كتب - عبدالرحمن صالح الدوسري:
بعد عمر مضى على نشأة أول مجلس بحريني، يحق أن يسأل.. هل تعود ذكريات مجالس الفرجان وأيام «الفزعة؟ أم هذا زمن ولى ولا رجعة إليه؟
تعود النواة الأولى لنشأة المجالس البحرينية إلى أيام الغوص، حيث تشكلت المجالس على ظهر السفن والبوانيش، قبل أن تتطور وتتلمس طريقها إلى داخل الحواري والفرجان.
تحولت المجالس تدريجياً إلى فنادق مصغرة يقوم عليها بحارة ووجهاء وأعيان، ويرتادها طلاب المساعدة وذوي الحاجات، وهناك تحل الخصومات ويؤلف بين القلوب وتقضى الحوائج. باختصار كانت المجالس منتديات اجتماعية تناقش فيها مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية، ولا شك أن دواوين الخلافة تطورت عن المجالس القبلية في الخليج. «برلمانات الخليج» أو المجالس، ليست مجرد مكان للثرثرة وتناول الطعام بل مدارس لتداول القيم والأفكار، وبيئة خصبة للباحثين عن مكانة اجتماعية أو مادة إعلامية دسمة.
نشأة المجلس
يعود تاريخ المجالس البحرينية إلى أوائل العوائل التي سكنت المملكة، إلى نشأة العلاقة بين النواخذة وبحارتهم، عندما كانت مبالغ «السلف» تدون في دفاتر النواخذة، وتسجل فيها أسماء البحارة وما يستدينونه وكيفية سداد هذا الدين. وعلى ظهر سفن الغوص تكونت نواة المجالس، وكانت تضم إضافة إلى البحارة وجهاء وأعيان الفرجان ميسوري الحال، وبعضهم كان يتخذ من مجلسه فندقاً يستضيف فيه ضيوف البلد والفريج، في وقت كانت تشح فيه الفنادق إلا ما ندر، فكانت المجالس تتحول إلى غرف ضيافة واستقبال للضيوف لأيام تمتد طويلاً.
موضوع اليوم قد يكون قريباً من «مجالس لول» أو «مجالس الفرجان»، لماذا بدأت مجالس الفرجان من الدوحة؟ هناك حديث عن التجهيز لهذه المجالس والدعوة لها لصالح المواطنين والمقيمين في الفرجان، والجميل في الفكرة أنها تعيد حياة الناس في «الفرجان» إلى سابق عهدها، بعد أن تبعثرت ولم يعد لها ذكر، ودائماً كان الأجداد يرددون «إن كان جارك طيباً واجتماعياً فإنه يكلف نفسه ويقول لك صبحك الله بالخير».
هل تعود العلاقة بين أهل الفريج إلى عهدها الأول؟ وتعود النخوة بين الناس، وتتطور العلاقة من مجرد تبادل التحية إلى خدمات متبادلة ومحبة بين أهل الفريج لا تنتهي، وتعود أطباق رمضان إلى سيرتها الأولى في طرق أبواب الفريج باباً باباً، وتتعزز اللحمة الوطنية بين عيال الديرة، بعد أن تقسمنا وأصبحنا فريقين على ضفتي نهر.
ظاهرة المجالس
تقول إيمان مرعي في ملف الأهرام الاستراتيجي حول المجالس البحرينية، إن المجالس البحرينية تعد أحد أهم الركائز المجتمعية التي تساهم بشكل أساس في تعزيز الروابط وتوطيدها بين أبناء المجتمع كافة، ومع شيوع فكرة المشروع الإصلاحي فإن دور هذه المجالس تطور، ولم يعد يقتصر على بث روح الإخوة والمحبة، بل أصبح منتدى اجتماعياً تدار فيه شتى النقاشات حول الموضوعات والقضايا المحلية والإقليمية والدولية.
