كتب - أحمد الجناحي:
«لن أكـره»، عنوان كتاب ألفـــه الطبيب الفلسطيني عز الدين أبوالعيش معلناً وموجهاً رسالة إنسانية ساميــة لكــل مــن لــم يسمع صوته ولم ير دموعه التي تتساقط على بناته الثلاث اللواتي قتلن جراء قصف إسرائيلي استهدف منزله كلما ذكرهن، أبوالعيش يبعث رسالة محبة وتسامح عبر الكتاب الذي وصفه بـ«رحلة طبيب فلسطيني من غزة على طريق السلام والكرامة والإنسانية».
يستعيد الطبيب الفلسطيني في كتابه اللحظات الأقسى في حياته، مشيراً إلى أن ابنته شذى كانت الوحيدة الواقفة على قدميها بعد القصف، وأن جسدها غطته جروح دامية غائرة وكان أصبع يدها اليمنى معلقاً بخيط من الجلد، فيما شاهد منظراً مروعاً بالنسبة لأي إنسان حتى لو لم تكن الضحايا تمت له بأي صلة، إذ كانت أشلاء بناته مقطعة على الأرض ورأس إحداهن قد انفصل عن جسدها، فيما كانت أجزاء من المخ على السقف، وبعد خروجه لطلـب المساعــــدة، استهدفـــت منزله قذيفة ثانية، وقعت الحادثة المأساوية علــى الهــواء مباشــرة خلال لقاء مع محطة تلفزيونية إسرائيلية تحدث فيها أبو العيـش عما يتعرض له قطاع غزة من قصف، ليتحول منزلــه إلى هــدف إحدى الدبابات وتقع الفاجعة خلال البث المباشر.
درس ضروري ضد الانتقام
جاءت علــى غلاف الكتاب بالنسخة العربية كلمة للأديب اللبناني أمين معلوف قال فيها «يحتاج الأمر إلى شجاعة لرفض الكراهية والامتناع عن الدعوة إلى العنف»، أما الغلاف الخلفي فحمل اقتباسات لشخصيات شهيرة كالرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي رأى في كتاب أبوالعيش «مثالاً رائعاً للعفو والمصالحة يوضح أساس سلام دائم في الأراضي المقدسة»، فيما سجل الناشـــط الأمـــريكي الـــيهودي الفائز بجائزة نوبل للسلام أن «هذه السيرة درس ضروري ضد الكراهية والانتقام»، وفقاً لما نقله موقع «العرب أونلاين».
كتاب «لن أكره» هو الحياة الاستثنائيــــــة لأبـــو العـــيش والمعروف باسم طبيب غزة وهي سيرة مرعبة ومفجعة وملهمة في آن واحد، يتخطى فيها أبو العيش الحدود النفسية والفعلية التــي تفصــــــل الفلسطينييـــن والإسرائيليين كل يوم بصفته طبيباً يعالج مرضاه على الجانبين، وكإنسان يؤمن بأن الاهتمام بصحة المرأة وتعليمها هما السبيل للتقدم، وأخيراً كأب قتل الجنود الإسرائيليون بناته وبدلاً من السعي للثأر والاستسلام للكراهية دعا أبو العيش شعوب المنطقة للتحاور بعضهم مع بعض، متمنياً من كل قلبه أن تكون بناته هن آخر الضحايا على طريق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
عز الدين أبوالعيش طبيب وخبير عقم فلسطيني، وُلد ونشأ في مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة. حصل على منحة لدراسة الطب في القاهرة، ثم حصل على دبلوم من معهد أمراض النســاء والتوليد بجامعة لندن. وأكمل التخصص في الفرع نفسه في مستشفى سوروكا بإسرائيل، وأتبعه بالتخصص الدقيق في طب الأجنة في إيطاليا وبلجيكا. ثم حصل على الماجستير في الصحة العامة من جامعة هارفارد. وقبل مقتل بناته الثلاث في يناير من عام 2009، في أثناء الاجتيــاح الإسرائيلي لقطاع غزة، كان أبـــو العيش يعمل باحثاً بمعهد جيرتنر بمستشفى شيبا في تل أبيب. وهو يقيم حالياً مع أسرته في تورنتو بكندا، حيث يعمل أستاذاً مشاركـاً للصحــة العامــة بجامعــة تورنتو.
