عواصم - (وكالات): قال مسؤولون أمريكيون إن «الولايات المتحدة ستصر على أن تتخذ سوريا خطوات سريعة لإظهار جديتها بشأن التخلي عن ترسانتها الكيماوية الكبيرة»، فيما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن «الولايات المتحدة بدأت تزويد مسلحي المعارضة السورية بأسلحة ومعدات تقنية»، بينما اتفق وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية. وكرر كيري موقف الولايات المتحدة أن القوة قد تكون مطلوبة ضد سوريا إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية المبذولة بشأن مخزون الرئيس بشار الأسد من الأسلحة الكيماوية.وقال كيري في جنيف في بداية محادثات مع نظيره الروسي «الرئيس أوباما أوضح أنه إذا فشلت الدبلوماسية فقد تكون القوة ضرورية لردع الأسد والحد من قدرته على استخدام هذه الأسلحة».
من جانبه، أوضح مسؤول أمريكي إن «من بين الخطوات الأولى التي تريدها واشنطن أن تقدم حكومة الرئيس بشار الأسد إفصاحاً كاملاً وعلنياً عن مخزونها من الأسلحة الكيماوية تمهيداً لفحصها وإبطال صلاحيتها للاستخدام».من جهته، أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع تلفزيون «روسيا 24» أن «سوريا ستضع أسلحتها الكيميائية تحت إشراف دولي»، وأضاف أن هذه الخطوة جاءت «تلبية لطلب موسكو وليس بسبب التهديدات الأمريكية بشن ضربة عسكرية ضد بلاده». في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة إنها «تسلمت وثيقة من سوريا تتعلق بالانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية»، فيما أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن وثيقة الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية التي قدمتها سوريا إلى الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون بديلاً عن نزع الأسلحة أو وسيلة للمماطلة.
من جهته، أعلن الأمين العام في القوات البحرية الأمريكية راي مابوس أن «السفن الحربية الأمريكية في البحر المتوسط جاهزة لضرب النظام السوري «بقوة» إن أصدر الرئيس باراك أوباما أمراً بذلك».ويعقد كيري ولافروف ويرافقهما عشرات الخبراء مفاوضات صعبة في جنيف حول كيفية تطبيق المبادرة الروسية الهادفة لوضع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية وهو هدف تعتبره المعارضة السورية غير كاف.وعشية هذه المحادثات التي يرتقب أن تستمر ليومين وتذكر ببعض حقبات الحرب الباردة، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة بأن أي تحرك عسكري أحادياً ضد سوريا قد يقضي على النظام العالمي.لكن في مؤشر يدل على أن بوتين يرى في الأزمة السورية فرصة لإعادة تأكيد نفوذ موسكو بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة، وجه انتقادات أوسع نطاقاً إلى واشنطن.
وعلق على الكلمة التي وجهها أوباما إلى مواطنيه، وقال فيها إن الولايات المتحدة لديها دور «استثنائي» ينبغي أن تضطلع به، فقال بوتين إنه من الخطأ لأي قوة أن تفترض بان لديها دور زعامة فريداً.في الوقت ذاته أفادت صحيفة كومرسانت الروسية أن موسكو سلمت الولايات المتحدة خطة على 4 مراحل لتنفيذ مبادرتها.وكشفت الصحيفة لأول مرة تفاصيل الخطة الروسية مشيرة إلى أنه تم تسليمها إلى الطرف الأمريكي، رغم أن روسيا لم تعلن تسليم الخطة إلى الأمريكيين سوى أمس الأول.إلى ذلك، أعلن الجيش السوري الحر المعارض رفضه الاقتراح الروسي، وذلك في بيان تلاه رئيس هيئة أركانه سليم إدريس. وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا سينشر «الاثنين المقبل على الأرجح». وأوضح فابيوس «من البديهي أنه سيقول إن مجزرة كيميائية وقعت، وستكون هناك بالتأكيد مؤشرات» إلى مصدر هذه المجزرة التي جرت في 21 أغسطس الماضي في ريف دمشق وأوقعت مئات القتلى.وتتهم الولايات المتحدة النظام السوري بارتكاب مجزرة ريف دمشق التي أوقعت 1429 قتيلاً بحسب الاستخبارات الأمريكية بينهم أكثر من 400 طفل.وتعقد هذه اللقاءات الأمريكية الروسية الاستثنائية نتيجة تطور دبلوماسي لافت مع طرح موسكو خطة سارعت سوريا إلى الموافقة عليها، تقضي بتفكيك مخزون أسلحة دمشق الكيميائية تحت إشراف دولي.وفي جنيف سيواصل كيري تقصي السبيل الدبلوماسي لمحاولة تسوية النزاع في سوريا، وفي هذا السياق سوف يلتقي الموفد الخاص للجامعة العربية والامم المتحدة لسوريا الأخضر الإبراهيمي.
وتسعى الأمم المتحدة وواشنطن وموسكو منذ أشهر لتنظيم مؤتمر دولي للسلام أطلق عليه اسم مؤتمر «جنيف 2» يضم الأسرة الدولية حول النظام السوري والمعارضة السياسية والمسلحة.وقد عقد الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن اجتماعاً أمس الأول استمر 45 دقيقة في مقر البعثة الروسية في الأمم المتحدة في نيويورك بدون التوصل إلى اتفاق حول مسودة قرار يهدف إلى تدمير الأسلحة الكيميائية السورية.وكانت موسكو اعتبرت «غير مقبول» نصاً أولياً أعدته باريس وأيدته واشنطن وكان يحمل دمشق مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية وينص على استخدام القوة في حال انتهاك مضمونه.من جهته، أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع تلفزيون «روسيا 24» أن سوريا ستضع
أسلحتها الكيميائية تحت إشراف دولي، إلا أنه أكد ان هذه الخطوة جاءت تلبية لطلب موسكو وليس بسبب التهديدات الأمريكية بشن ضربة عسكرية ضد بلاده. وقال الأسد إن بلاده «ستضع أسلحتها الكيميائية تحت الإشراف الدولي تلبية لطلب روسيا». وأكد الأسد أن «تهديدات الولايات المتحدة لم تؤثر على القرار بوضع الأسلحة الكيميائية تحت المراقبة».وأضاف الرئيس السوري في المقابلة أن بلاده تعتزم إرسال الوثائق اللازمة للأمم المتحدة للتوقيع على اتفاق بشأن أسلحتها الكيميائية.من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الهدف الوحيد للنظام السوري بشأن ملف السلاح الكيميائي هو «كسب الوقت» لارتكاب «مجازر جديدة».وقد دعا البرلمان الأوروبي المجتمع الدولي إلى «رد واضح وقوي، محدد ومشترك» على الهجمات الكيميائية في سوريا «بدون استبعاد احتمال اتخاذ تدابير رادعة»، كما طالب الاتحاد الأوروبي «بموقف موحد ومتماسك».ميدانياً، تواصل القوات النظامية السورية مطاردة مقاتلي المعارضة في معلولا شمال دمشق حيث يتحصنون في «بؤر صغيرة» متبقية، بحسب ما ذكر مصدر أمني، وذلك غداة استعادتها السيطرة على أجزاء واسعة من البلدة ذات الغالبية المسيحية.من جهة ثانية، قتل 48 مقاتلاً من الأكراد والجهاديين في معارك بين الطرفين في مناطق في محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد، فيما تدور معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة شرق حلب.في الوقت ذاته، تواترت أنباء عن استخدام القوات النظامية السورية للأسلحة الكيميائية مجدداً في هجومها على حي جوبر بدمشق بعد أسابيع من استعماله في الغوطة الشرقية بريف دمشق مما أدى لسقوط مئات القتلى.من ناحية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي إن 3 قذائف هاون أطلقت في إطار النزاع في سوريا سقطت خطأ على ما يبدو على الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.