وترجع نشأة ظاهرة المجالس في البحرين إلى مئات السنين، حيث استخدمت القبائل العربية مصطلح المجلس في حال اجتماع كبار رجال القبيلة لمناقشة قضايا ذات أهمية وتحتاج إلى قرار، ثم تطور المفهوم واستخدم لفظ الديوان بدلاً من المجلس ليكون حلقة اتصال بين الخليفة والمسلمين، وتدريجياً استبدل العرب هذا المصطلح مرة أخرى بالمجالس لكي ينسجم مع التركيبة القبلية في الخليج. وشهدت المجالس تطوراً كبيراً على المستويين الكمي والنوعي، حيث إنها لم تعد مجرد مجال للأحاديث العفوية، بل للنقاشات الأكثر تنظيماً وتعكس وعياً جماهيرياً أكثر سعة وعمقاً، حتى إن أجهزة ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية أصبحت تجد مادتها الغنية في النقاشات الدائرة في المجالس، حيث يسعى إليها ممثلو التنظيمات السياسية لطرح رؤاهم في مختلف القضايا.
ووجد فيها ممثلو السلك الدبلوماسي الأجنبي مجالاً للتعرف على قضايا المجتمع البحريني عن قرب، خصوصاً وأنها تعد مجالاً خصباً لأولئك الباحثين عن مكانة اجتماعية أو وظيفية. وتعد مجالس البحرين برلماناً حقيقياً في البيوت كافة، تطرح فيه القضايا كافة وتناقش فيه كل مشكلات الوطن، ومنذ القدم تمثل تلك المجالس مكاناً للتدارس والتشاور في شتى مناحي الحياة، ومساعدة المحتاجين، ولايزال الهدف الأسمى من فتح تلك المجالس وتخصيص أيام محددة لها، إتاحة الفرصة والالتقاء بالشخصيات ذات الأثر الفاعل في المجتمع، ويتم فيها الحديث عن الشأن الداخلي وما يجري على الساحة العالمية من حوادث اقتصادية وسياسية مهمة، إضافة إلى الأحاديث الشخصية.
لم تكن المجالس البحرينية الأصيلة مجرد مكان للتجمع وتناول الطعام والشراب والثرثرة، بل كانت مدارس لتداول الأفكار والقيم، لهذا نجد أن عدداً من غالبية العوائل البحرينية المعروفة مازالت تحتفظ بمجالسها، لاعتقادها أن تلك المجالس أوصلتهم إلى مراتب الرقي والتحضر، كونها مدارس للإنسان في هذه الحياة، وفي هذا السياق هناك مثل بحريني شهير ''اللي ما تعلمه المدارس تعلمه المجالس''. في الماضي كانت المجالس مدارس يتعلم فيها الشباب أمور الدين والدنيا وكذلك الشجاعة والحكمة والمعرفة، ويتعلمون آداب الحديث والاستماع، ويخوضون في كل مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والعملية، وبالتالي تربى الشباب في المجالس على الفضيلة والاحترام وعلوم الرجال والتفقه بالدين ومناقشة الأمور الاجتماعية، واكتسب الشباب خبرة الحياة التي يفتقرون إليها في وقتنا الحالي. وتعتبر شيخة الجفيري عضو المجلس البلدي بالدوحة أن مطالبات المجلس لم تتوقف لإحياء هذه المجالس، وألا فرق بين الأحياء القديمة والحديثة من حيث الحاجة لتشكيلها.
مؤسسات تشابه المجالس
تقول الجفيري إن بعض الدوائر في العاصمة القطرية الدوحة تحوي مؤسسات تقترب في عملها من مجلس الفرجان، وترى في حديثها لصحيفة «العرب» القطرية، أن تطبيق التجربة لا يجب أن يتم بشكل موسع بل عبر فتح الباب بالتدريج أمام هذه المجالس.