لا تقبل بالهزيمة في حياتك
يقــول د.أبوالعيش موضحاً عنوان كتابة «لن أكره» «ما يؤلمني من حرصي على الناس وحبي لهم هو شعوري بالظلم لجهلهم لما في داخل هذا الكتاب للحكم بشكل سطحي عليه، ومع ذلك أنا متفهم عدم فهمهم لما بداخل الكتاب وأعمل على توضيح الصورة.. يجب أن نعمل لنصل لنتيجة واحدة وهي الحقيقة.. بالحقيقية نستطيع أن نبني أحكامنا في وضح النهار».
ويضيف «بعدما حصل كان الناس يتوقعون أن أغرق في الحقد والكره والانتقام، وأن أعيش في زاوية مظلمة، لكن الله منحنا العقل والحكمة وجعل لنا الاختيار وتقدير الأفضل والأقل خسارة وتستطيع أن تكسب به، قد يكون طريقي صعباً ومؤلماً، ولكنه على المدى البعيد هو الأفضل.. «لن أكره» تعني، لن أصبح مريضاً لن أُهزم لن أُكسر لن استسلم، لأن هذا القاتل الذي قتل بناتي يريد أن يهزم هذه النفس، ولكني سأبقى قوياً صامداً متحدياً، وهذه قمة النجاح والتحدي وأقولها لكل إنسان قد تهان قد تذل قد تسجن ولكن لا تقبل بأن تهزم في حياتك بل على العكس لتولد لك الطاقة والحافز والدافع بأن تستمر لأن الحياة يجب أن تستمر».
وأشار إلى أن كلمة السلام كلمة فضفاضة ويقصد بها، الحرية والمساواة والاحترام والكرامة والعدل والحب والتسامح، وليس السلام السياسي وهو ليس حرباً وصراعاً فقط.
جاءت فكرة الكتاب قبل حوالي 8 سنوات من طبيب فلسطيني
يريد أن يحكي قصة حياة وأمل مليئة بالتحدي «حلمت بكتابة هذا الكتاب، وأقولها لشباب وبنات البحرين «احلموا حلماً كبيراً لوطنكم» لا أحد يستطيع منع أي شخص من الحلم، لكن نحتاج لعمل ومجهود وإيمان بأن النفس قادرة ... أنا أؤمن بالمستحيل، من مخيم جباليا إلى كلية الطب في القاهرة ثم جامعة لندن لأكون أول طبيب فلسطيني يعمــل فــي مستشفــى إسرائيلــي ليعرفوا أن الإنسان الفلسطيني قادر على أن يكون أفضل منهم أو على الأقل مثلهم في المقدرة والكفاءة والهمة والعزيمة، ثم إلى لندن وإيطاليا وبلجيكيا وهارفرد، ورفــع علم فلسطيني في جامعه هارفرد وقالوا من مخيم جباليا إلى جامعة هارفرد.. فأردت كتابة هذا الكتاب، وقصة الكتاب أن أغلب الأجزاء كانت جاهزة وكل شيء له أوانه، وجاء أوان هذا الكتاب أن يصدر بعد تلك الفترة العصبية التي مررت بها وهي فترة الـ4 أشهر وهي من بداية ستبمر 2008 حتى استشهاد بيسان وميار وآية ونور».
ويضيف «الكتاب ليس موجهاً نحو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. الكتاب لهذا العالم لأن هذا العالم موبوء بالأمراض فقر وبغضاء وخوف.. الكتاب رسالة إلى العالم جميعاً ونحن كفلسطينيين جزء من هذا العالم.. والكتاب يحمل رسالة إنسانية ذات بعد عالمي.. لا أريد من أحد أن يعترف بي.. لأنه طالما أنا حي فأنا موجود.. ولكن أُريد من العالم أن يساعدني في الحصول على حريتي واستقلالي، والإسرائيليون موجودون ولا أريد الاعتراف بهم، لأنه يجب الاعتراف بنا نحن كفلسطينيين».
