أكدت البحرين أمس التزامها بسياسة الصين الواحدة ودعمها جهود الحكومة الصينية لإعادة توحيد الصين، فيما شددت الصيني على احترامها استقلال البحرين وسيادتها ووحدة أراضيها ومعارضة التدخل في شؤونها الداخلية، ودعم جهود المملكة الرامية إلى صيانة الاستقرار الوطني، إضافة إلى دعم بكين إقامة منطقة خالية من أسحلة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وقالت المنامة وبكين، في بيان مشترك أمس بمناسبة زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى الصين، إن «الجانبين شددا على ضرورة عقد الحوار الاستراتيجي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي في أقرب فرصة ممكنة، وأجمعا على أن منطقة الشرق الأوسط والخليج لها مكانة استراتيجية هامة». وأكد الجانبان أن «صيانة السلام والاسقرار في المنطقة تتفق مع المصالح المشتركة لدول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره»، مشددين على «ضرورة إيجاد حلول عادلة ومنصفة للقضايا الساخنة في المنطقة وتحقيق الأمن والأمان الدائمين فيها عن طريق الحوار والتشاور وبالوسائل السلمية». وأجمع الجانبان على أن «تبادل الدعم بين الصين والبحرين في القضايا التي تتعلق بالمصالح الحيوية للجانب الآخر أمر يجسد الصداقة المخلصة بين البلدين»، معربين عن «استعدادهما لمواصلة توسيع التعاون المشترك بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والبنية التحتية والمالية وغيرها من خلال التوظيف الكامل لدور الارشاد الكلي الذي تلعبه الاجهزة المختصة لدى حكومتي البلدين واللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين الصين والبحرين وغيرها من اليات التعاون، بما يرتقي بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الى مستوى جديد». وأعرب الجانبان عن «استعدادهما لمواصلة تعزيز التواصل والتعاون بين البلدين في المجالات الثقافية والسياحية والتعليمية والصحية والاعلامية والرياضية وغيرها، تزامناً مع تشجيع الهيئات الأهلية على توسيع التبادل الودي وإجراء تواصل إنساني بأشكال متنوعة، بما يعزز الفهم المتبادل والصداقة بين الشعبين باستمرار. واتفق الجانبان على «مواصلة توثيق التعاون في الشؤون الدولية والاقليمية، وتعزيز التنسيق والتعاون في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل المتعددة الأطراف، بما يصون سوياً الحقوق والمصالح للدول النامية». وأعربا عن ارتياحهما للتطور الشامل والعميق الذي شهدته العلاقات بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية في السنوات الأخيرة، مشيرين إلى أن «ذلك يعد أمراً يتفق مع المصالح المشتركة للجانبين ويخدم السلام والاسقرار والتنمية في العالم». وأكد البيان المشترك أن «البحرين باعتبارها رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، مستعدة لبذل جهود مشتركة مع الجانب الصيني لدفع التعاون الجماعي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي إلى مستويات جديدة». وأشار البيان إلى أنه «بناءً على دعوة من الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، قام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بزيارة دولة لجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 14 و16 سبتمبر عام 2013، حيث أجرى فخامة الرئيس شي جين بينغ مباحثات مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وعقد رئيس مجلس الدولة لي كتشانغ لقاءً مع جلالته والوفد المرافق له، كما حضر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مراسم الاقتتاح للدورة الأولى من معرض اكسبو الصيني العربي التي عقدت في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي». وقال البيان المشترك إن «الجانبين يقدران تقديراً عالياً للصداقة التاريخية التي تربط بين الصين والبحرين، ويعربان عن ارتياحهما لما شهدته العلاقات الودية بين البلدين من التوطد والتعزز المستمرين منذ تبادل التمثيل الدبلوماسي بينهما قبل 24 عاماً، ويؤكدان أن كل من الصين والبحرين شريك هام لبعضهما البعض»، مبدين «استعدادهما لمواصلة تعزيز العلاقات الودية على أساس المنفعة المتبادلة والكسب للكل بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصدقين وشعبيهما». وأعرب الجانب الصيني، من خلال البيان عن «استعداد لإدراج مملكة البحرين على قائمة وجهات السفر السياحية للمواطنين الصينيين. ووقع الجانبان خلال الزيارة على عدد من وثائق التعاون التي تشمل المجالات الثقافية والصحية والمالية والطاقة والضريبية والتعليمية وغيرها.
يعرب الجانبان عن ارتياحهما للنتائج التي حققتها زيارة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين للصين، ويتفقان على أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة لتطوير علاقات الصداقة بين البلدين. وأعرب الملك عن شكره وتقديره لما قوبل به من حسن الاستقبال وكرم الضيافة خلال زيارته للصين ووجه دعوة لفخامة الرئيس شي جين بنغ لزيارة مملكة البحرين، فيما أعرب فخامة الرئيس شي جين بنغ عن شكره على هذه الدعوة.