أكد السفير الصيني لدى المنامة لي تشين، دعم بلاده المطلـــق للمشروع الإصلاحي الذي يقــوده حضرة صاحب الجلالة الملك حمـد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مشيداً بـ«جهود جلالة الملك والحكومة البحرينية في تحسين الأمن والاستقرار، وتنمية الاقتصـاد الوطنــــي ومواصلــــة تحسين الوضع المعيشي للشعب البحريني».
وقال السفير تشين في لقاء مع وكالة أنباء البحرين قبيل زيارة جلالة الملك المفدى للصين في الفتـرة 14-16 سبتمبر الجاري إن: «بكين تدعم بوضوح كل الجهود الساعية للاستقرار في البحرين، من ذلك تطوير التشريعات وجلسات الحوار الوطني، مؤكداً أن حكومة بلاده تعتبر كل هذه الأمور تخص البحرين أولاً، وأن بكين تعمل وفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وأوضـح السفير تشين أن «زيـــارة جلالة الملك المفدى للصين تجري بدعوة من الرئيس الصيني، وهي زيارة رسمية دوليــة هــي الأولــى من نوعها منذ تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلديين قبل نحو ربع قرن»، مشيراً إلى أن جلالة الملك سيجري خلال الزيارة مباحثات مــع الرئيــس الصينـــي وكبار القادة المسؤولين وقادة الدولــة حــول العلاقــات الثنائيـة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ووصـــــــف تشيــــــن الزيــــــارة بـ«التاريخية» وأكد أنها ستعطي دفعاً كبيراً لمزيد من تطوير العلاقــات الودية بيــن الجانبين، وستساهم في دفع التعاون بينهما في كافة المجالات.
وأضاف السفير الصيني أن لدى كل من بكين والمنامة رغبة مشتركة في توسيع التعاون العسكري والأمني، وأن لديهما قواسم مشتركة كبيرة، منها التعاون في مجال حقوق الإنسان، وقضايا العمال وغيرها.
وأكد السفير تطور التعاون في المجال الثقافي، وكشف أن هناك نية لدى الجانبين لافتتاح مركز كونفوشيوس لتعليم اللغـــة الصينية في جامعة البحرين، كما إن هناك تبادلاً للوفود الثقافية وفعاليات ثقافية مشتركة، وأن هناك جهداً يبذل لتكون البحرين مقصداً سياحياً مفضلاً للصينيين.
وقال «نحن نعمل وفق المثل الصيني القائل إن تحسين العلاقة بين البلدين ينطلق من تعزيز المحبة بين شعبيهما».
وتطرق السفير تشين في حديثه إلى التعاون الاقتصادي، مؤكداً أن مستوى التعاون الاقتصادي شهد تطوراً سريعاً في الفترة الأخيرة، وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية العام الماضي وصل إلى 155 مليار دولار، حصة البحرين منها نحو مليار ونصف المليار، وقال «ربما يكون هذا الرقم صغيراً لكن التبادل التجاري بين الصين والبحرين ارتفع العام الماضي بنسبة 28% ونحن نأمل بمزيد من الارتفاع».
وأوضح السفير أن الصين تستورد من البحرين بشكل أساسي البتروكيماويات والألمنيوم، فيما تصدر لها طيفاً واسعاً من البضائع الصينية مثل المفروشات والمصنوعــــــات البلاستيكيـــــة وغيرها، مشيراً إلى وجود رغبة مشتركـــة لــدى الطرفيــن فــي توسيع هذا التعاون، وأضاف أن البحرين ترحب بقدوم الشركات الصينية للاستثمار في المملكة، كما ترحب الصين برجال الأعمال البحرينيين.
وقـــــال السفيـــــر الصينـــي إن: «البحرين يمكن أن تكون بوابـــة تعزيز العلاقات بين الصين ودول مجلس التعاون، مؤكداً أن هناك علاقات وثيقة بين الصين ومجلس التعاون تتعلق بكافة المواضيـــع الثنائيـــة والدوليـــة، وأضاف أن هناك حواراً استراتيجياً بين الجانبين تأسس منذ سنوات وجرت خلاله عدد من الجلسات.
وكشف تشين أنه من المتوقع أن يكون هناك حوار جديد قبل نهاية العام الجاري يرأسه من جانب مجلس التعاون وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، كون البحرين ترأس المجلس الوزاري لدول التعاون، فيما يرأسها من الجانب الصيني وزير الخارجية الصيني.
وأوضح السفير أنه حسب الاتفاق بيـــن الطرفيـــن يتنــاول الحوار المرتقــب مواضيعــــاً سياسيــــة واقتصادية، كما إنه فرصة لتبادل وجهات النظر في القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكـــد السفيــر الصينــي أن بلاده تربطها بدول مجلس التعاون علاقات سياسية واقتصادية متينة مع دول مجلس التعاون، وهنـــاك دعم صيني للاستقرار في منطقة الخليج وفي كثير من القضايا التي تخص دول المجلس، وبالمقابل تدعم دول المجلس القضايا التي تهم الصين مثل التيبت وتايوان، كما إن الجانبين لديهما رؤية مشتركة حول القضايا الإقليمية والدولية.