ويعتبر رئيس المجلس البلدي أن عمل هذه المجالس وسط الأحياء التي تغلب فيها أعداد المواطنين أكثر جدوى، نظراً للدور المتوقع لأعضاء المجتمع المحلي بهذه الفرجان اجتماعياً وثقافياً وربما لا ينتظرون البادرة الحكومية حتى يمارسوا النشاطات المختلفة.
بديل واقعي!
ويعتبر المواطن سعد الخليفي مجالس الفرجان بديلاً واقعياً عن المجالس العائلية القديمة، لأنها لم تعد تلعب نفس الدور المنوط بها بعد أن تفرقت العائلة والقبيلة الواحدة في أكثر من منطقة وفريج، ورغم ذلك فإن الخليفي لا يتوقع إقبالاً حقيقياً من قبل المواطنين على المجالس، خصوصاً ما يتعلق بإقامة الأعراس أو تقبل التعازي، وأن العادات السائدة تجعل الكثير منهم يفضلون تنظيم المناسبات المختلفة في مجالسهم العائلية الخاصة.
ويقترح أن تقام «مجالس فرجان» في مناطق تشكل فيها عائلة أو قبيلة ما أغلبية عددية، ما يضمن أن يحقق المجلس أهدافه بأن يكون مركزاً اجتماعياً يفيد منه فئات المجتمع وبالأخص كبار السن، كما يعتب أن محاولة دمج فئات المجتمع وتخصيص وقت لاجتماع الشباب بكبار السن هو أمر أسهل من جعل العائلات والقبائل تتشارك مكان واحد في إقامة الأعراس في قاعات مجالس الفرجان.
جزء من التراث
ويقول علي الهاجري إن هذه المراكز يجب أن تليق بالتراث الوطني القطري لتكون نسخة مصغرة عن أماكن اجتماع كبار السن في مجالسهم. وبما أنهم الفئة المستهدفة من تأسيس هذه المجالس، يجب أن تشكل بيئة تراثية متكاملة تشعرهم بالألفة، ويضيف «الجهة المشرفة على المشروع يجب أن تضع بحسابها توفير كل ما يلزمه تشارك أفراد الحي الواحد، ومعرفة هذه الاحتياجات عبر الاستماع لهم وليس عبر لجان وهيئات لا تملك تواصلاً حقيقياً مع أفراد المجتمع المحلي».
أبواب غير مشرعة
من ناحيته يعتبر المواطن جمال سويدي أن مكان إقامة بواكير هذه التجربة «مجالس الفرجان» بمنطقة الدوحة الحديثة أمر مشجع وتابع «بعض المواطنين استبشروا خيراً عندما بدأ الحديث عن هذه المجالس، خصوصاً أن بعضهم يجد صعوبة بالغة في حجز فندق أو صالة للزواج، معتقداً أن هذه المجالس تحوي قاعات واسعة ومناسبة لإقامة الأعراس، ولكن لا يمكن لأحد التأكد من ذلك ما دامت أبوابها موصدة حتى اليوم».
قاعدة بيانات المسنين
من ناحيته، يكشف مدير عام مؤسسة رعاية المسنين مبارك آل خليفة، عن نقاشات أجريت بين مؤسسته وبين المجلس البلدي لغاية الإشراف على «مراكز الفرجان»، بقصد توفير رعاية صحية للمسنين عبر عمل فحوصات دورية وأخذ العلامات الحيوية لهم عبر كادر طبي متخصص لقياس مستويات السكري وضغط الدم.
ويؤكد آل خليفة على الدور الاجتماعي المنوط بهذه المجالس مع انشغال أفراد الأسر عن كبار السن، وأن أي بادرة أخرى تخص المسنين يسعد الهيئة أن تكون الداعم الرئيس لها.
وأضاف أن خدمة «مراكز الفرجان» المرتقبة غير موجهة مباشرة للأسرة عبر احتواء المسنين وتفعيل دورهم الاجتماعي، وإن الخدمات ترتقي بحسب ما يريده أهالي المسنين، حيث تقدم لهم استبيانات لإيضاح متطلباتهم، وإن قاعدة البيانات لاتزال في طور البناء بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية.
في البحرين استطلعنا بعض آراء أصحاب المجالس العاملة التي رحبت بالفكرة على أنها عودة لمجالس الخير، بعد أن كانت منتشرة في فرجان البحرين، وكانت الملاذ لكل أهلها المحتاج منهم والميسور، يلتقون ويتحاورون ويصلحون ما بينهم كل خلاف، بعيداً عن المحاكم ومراكز الشرطة، وهي في نفس الوقت بيوت خير يتحاور فيها أهل الفريج ويقرب بين قلوبهم ويساعدون بعضهم البعض في السراء والضراء.
امتداد لجسر المحبة
ويصف محمد الدخيل صاحب مجلس في قلالي لفكرة بأنها سديدة، ويقول «نحن في مجلسنا في قلالي طالما نادينا بولادة هذه المجالس التي ستجعل أهل الفريج يلتقون على فعل الخير وتبادل الآراء والمشورة لما فيه مصلحة فرجانهم».
ويضيفوا «في مجلسنا المتواضع نعتبر هذه الخطوة امتداداً لدورنا في إثارة العديد من قضايا قلالي، والكثير منها تفهمها المسؤولون في المملكة وساعدونا على حلها، وهذه الفكرة أكيد أنها تلغي العديد من المجالس التي تحولت إلى مضيعة وقت لمرتاديها أياً كانت أعمارهم، فخدماتها لا تتجاوز لعب الورق وشرب الشاي والعقرة في الناس الطيبة، والتحدث عن أصحاب هذه المجالس على أنهم عباقرة، وخدماتهم وصلت لآخر الدنية، رغم أن سلوك بعضهم تكشف للآخرين وباتوا يستغلون المجالس في زرع العداوات واختلاس أموال الآخرين».
فكرة موفقة
يقول جاسم بوطبنية صاحب مجلس في عراد «هي خطوة سديدة طالما دارت في لقاءاتنا مع الأشقاء في الخليج خلال زياراتنا المتبادلة، وكثيراً ما تم الاتفاق على أن يشكل لها مجالس إدارة مشتركة، ويوضع لها دستور موحد يخدم التقارب ليس بين أهالي الفرجان في البلد الواحد، بل على مستوى دول الخليج العربي، ما يعني أننا أبناء بيت واحد وخليج واحد وما يربطنا هو علاقات قديمة ومتأصلة».
يضيف بوطبنية «دائماً في الندوات والزيارات التي نقيمها ونرتب لها داخل البحرين، نمهد إلى تكامل بين المجالس بما يعود على الجميع بالنفع العام، ويسهل اللقاءات والحوارات ما بين المجالس ومرتاديها والقائمين عليها».
ويذكر بو طبنية «حتى قبل أن ننشئ الرابطة، كنا نعمل على معاونة أهالي الفرجان وتبني قضاياهم من خلال ندوات ينظمها المجلس، وأخرى نشارك فيها إخواننا أصحاب المجالس الأخرى العاملة على التقريب بين الإخوة في كل مناطق البحرين، رغم أن هناك البعض من أصحاب المجالس قد يشوهون هذه الرسالة من خلال تصرفات غير مسؤولة، واستغلال بعض المحتاجين ممن تضطرهم ظروفهم الصعبة بمجاراة الآخرين على الكذب والتعدي على الغير، لكن هذا لا يمنع وجود الكثير من أهل المجالس الطيبين والمحبين للبحرين وقيادتها وشعبها، يقدمون دوماً الصورة المشرقة عن البحرين ومستقبلها».
أيام لول
عبدالله محمد أحد رواد المجالس دائماً ما ألتقيه خلال ترددي على المجالس في المحرق والرفاع وأحد المتقاعدين النشطاء يقول «هذه الفكرة جميلة ونتمنى أن يعمل على تحقيقها اليوم قبل الغد، لأن لها العديد من الخصائص أولها أنها تعود بنا لزمن آبائنا الطيبين وما كان يربطهم من محبة وتعاون وفزعة، فكان الواحد في الفريج لا يتعطل عندما يريد أن يبني بيته أو عريشاً في حوش داره، أو حتى لو أراد أن يصنع له شوعي يسترزق منه في الصيد، تجد الجميع يداً واحدة يعملون معه دون أن يطلب منهم، فطيبة أهل لول كلما نتذكرها تدمع عيوننا على فقدانها لأنها أيام على فقرها وبساطتها كانت غنية بالحب والمحبة بين الناس».
ويواصل «فكرة مجالس الفرجان تحيي فينا بعض ما فقدناه من هذه الدنيا وتتجاوز حالات الكذب والنفاق وسرقة الفقير، بدل الوقوف معه ومساعدته، وأرى من وجهة نظري أن يؤسس لها جمعية عمومية منتخبة، وأن يكون في كل محافظة مسؤول يوصل قضايا أهل منطقته، وأن يجتمع المجلس دورياً وتكون الحكومة حاضرة بمندوبيها كي تعين وتعاون».
مجالس الحورة للجميع
ويتحدث عبدالله الذوادي عن مجالس الحورة في مؤلفه «رحلة العمر» الصادر في أكتوبر 2008، أن المجالس في الحورة كانت كثيرة ومتعددة ومن أهمها مجلس ناصر وفهد الفيحاني، ومجلس الشيخ جابر بن عبدالرحمن آل خليفة، ومجلس جبر بن عبدالله الدوسري، ومجلس أحمد بوشقر، ومجلس علي تلفت، ومجلس بيت صليبيخ، ومجلس عبدالله العمر، ومجلس بيت العسومي.
وكانت هذه المجالس تفتح أبوابها بعد صلاة المغرب، وبعد صلاة العشاء تبدأ فترة السمر حيث يبدأ رواد هذه المجالس يتسامرون في شتى الموضوعات التي تشهدها البحرين، ويكثر الحديث عن الحظور ومواسم الصيد فيها ومواعيد إعادة ترميم القديم منها، ولا يبتعدون عما يدور في العالم من أخبار الحروب.
ويقول الذوادي «في رمضان يكون لهذه المجالس نكهة مختلفة، حيث يكثر فيها ترتيل القرآن والعمل على مساعدة المحتاجين من أهل الفريج، ولا يترك فقير دون أن تمتد له أيادي الخير خلال الشهر الفضيل والعيد المبارك، والجميل أن مجالس الفريج كانت تغني أهلها عن التوجه لمراكز الشرطة لأنهم كانوا يفضون النزاعات ما بين المتخاصمين ولا يتركونهم إلا بعد أن (يطيح الحطب بينهم)، يعني تصفى نفوسهم وتعود بينهم علاقة الأخوة والمحبة».
وكان رواد المجالس من متوسطي الأعمار وكبار السن، وتستخدم لعقد صفقات البيع والشراء لتوافر الشهود على كل بيعه تتم في المجلس، ومن الطرائف التي يذكرها الذوادي عن المجالس في الحورة، أن مجلس محمد الحساوي وكان مقره براحة الحساوي كان صاحبه أول من امتلك راديو في الحورة يعمل ببطارية السيارة، وكان يحضره للبراحة يومياً لسماع الأخبار والبرامج والأغاني، هذه صور جميله لفترة من فترات الأولين، حيث كانت المجالس تشكل بالنسبة لهم البيت الكبير، يلتقون فيه ليفرجوا عما بداخلهم من هموم، وليتعرفوا على أصدقائهم من تزوج ومن مرض ومن هو بحاجة إلى مد يد المساعدة.