قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن المعرض العربي الصيني في ينتشوان بمقاطعة نينغيشيا بالصين يمثل جسراً للتعاون الثنائي بين الدول العربية والصين ويهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الجانبين، فيما قال وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو بكلمة نيابة عن العاهل المفدى إن «الصين ستتعدى حد كونها ثاني أعظم اقتصاد في العالم بعد فترة ليست طويلة».
وأضاف عاهل البلاد المفدى، خلال مشاركته في حفل افتتاح المعرض الصيني العربي الأول أمس باعتبار جلالته ضيف الشرف الأول لهذا المعرض، تلبية لدعوة من الحكومة الصينية، أن «إقامة هذا المعرض في ينتشوان بمقاطعة نينغيشيا ذاتية الحكم للأغلبية المسلمة يؤكد أن الصين استطاعت بالوئام والوحدة بين مكوناتها تحقيق انطلاقات اقتصادية وتنموية كبيرة للشعب الصيني».
وفي كلمته نيابة عن العاهل المفدى، قال الوزير فخرو إن «المنطقة الخليجية والعربية تطمع أولاً وتتطلع ثانياً إلى كل ما تستطيع هذه الدولة العظيمة (الصين) أن تقدمه، في الاقتصاد، وفي التقنية الحديثة، بل في كل دورات الحياة، ونحن نأمل أن نكون ولو بصورة متواضعة شركاء لها على طريق التنمية والتقدم».
وأضاف: «نحن بلد صغير محدود السكان ومحدود الإمكانات ولكننا نفتخر بتاريخ مجيد وباع طويل في الإدارة وفي التشريع وفي التعليم وفي التنوع الإنساني والاقتصادي ويعمل بكل ما أتي به من موارد وحكمة في سبيل أبنائه بغض النظر على التدخلات العدوانية في المنطقة والتي تتنافى مع مبدأ هذه الشراكة الدولية التي نحن في شأنها اليوم».
وكشف فخرو، في كلمته نيابة عن العاهل، أن «علاقات التجارة البينية بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية قد تصل إلى 1.9 مليار دولار وقفزت قفزة هائلة إلى حوالي 900% في عشر سنوات، وسوف تستمر في هذا الطريق».
وتابع أن «التجارة البينية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي في ازدياد هائل، حيث بلغت المبادلات التجارية 133 مليار دولار في سنة 2012»، مشيراً إلى أن «حجم المبادلات التجارية بين الصين وجميع الدول العربية حقق نمواً متسارعاً بنسبة 13,5% -على أساس سنوي في العقد الأخير- لتصل إلى 220 مليار دولار أمريكي عام 2012».
وجاءت مشاركة العاهل المفدى في المعرض الصيني العربي الأول في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها جلالته إلى جمهورية الصين، إذ وصل جلالته الى مدينة ينتشوان بمقاطعة نينغيشيا الصينية صباح أمس.
وكان في مقدمة مستقبلي جلالته في المطار تسوي وبوا نائب أمين الحزب بمقاطعة نينغيشيا ولي تشين سفير الصين لدى البحرين ود.يي شنغ شاو قنصل البحرين الفخري في هونج كونغ وكبار المسؤولين بوزارة الخارجية الصينية، وسط احتفال كبير من أهالي المقاطعة الذين حيوا جلالته عند نزول جلالته من الطائرة مرحبين بزيارته لمقاطعتهم بزيهم التقليدي الشعبي.
وتوجه موكب جلالة الملك المفدى إلى قاعة المعرض للمشاركة في مراسم حفل افتتاح المعرض الصيني العربي الأول، كما حضر الافتتاح صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عاهل المملكة الأردنية وكبار المسؤولين في الدول العربية وكبار المسؤولين في الحكومة الصينية ورجال الأعمال وعدد من المدعوين.
وألقى رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني يوي تشنغ شنغ في بداية الافتتاح رسالة الرئيس الصيني الموجهة إلى المشاركين في المعرض نقل فيها تحيات وتهنئة الرئيس الصيني لضيوف جمهورية الصين.
وقال في الكلمة: «إنها فرصة طيبة لتعزيز العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية الصديقة»، فيما ألقى عدد من المسؤولين الصينيين عن القطاع التجاري والاقتصادي كلمات بهذه المناسبة، كما ألقى كذلك عدد من ممثلي الدول العربية كلمات في حفل الافتتاح.
ويشمل المعرض إقامة عدد من المؤتمرات والمنتديات وورش العمل والمعارض التجارية المتخصصة التي تركز على تعزيز التعاون الصيني العربي الواسع في مجالات الطاقة والمال والزراعة والثقافة والتعليم والسياحة وغيرها من النواحي المهمة، ويقام المعرض تحت شعار «الصين والبلدان العربية يداً بيد أمام العالم».
وفي ما يلي نص الكلمة التي ألقاها وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو نيابة عن العاهل المفدى:
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى حفظه الله،،، صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية حفظه الله،،، سعادة رئيس لجنة المؤتمر الاستشاري السياسي المحترم،، أصحاب السمو والمعالي والسعادة والسيادة،،،
شرفني صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله بإلقاء هذه الكلمة نيابة عن جلالته، كما يشرفني بادئ ذي بدء أن أقف أمامكم هذا الصباح في هذا البلد العظيم وأحييّ مضيفينا الكرام وأتقدم لهم ببالغ الشكر والتقدير على استضافتنا وعلى ترتيب هذا اللقاء المتميز والراقي.
