قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها بين الصين والبحرين أمس بشأن التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليم والسياحة والصحة تقود إلى آفاق أرحب من التعاون بين البلدين. وأعرب جلالته، خلال جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الصيني (شي جين بينغ) وبقاعة الشعب الكبرى في بكين أمس، عن سعادته لتنامي العلاقات بين البلدين لما يبديه الجانبان من حرصٍ مشترك على تعزيز وترسيخ التعاون بين البلدين في العديد من المجالات وذلك في إطار اللجنة البحرينية الصينية المشتركة.
وأكد جلالة الملك أن ما لمسه خلال تبادل وجهات النظر مع رئيس الصين والمسؤولين الصينيين حول مجمل التطورات والأوضاع الدولية «ليزيدنا تقديراً للدور الكبير الذي تواصل الصين القيام به عملاً على دعم وترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وكذلك جهودها لمكافحة الإرهاب الدولي وزيادة التعاون للقضاء عليه بكل صوره وأشكاله، والدعوة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وأشاد العاهل المفدى بـ»التواصل بين الصين والبحرين الذي يمتد لسنوات طويلة مضت شهدت حلقات متتابعة من التبادل التجاري، عندما بدأت الصين باستيراد الشحنات الأولى من إنتاج مصانع ألمنيوم البحرين العالمية في سبعينات القرن الماضي»، معرباً عن اعتزازه بمرور 25 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأعرب جلالته عن سعادته لـ»ما أتاحته هذه الزيارة من فرصة الاطلاع على التقدم الهائل الذي حققته جمهورية الصين الشعبية على مدى العقود الثلاثة الماضية في المجالات الاقتصادية والتنموية والعمرانية».
وقال جلالة الملك إن «ما تتمتع به البحرين ومنطقة الخليج والصين من تراث حضاري ومعماري وثقافي متميز ومتنوع تضرب جذوره لآلاف السنين في أعماق التاريخ الإنساني يؤكد أن ما يربطنا من عوامل مشتركة تشكل قاعدة صلبة لتنمية وتطوير العلاقات بيننا». وثمن جلالته عالياً «جهود رئيس جمهورية الصين الشعبية في إنجاح المعرض الصيني العربي الأول حيث استطاعت الصين بالوئام والوحدة بين مكوناتها تحقيق انطلاقات اقتصادية وتنموية كبيرة»، مجدداً أن «هذا المعرض يمثل جسراً للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين دولنا وشعوبنا».
وحيا جلالة الملك المفدى بكل تقدير «سعي الصين الحثيث لنصرة القضايا العادلة وموقفها الثابت والداعم للحقوق العربية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتأييد إجراءات حفظ الأمن والاستقرار». وأعرب جلالة الملك المفدى عن شكره وتقديره للرئيس الصيني على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي قوبل به جلالته خلال هذه الزيارة والوفد المرافق بما يجسد علاقات الصداقة والتعاون المتميزة بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، معرباً عن تقديره واعتزازه لحرص الرئيس الصيني على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ومع مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأكد جلالته سعادته بزيارته الأولى للصين تلبية لدعوة كريمة من فخامة الرئيس الصيني، شاكراً جلالته كلمات فخامته الترحيبية. وجدد جلالته خالص شكره للقيادة والشعب الصيني الصديق على حسن الوفادة وعميق المشاعر الودية، قبل أن يوجه جلالته الدعوة لفخامة الرئيس الصيني لزيارة مملكة البحرين، متطلعاً جلالته للترحيب به ضيفاً عزيزاً على شعب البحرين لمواصلة العمل سوياً تحقيقاً لكل ما فيه خير البلدين الصديقين. من جانبه أشاد الرئيس الصيني بعمق العلاقات التي تربط بين الصين ومملكة البحرين وكذلك مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مثمناً الحرص المشترك على تنمية وتعزيز هذه العلاقات بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
مؤكدا حرص الصين على استقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعارضتها لأي تدخل خارجي في شئون الدول الخليجية الصديقة وحرصها كذلك على جعل المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل. وأكد على أهمية توفير سبل النجاح للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين لما يمثله من أهمية ولدعم الجهود المشتركة للارتقاء بمستوى التعاون بين الصين ومجلس التعاون.
وأكد حرص الصين على استقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعارضتها لأي تدخل خارجي في شؤون الدول الخليجية الصديقة وحرصها كذلك على جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وشدد على أهمية توفير سبل النجاح للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين لما يمثله من أهمية ولدعم الجهود المشتركة للارتقاء بمستوى التعاون بين الصين ومجلس التعاون.
وجرت لعاهل البلاد المفدى لدى وصوله إلى قاعة الشعب مراسم استقبال رسمية، إذ كان في استقبال جلالته فخامة الرئيس الصيني الذي رحب بجلالة الملك وبزيارته إلى جمهورية الصين الشعبية. ثم صافح جلالة الملك المفدى كبار الوزراء والمسؤولين الصينيين، وصافح فخامة الرئيس الصيني الوفد الرسمي المرافق لجلالة الملك، قبل أن يتوجه جلالة العاهل المفدى والرئيس الصيني إلى منصة الشرف، حيث عزفت الفرقة الموسيقية السلامين الملكي البحريني والوطني الصيني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية بمقدم جلالة الملك المفدى. وتفقد جلالة الملك والرئيس الصيني حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما حيا طلبة وطالبات المدارس جلالة الملك المفدى.
وتوجه جلالة العاهل المفدى والرئيس الصيني والوفدان المرافقان إلى قاعة الشعب الكبرى، حيث عقدت الجلسة المباحثات الرسمية، وترأس جلالة الملك المفدى الجانب البحريني، فيما ترأس الرئيس الصيني الجانب الصيني.