السيرة المفجعة والمفعمة بالأمل
«لن أكره» هي السيرة المفجعة والمفعمة بالأمل والمرعبة عن حياة د.عز الدين أبوالعيش غير العادية، الذي قرر معالجة مرضاه في غزة وإسرائيل بغض النظر عن أصلهم، ويتساءل البعض كيف لطبيب فلسطيني أن يعمل في المستشفيات الإسرائيليــــــة ويولـــــد النســــــاء الإسرائيليات ويساعد في شفائهم من العقم، اللواتي بطبيعة الحال قد ينجبن أطفالاً يقتلون الفلسطينيين، ويجيب أبوالعيش «استفدت من عملي بالمستشفيـــات الإسرائيليـــة الكثير، فهمت تفكير الإسرائيليين، وتعلمت لغتهم ومن تعلم لغه قوم أمن شرهم، فهمت عقلية الطرف الآخر ولغته وكنت مؤمناً بالمهنة، لأن الجميع داخل المستشفى مريض القاتل والمقتول، أتعامل مع الكل كمريض، لأن القانون يأخذ المسار الآخر، والطبيــب يعالــج، والمرضــى مختلفون منهم فلسطينـي ومنهـــم اليهودي والمسلم، هناك مرضـــى فلسطينيون بسبــب العــدد الكبيــر للظروف والمعاناة ونقص الإمكانات في الجانب الفلسطيني والكثير يتعالج في إسرائيل على حساب السلطة الفلسطينية، وكنت الطبيب الفلسطيني الوحيد الذي يتحمل مسؤوليتهم داخل المستشفى».
ويلفت أبوالعيش الانتباه في كتابه إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها الغزيون في القطاع بسبب البطالة والتلوث والزحام، كما يلفت إلى نسبة الفقراء بينهم التي تصل إلى 80%، ويعتبر أبوالعيش أن صواريخ «القســام» محليــة الصنــع التـــي تطلقها «حماس» على إسرائيل من غزة هــي «أغلــى» صواريخ العالــم، بسبب ما تعود به على الفلسطينيين من قتل وتدمير للمنازل والمزارع في القطاع الذي يرى أن إسرائيل لا تزال تسيطر عليه بالكامل، وحتى في ما يتعلق بالسماح لمنظمات المساعدات الإنسانية التي تحتاج إلى إذن من إسرائيل لدخول غزة.
ويصف نفسه بأنه طوال حياته يضع رجلاً في فلسطين والأخرى في إسرائيل «وهو وضع معتاد في المنطقة»، وأنه لاجئ محبوس في قطاع غزة المحروم من حقوقه الأساسية، ويعاني من «المهانة على نقاط التفتيــش والحواجــز الإسرائيلية»، لكن كل ذلك لا يمنعه من القول إن «الانتقام والانتقام المضاد انتحار متبادل»، داعياً إلى أن تسود قيم المساواة والتعايش.
ويشير الأب أبوالعيش إلى أن أكثر ما آلمه في الحياة على استشهاد بناته هو أنه لم يستطع توديعهن وحضور جنازتهم لانشغاله مع ابنته شذى وابنة أخيه في المستشفى وهذا ما وصفه «بالألم الأكبر» «الألم الأكبر أن هذه هي الجرمية الثانية، حتى في الموت ليس لنا حرية، حتى من تحب تريد أن تودعه وتكون بجواره ولا تستطيع ..، البقاء لنا واللقاء لنا سيكون بإذن الله في الجنة، هذا هو عزائي وهذا هو الأمل وهذه حياتي أنا مؤمن بأنني سأراهن والتقي بهن».
أقسم الأب أبوالعيش بعد مقتــل بناته بألا يكل ولا يمل ولا يستسلم «عاهدت نفسي وأقسمت بالله ثم أقسمت لبناتي بأن لا أكل ولا أمل، ولن استسلم ولن أنسى لأنني مؤمن سألتقي بهم وإني محاسب ومراقب فقط في حياتي من الله ثم من بناتي، اللواتي يسألنني كل يوم ماذا فعلت لنا.
الظروف تفرض التكيف مع الواقع
وفــي سؤالنا عن إمكانية التعايــش بين الفلسطينيين والإسرائيليين أجاب «هناك 12 مليـون فلسطينـــي والغالب يعيش في الشتات و4 ملايين تحت الاحتلال، نحن تحت النار والمعاناة كل احتياجاتنا تحت الاحتلال، إنها ليست عملية تعايـش ولكن الظروف تفرض أن تتكيف مع الواقــع والوضع، إنه تكيف مــع الواقع جميع مصادر الحياة التي نحتاجها تأتي من الاحتلال ماء وكهرباء وأدوية، وحتى التصريح والجواز، نستطيع أن نتكيف بما يخدم مصالح الشعب ولكن ليس قبول الواقع لأن التعايش مختلف، والشعب الفلسطيني لن يقبل بهذا الواقع المظلم والظالم طالما لم يتمتع بحريته، وبكل صراحة، تطبيق القوانين الدولية هو حماية في مصلحة إسرائيل وفلسطين والعالم.. وأقول لإسرائيل لا أمن لكم ولا سلامة ولا حرية ولا كرامة ولا مستقبل طالما فلسطين محرومة من ذلك».
وعن تأييده لأشكال المقاومة الأخرى يقول «أي مرض نعالجه هناك عده أنواع من العلاج نبدأ بالعلاج الطبي إذا لم ينفع هناك علاج جراحي.. هل نعيد الحياة إلى المريض بعد العلاج الجراحي يجب أن ندرس عوامل الربح والخسارة، وما هي الوسيلة التي تؤدي إلى هدف، هذا ما أريد من الجميع أن يدرس ذلك بحكمة، يجب أن نستخدم الوسيلة التي تؤدي للهدف بأقل الوسائل».
ولأبوالعيش رأي جراء ما يحدث في سوريا حيث أشار لألمه وحزنه لما يحدث في الشام «يؤلمني ما يحدث في سوريا لأن الأخ يقتل أخاه والحقد والكره امتلأ في قلوب أهل الدار الواحدة، سوريا باقية ويجب أن يجتمع الجميع من أجل أن يحافظ على سوريا القوية والجميلة، الشعب السوري يجــب أن يعيــش بمســاواة ومحبة وبتفاهــم... لنتعــال فوق الأحقاد والمصالح الشخصية مــن أجل المستقبل، حياة الإنســان هــي أغلى ما على الوجود، أتمنى أن يقف القتال لأن كل يوم تموت نفس هي إراقة وقتل للعالم، هذا ما أتمناه في سوريا وفي كل مكان».
شارك أبوالعيش في مهرجان تاء الشباب الثقافي بفعالية كلنا نقرأ وناقش الكتاب مع مجموعة من الشباب ويقول «سررت كثيــراً مـــن أسئلة الشباب والعديد منهم على درجة من الوعي والفهم وتحمل المسؤولية وكانت فرصة لإزالة الضباب أو سوء الفهم.. وكانت الرسالة أن أعطيهم حافزاً وأملاً بأنهم يستطيعونا أن يكونوا ما يريدون ولا يستهينوا بأنفسهم.. وأن يعملوا على بناء وطنهم أولاً، وأشكرهم على شعورهم لفلسطين.. ولكن لكي تساعد أي بلد يجب أن تكون قوياً داخلياً.. رسالتي كانت بث قوة لبناء الإنسان في الداخل ثم ينطلق إلى الخارج رسالة أمل وحب لنشر الحكمة».
ويعـــرب أبوالعيـــش فـــي نهايــــة كتابه أن يكون قد نجح بنقل صورة معاناة شعبه ومآسيه من جانب، وبنقل إصرار الشعـــب الفلسطينـــي على «مواجهة تحديات الحياة» من جانب آخر. كما أشار إلى أنه لم يقدم أي مسؤول إسرائيلي اعتذاره أو حتى عبر عن أسفه إزاء ما حصل له، معرباً عن أمله بالحصول على تعويض مالي يسمح له ببناء مؤسسة «بنات من أجل الحياة»، بهدف تحسين أوضاع الفتيات والنساء في الشرق الأوسط وتشجيعهن على القيام بدور أكبر في المنطقة. وقد أهدى المؤلف كتابه إلى والديه وزوجته نادية وبناته الثلاث بيسان (21 عاماً) وميار (15 عاماً) وآية (14 عاماً)، والى الأطفال في كل مكان»لا سلاح لديهم سوى الأمل».
وهكذا كان واضحاً للجميع بأنه لن يغير موقفه من السلام والتعايش. استطاع عز الدين أبوالعيش أن يجد ثقباً صغيراً جداً من النور الذي يحمل الأمل وسط هذا الظلام الدامـس. قــال: «حبـــذا لــو كــــن بناتـــي اللواتـــي فقــــــدت آخـــــر قربـــــــان؛ مــــــن أجـــل الســـلام فـــي المنطقـــة».المطبخ الأمازوني يغزو البيرو
بدأ المطبخ الأمازوني يفرض نفسه في فن الطبخ الغني جداً في البيرو، بفضل سمكة الأربيمة (المعروفة محليا ببيتشي) التي تعد أكبر سمكة في العالم تعيش في المياه العذبة وفاكهة الأمازون الغريبة ذات النكهة الفريدة.
ويؤكد برناردو روكا راي رئيس جمعية فن الطبخ في البيرو ومنظم معرض «ميستورا» للطبخ الذي يعد المعرض الأكبر في أمريكا اللاتينية أن «المطبخ الأمازوني ينتظره مستقبل باهر». وتحقق الدورة السادسة من المعرض هذه السنة نجاحاً هائلاً، وهي تستمر لأسبوعين وتستقطب عشرات آلاف الزائرين، من بينهم أبرز الطهاة في العالم. وإضافة إلى أكشاك لحم البقر مع الصلصة أو اللحم المشوي، يعرض حوالي 15 مطعماً متخصصاً في المطبخ الأمازوني أطباقه في هذا المعرض الضخم الذي تبلغ مساحته هذه السنة 15 هكتاراً. ويقول روكا راي لوكالة فرانس برس «لطالما كانت الأمازون المنطقة الأقل استكشافاً في البيرو»، لكنها «اليوم مصدر كبير للوحي في عالم الطبخ نظراً إلى تنوع منتجاتها وفرادتها». ويضيف هولغير توريس مارتينيز وهو كبير الطهاة في مطعم «أماز» الفخم في ليما «نحب أن نطهو الأربيمة لأنها سمكة عالية الجودة بفضل جلدتها البيضاء وخلوها من الحسك وغناها بالأوميغا 3 و6 وملمسها الناعم واحتوائها على القليل من الدهون». وسمكة الأربيمة العملاقة التي قد يصل وزنها إلى 250 كيلوغراماً وطولها إلى 3 أمتار هي نجمة المطبخ الأمازوني لأنها طازجة وخفيفة وصديقة للبيئة. ويقول توريس «إنها تتمتع بكل الصفات التي يمكن أن يستوحي منها الطاهي»، معدداً الأطباق الكثيرة القائمة على الأربيمة. والأربيمة التي لطالما كانت المصدر الرئيس للبروتين بالنسبة إلى سكان الأمازون الذين كانوا يستهلكونها مع الملح، كانت حتى زمن ليس ببعيد مهددة بالانقراض بسبب الصيد المفرط. ومنذ بضع سنوات، بدأت تعاونيات للصيادين تؤيد تربية السمك المسؤولة بتربية هذه السمكة العملاقة والحفاظ عليها وتسويقها. ومن منطقة يوريماغواس الواقعة في قلب الأمازون في البيرو، باتت شركة «أمازون» تصدر شرائح السمك الخالية من الهرمونات والمضادات الحيوية، خصوصا إلى الولايات المتحدة من أجل سلسلة متاجر «هول فودز» المتخصصة في المنتجات العضوية. وتؤكد الطاهية آنا ماريا فيلا التي افتتحت مع زوجها مطعمين للمطبخ متخصصين في المطبخ الأمازوني في ليما أن «الأمازون اليوم موضة».