كتبت - نور القاسمي:
«أحب كل قطعة أنتجها.. والرسم على القماش لون حياتي»... هكذا ابتدأت أسماء الأنصاري حديثها لـ»الوطن»، ورغم أنها حاصلة على دبلوم رياض الأطفال من جامعة البحرين إلا أنها اتبعت حدس موهبة الرسم لديها حتى أصبح مشروع A and M Design واقعـاً يرضي موهبتها وتعتاش منه بمنتجات عصرية ومحلية تستهوي الشباب.
وقالــت أسمــاء الأنصاري «موهبة الرسم زرعت في منذ الصغر، وحب الخربشة هو من لون لي حياتي منذ نعومة أظافري، الرسم يلازمني بشكل يومي لا أستغني عنه أبداً، وهدفي الأساس هو أن أرى رسوماتي وخربشاتي وإبداعاتي على الناس وللناس».
وأضافت «بدأت الرسم على ثياب أطفالي القطنية، وعلى حقائبي وأقمشتي، أبهرني حجم الإعجاب الكبير من الأهل والأصدقاء وتشجيعهم ودعمهم لي فقررت البدء به، بدأت بملابس القرقاعون وأكياس الحلوى والشنط الصغيرة، من ثم انتقلت إلى وسائد الكراسي وملابس الكبار والدفاتر».
أكثر ما يميز إنتاجات أسماء هي شغفها التي تصبه في كل قطعة تنتجها: «أفضل أن يكون الرسم مباشر، من يدي إلى قطعة القماش، ليس لأنني أهوى التعب ولكن لأنني أحب أن أعطي من روحي ونفسي وحبي لكل قطعة أنتجها، عكس تعامل المطابع مع القطع، أهتم بكل التفاصيل لوحدي، هذا سبب إرهاقي من العمل في الغالب لأنني لا أدع أي شخص يساعدني بل أفضل أن أبدأ كل قطعة بنفسي وأنهيها بنفسي، بدءاً من اختيار القماش ثم الرسم إلى الإضافات والتغليف والتزيين وحتى وضعه في الأكياس!».
وتضيف: «أستوحي رسوماتي من حياتي الشخصيـــة، وطفولتـــي العريقـــة و«زمن الطيبيــن»، أستوحيها من ما تحب النــاس أن تأكله أو ترتاده، وأكثر قطعة بيعت لدي ولاقت إقبالاً كبيراً هي تيشرتات سيارة «المرسيدس G Class» لا أعلم سبباً لذلك، أما من الدفاتر ابتكرت لكل كلية «كركتر» يمثلها مثل الفتـــاة المحامية والمعلمة والضابط الخ، وبيعت الكمية جميعها حال طرحها -ولله الحمد-،» وتضيـف: «بعض رسوماتي يصفها لي الزبون، لذلك أجعل من تعاملي معه سلساً أدخل إلى أعماقه لأرى ماذا يحب وماذا يكره، في ماذا يفكر وماذا يتجنب لكي أتمكن من رسم تصميم كما يتمناه وكأنه هو من رسمه».
تتكلم أسماء عن أول دخولها للمشاريــع الخاصة: «دخلت عالم «البزنس» من عامين ونصف تقريباً، بمشروع متخصص لأطقم المواليد مصنعة من الجوخ، لكن بعد فترة أصبحت الفكرة هذه تقليدية وقديمة، لذلك اتجهت لفكرة جديدة وهي الرسم المباشر على القماش أو الطباعة لما نالت استحسان الجميع حال ما بدأت بها».
أكثر ما يساعدها هو «محبوب الجماهير الجديد «الإنستغرام»: «(الإنستغرام) هو وكيل أعمالي الأول بلا شك، أصبح محلاً متنقلاً للسلع، ينتقل مع الزبون أينما ذهب دون الحاجة لتعب أو مشقة أو سجل عقاري في الحقيقة! والرائع في الأمر إنه لا يصلك على مستوى البحرين فقط، بل على العكس يصلني إلى دول الخليج والدول العربية بلا استثناء».
أكثر من دعمها كان أخوها وعضيدها الأصغر: «أخــي «علــي الأنصــاري» أكثر شخـص كرس وقته لي ولمشروعي، هو معي في السراء والضراء، يتواصل مع العملاء ويأخذ طلباتهم، يضع الأسعار ويحسب الأرباح، يتعب بقدر ما أنا أتعب، ويسهل علي أموراً جمة، لذلك أحب أن أسميه مدير أعمالي الصغير!».
من أكثر الصعوبات التي واجهتها أسماء هي: «تعاملت مع أناس جعلوني أحب المواصلة والمضي قدماً، لكن بالطبع لكل قاعدة شواذ حيث إنني أفتقر لأساليب الرد على المعترضين والمحاججين من الناس والمنافسين، الذين أكتشف حجم التقليد الكبير من قبلهم لأفكاري حرف بحرف ورسمة برسمة وجملة بجملة، حتى بالألوان المستخدمة، الشخص عندما يرى ما يعجبه، يستوحي منه لا ينسخه بالظبط!».
«أطمح أن أمتلك محلاً خاصاً لي وماركة محلية موثوق بها، لكن المشاريع الصغيرة هذه تحتاج للصبر و لوقت طويل للوصول إلى قلوب الناس، غير ذلك مقدار ربحي بسيط ورمزي، وأفخر بهذا لأن هدفي الآن ليس الربح، بل الشهرة وكسب ثقة من حولي بمنتجاتي ورسوماتي ورؤية أعمالي الفنية على الواقع مكونة من الأمور قطع فنية جميلة».
تنصح أسماء كل من يمتلك موهبة أن يبدأ بالمضي قدماً الآن: «مشروعـــي رأى النـــور متأخراً، بعكس حياة «العزوبية» والدراسة التي يكون فيها تفرغ أكثر من الآن، لكن بعد العمل والزواج والإنجاب يصعب بدء أي عمل، ولكن ليس مستحيلاً، لذلك أنصح كل من يمتلك موهبة أن يستغلها الآن وأن يخرج طاقته الآن ويطور إمكانياته الآن لكي تتمكن أن تنجز بالقدر الذي أنت تريده في المستقبل».
وتشكر أسماء تفاعل الناس الإيجابي معها المتمثـــل فــي «الفولــــورز» لديهـــا: «أشكــر متابعيني وشعلة طاقتي وسر استمراري رغم تعبي، بفضل الله ثم هم أستمر وأعطي أكثر وأتشجع على الرسم، فبمجرد علامة؛ «لايك» على الصورة أعرف أن العمل نال إعجابهم ورضاهم، لكن مع تعليقاتهم المحفزة والجميلة لا أستطيع التعبير عن فرحتي حينها».