعود إنه ظن في بداية الهزة أن أصيب بالدوار، إلا أنه اكتشف وجود خطب ما من خلال الخيط الذي يتم تعديل ستارة المكتب به.
وأضاف أن مكتبه في الطابق العاشر من المبنى، وشعر بهزة خفيفة استمرت لمدة أقل دقيقة لم يحدث خلالها أي أضرار مادية، مشيراً إلى أنه ترك مكتبه وتوجه إلى خارجه حيث سأل باقي الموظفين الذين تباينت آرائهم بين من شعر بها ومن لم يشعر.
وتابع أن أحد موظفي قسم الموارد البشرية أبلغهم بضرورة النزول فوراً وإخلاء المبنى دون ذكر الأسباب، حيث اضطروا للنزول من خلال السلالم للطوابق العشر معلقاً «الحمدلله النزول أسهل من الصعود في الدرج».
وأوضح أن الموظفين ظلوا في خارج المبنى لأكثر من نصف ساعة حيث سمح بعدها للموظفين بالعودة إلى مكاتبهم، وقال «الحمد لله لم يحصل شيء».
تشققات في مبنى قيد الإنشاء
فيما أشار مهندس رفض الكشف عن اسمه في أحد المباني قيد الإنشاء إن تشققات في المبنى ظهرت عقب الهزة لم تكن موجودة حينما وصل إلى عمله في الصباح.
نزلوا من الطابق الـ 42 بالسلالم
وأدى تعطل المصاعد في برج المؤيد بعد الهزة الأرضية إلى نزول الموظفين باستخدام السلالم وأيضاً القاطنون في الطابق الـ 42 من المبنى، وهو ما أدى إلى إصابة أحد الموظفين من الجنسية الأوروبية بالإغماء بعد نزوله 40 طابقاً على قدمه.
المنظفون: هي رياح
وقال عمال تنظيف الزجاج في برج المؤيد إنهم شعروا بالزجاج يهتز أثناء أدائهم لعمليات التنظيف الدورية حيث ظنوا في البداية أنه بسبب تأثير الرياح، إلا أن طلب موظفي الأمن منهم ترك العمل أثار هلعهم واستغرابهم.
إخلاء البرج بهدوء
وفي أحد أبراج منطقة السيف أخلى موظفي الصيانة مكان عملهم بكل هدوء ظناً منهم أن ما يجري هو الصيانة الدورية المعتادة، والتي تصاحبها أصوات مرتفعة وهزات أحياناً.
سقط كوبه من على المكتب
قال الموظف «جو» والذي يعمل في أحدى الشركات التي تتخذ من برج المؤيد في منطقة السيف مقر لها، أنه شعر بهزة قوية أثناء جلوسه على المكتب، وهو ما أدى إلى سقوط لكوب من على المكتب إلى الأرض، إلا أنه لم ينكسر.
وأضاف أنه شعر بالهزة بشكل أكبر كون مكتبه يقع في الطابق الـ 28 من المبنى، إلا أن الأمر كان أخف بكثير مع زملائه في الطوابق الدنيا، والذين لم يدرك الكثير منهم بوجود أي شيء.
خرجوا دون إنذار
أما قاطنو بعض المباني في منطقة الجفير فأكدوا شعورهم بالهزة الأرضية من خلال تأرجح المراوح المعلقة في السقف، مما اضطرهم للخروج رغم عدم وجود أي تنبيهات أو طلب من موظفي الأمن.
سقط من أعلى الدرج
وقال عامل في برج المؤيد إنه سقط من على الدرج خلال محاولته لإصلاح الإنارة وذلك نتيجة للهزة الأرضية، مؤكداً أنه لم يصب بأي أذى نتيجة لذلك.