عواصم - (وكالات): رحبت سوريا أمس بالاتفاق الأمريكي الروسي حول تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية الذي أبرم أمس الأول في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة معتبرة أنه أتاح «تجنب الحرب»، في حين واصلت واشنطن التلويح بالضربة العسكرية في حال لم يلتزم النظام السوري تماماً بكل تفاصيل الاتفاق.كما رحبت الصين بالاتفاق معتبرة أنه «سيخفف حدة التوتر»، في حين كررت المعارضة السورية التعبير عن استيائها من هذا الاتفاق مطالبة بأن يشمل أيضاً حظر استخدام القوات النظامية للنظام وصواريخه البالستية.وفي القدس المحتلة، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن التهديد بشن عمل عسكري أمريكي في سوريا يبقى «فعلياً».وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة إن «التهديد بالقوة يبقى قائماً، التهديد فعلي» مضيفاً «نحن لا نثرثر حين يتعلق الأمر بمشكلات دولية لا تخطئوا، لم نستبعد أي خيار».إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشاد في مقابلة بثت أمس بما قام به نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتحمله مسؤولية دفع الرئيس السوري بشار الأسد إلى تفكيك أسلحته الكيميائية.وقال أوباما في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي نيوز» «أهنئ بوتين، بوتين وأنا لدينا خلافات كبيرة حول مجموعة من المشكلات. لكنني أستطيع التحدث إليه. لقد عملنا معاً على قضايا مهمة مثل العمليات ضد الإرهاب».كما رأى نتنياهو أن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيجعل المنطقة «أكثر أماناً بكثير» مضيفاً «يجب أن يواكب الدبلوماسية تهديد عسكري ذو صدقية ليكون لها فرصة للنجاح».وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس فرنسوا هولاند سيستقبل صباح اليوم في باريس وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والبريطاني وليام هيغ ليبحث معهما الملف السوري.وأشاد رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو بقيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام نفوذ بلاده في سوريا «للتوصل إلى حل».ورحبت سوريا في وقت سابق بالاتفاق الأمريكي الروسي معتبرة أنه أتاح «تجنب الحرب» وأنه يشكل «انتصاراً لسوريا»، كما قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر.وقال الوزير في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية «نحن نرحب بهذا الاتفاق. فمن جهة أنه يساعد السوريين على الخروج من الأزمة ومن جهة ثانية أتاح تجنب الحرب ضد سوريا بعدما حرم هؤلاء الذين كانوا يريدون شنها من حجتهم».وفي السياق نفسه اعتبر مسؤول سوري كبير أن هذا الاتفاق يرضي دمشق. وقال المسؤول «سوريا اعتبرت دائماً أن الاتفاق الجيد هو اتفاق يمكن الجميع أن يكون راضياً عنه. هذه هي الحال مع اتفاق جنيف».من جهتها طالبت المعارضة السورية التي عبرت عن استيائها بعد التوصل إلى الاتفاق، المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الأسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد وإتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية.والاتفاق الذي أعلنه وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف في جنيف يحدد جداول زمنية حيث يعطي دمشق مهلة أسبوع لتقديم لائحة بأسلحتها الكيميائية على أن تتلف هذه الأسلحة بحلول نهاية الفصل الأول من 2014.ونص الاتفاق على أنه في حال لم تفِ السلطات السورية بالتزاماتها فسيتم استصدار قرار من الأمم المتحدة يسمح باللجوء إلى القوة ضد النظام السوري. لكن الغموض يبقى يلف هذه النقطة.ورحبت عواصم أوروبية عدة بالاتفاق الذي نال دعم الصين حيث اعتبر وزير خارجيتها وانغ يي في بكين أثناء لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أنه «يسمح بفتح أفق لتسوية أزمة سوريا بالسبل السلمية». من جهته كرر فابيوس القول إن الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية يشكل «تقدماً كبيراً» إلا أنه يبقى «خطوة أولى».من جهة أخرى، سيصدر خبراء الأمم المتحدة الذين حققوا بشأن هجوم 21 أغسطس الماضي الذي أوقع مئات القتلى تقريرهم اليوم. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هذا التقرير «سيخلص بشكل دامغ» إلى استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.ولا يملك المحققون تفويضاً بتحديد المسؤولين عن ذلك الهجوم الذي حمل الغربيون مسؤوليته لنظام دمشق. وفي القاهرة رحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالاتفاق بشأن الأسلحة الكيميائية السورية داعياً الأطراف إلى توفير الظروف لإنجاح الاتفاق والمضي في التسوية السياسية.كما رحبت إيران بانضمام سوريا إلى الاتفاقية حول الأسلحة الكيميائية، طالبة أن تنضم إسرائيل إلى الاتفاقية نفسها.وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن «إيران ترحب بانضمام سوريا إلى الاتفاقية حول الأسلحة الكيميائية»، معتبرة من جهة أخرى أن «من المثير للقلق أن يبقى النظام الصهيوني الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي لا ينتمي إلى أي اتفاقية حول أسلحة الدمار الشامل».من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الكندي جون بيرد أن استعمال الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري «جريمة ضد الإنسانية»، لكنه شدد على أن الحل السياسي وحده يمكن أن يضع حداً لمعاناة الشعب السوري.ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قذيفة هاون سقطت أمام مركز محافظة ريف دمشق في حي المرجة بدمشق وأعقب ذلك قصف جوي شنه الطيران السوري على حي برزة في أطراف العاصمة.في محافظة الحسكة، قضى انتحاريان في هجوم انتحاري أمام مقر وحدة من المقاتلين الأكراد في قرية هيمو.