أصحاب الجلالة:
يتميز هذا التجمع الكبير في كثير من الدالات المهمة والبارزة :
أولها: ما يرمز له من معانٍ كثيرة وعميقة في العلاقات الاقتصادية والأخوية مع الأصدقاء الصينيين.
وثانيها: تشرفنا جميعاً باهتمام مضيفينا وبقادتنا المعظمين وهذا الحشد الكبير من مسؤولي ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي وأشقائنا في البلاد العربية العزيزة، إضافة إلى المجموعة البارزة من ذوي الاقتصاد والفكر والاهتمام المتنامي في تطوير العلاقات التجارية ، بل الاقتصادية بأجمعها بين جمهورية الصين الشعبية وإقليمنا بكل تنوعه وعراقته.
وثالثها: اهتمامنا المتناهي بهذا البلد العظيم وما له من تاريخ عريق تزخر به حضارة الإنسان منذ القدم، كما وما له من طموح في التقدم والارتقاء إلى الأمام وفي العمق.
ورابعها: التنور بما وصلت له جمهورية الصين الشعبية من تقدم مذهل يميزها الآن كثاني أعظم اقتصاد في العالم، وهي لا تقف عند هذا الحد، بل أخال أنها سوف تتعدى ذلك بعد فترة ليست بالطويلة. فالمنطقة الخليجية والعربية تطمع أولاً وتتطلع ثانياً إلى كل ما تستطيع هذه الدولة العظيمة أن تقدمه، في الاقتصاد، وفي التقنية الحديثة، بل في كل دورات الحياة. ونحن نأمل أن نكون ولو بصورة متواضعة شركاء لها على طريق التنمية والتقدم هذا.
وفي مملكة البحرين نفتخر بعلاقتنا المتميزة مع هذا البلد الكبير والتي سوف تتوج من خلال الزيارة الكريمة والتاريخية التي يقوم بها صاحب الجلالة مليكنا المفدى إلى الصين وإلى مدينة بجين والمحادثات مع القيادة الصينية الموقرة وتطوير كل هذه العلاقات.
نحن بلد صغير محدود السكان ومحدود الإمكانات ولكننا نفتخر بتاريخ مجيد وباع طويل في الإدارة وفي التشريع وفي التعليم وفي التنوع الإنساني والاقتصادي ويعمل بكل ما أتي به من موارد وحكمة في سبيل أبنائه بغض النظر على الت دخلات العدوانية في المنطقة والتي تتنافى مع مبدأ هذه الشراكة الدولية التي نحن في شأنها اليوم، وهي تنوع محمود وتنمية زاخرة وعلاقات متميزة مع جيراننا ومع أشقائنا في مجلس التعاون وفي بلاد العرب بل مع بلاد العالم بأجمعها، وهذا البلد العظيم هو أحدها.
ونأمل من خلال هذه اللقاءات وهذا التواجد الفريد أن نبني بناءً شامخاً واقتصاداً يستمر في التطورّ ، وعلاقات تزداد موضوعية وعمق يوماً بعد يوم.
فعلاقات التجارة البينية بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية قد تصل إلى 1.9 مليار دولار وقفزت قفزة هائلة إلى حوالي 900% في عشر سنوات، وسوف تستمر في هذا الطريق. أما التجارة البينية بين جمهورية الصين الشعبية ودول مجلس التعاون الخليجي فهي في ازدياد هائل، حيث بلغت المبادلات التجارية 133 مليار دولار في سنة 2012 على سبيل المثال، وتنوعت وتعمقت، وسوف تنمو أكثر وأكثر بإذن الله على ممر السنين والعقود. فدول المجلس تحظى بناتج محلي إجمالي حوالي 1,4 ترليون دولار قد ترتفع إلى 2 ترليون دولار بسنة 2020 وهناك احتمالات هائلة للإضافة والتنويع ليست لها حدود.
وكذلك الحال بالنسبة لحجم المبادلات التجارية بين جمهورية الصين الشعبية وجميع الدول العربية. فقد حققت أيضاً نمواً متسارعاً بنسبة 13,5% -على أساس سنوي في العقد الأخير- لتصل إلى 220 مليار دولار أمريكي عام 2012. ولابد أن تنمو أكثر وأكثر على ممر السنين والعقود.
أصحاب الجلالة، أيها السيدات والسادة،،،
وعودة إلى بدء، أكرر تشرفي بالوقوف أمام عاهلنا المفدى حفظه الله وعاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وأمام هذا الحشد الكبير والمتميزّ، وأكرر شكري لمواطني ومسؤولي هذا البلد الفريد من نوعه، إلى صاحب الفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية الموقر وحكومته الكريمة وإلى سعادة محافظ مقاطعة نينغشا ورئيس لجنة المؤتمر الاستشاري السياسي وإلى جميع من ساهم مساهمات مشكورة في هذا التجمع، وفي الفوائد الكثيرة التي نطمع فيها غداً وبعد غد. فسعيكم مقدر ومشكور.
وفقنا الله وسدد على طريق الخير خطانا.
والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله.