لفت طبيب وناشط دولي معروف بدفاعه عن الحقوق الصحية والإنسانية للمرأة إلى أن الدراسات تؤكد اغتصاب امرأة كل 29 دقيثقة على مستوى العالم. وقال إن معظم نساء العالم يعشن أوضاعاً مزرية نتيجة للحروب والصراعات الأهلية والصورة النمطية التي تسود المجتمعات التقليدية والتي تقلل من شأن المرأة وتجعلها أداة للامتهان، لافتاً إلى أن كل المهتمين بالعدالة الاجتماعية والجندرية عليهم كسر حاجز الصمت والعمل على تحرك واسع لحماية حقوق المرأة في الصحة والتعليم والحياة الهانئة.
وخلال ندوة قدمها في جامعة الخليج العربي بعنوان «صحة المرأة من منظور عالمي» قال الطبيب الفلسطيني د.عزالدين أبوالعيش الذي يعمل أستاذاً مشاركاً في كلية الطب والصحة العامة في جامعة «تورونتو» بكندا، إن معظم المؤلفات العالمية تصور النساء كضحايا، لكنها تتجاهل الأسباب الحقيقية التي أدت لهذا الوضع والأطراف الفاعلة والمستفيدة منه. ولفت أبوالعيش إلى أن معظم الدراسات لم تركز على الآثار الصحية السلبية على النساء الناتجة عن الصراعات باستثناء الصحة الإنجابية، وعندما يتم الحديث عن ضحايا الصراعات والحروب، لا يذكر دور المرأة كعنصر فاعل في تخفيف الصراع ومعالجة تداعياته، بل على العكس لا تخصص خانة للنساء كنوع جندري منفصل إنما توضع ضمن خانة تشمل النساء والأطفال والفئات الضعيفة. وقدم د.أبوالعيش خلال الندوة نماذج لما تتعرض له النساء في بلدان الصراعات والحروب ففي العراق تدهور معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى النساء بعد أن كان من بين أعلى المعدلات عالمياً، وفي الهند وباكستان تعد المرأة ضحية للاغتصاب كما تعد جرائم الشرف في باكستان من الأكثر انتشاراً في العالم، وتشير الأرقام إلى أن المرأة تتقاضى أجراً يقل 80% عن الرجل في باكستان. كما يعد العنف الأسري في الهند متوطناً إذ تعد 70% من النساء ضحايا للعنف الأسري، وتشير الدراسات إلى حقائق مؤلمة تتحدث عن أن جريمة واحدة ترتكب ضد النساء كل ثلاث دقائق، كما تغتصب امرأة كل 29 دقيقة، وكانت 50 مليون فتاة وجنين ضحية لوأد البنات وقتل الأجنة، وتقدر الأرقام أن حوالي 100 مليون فتاة هن ضحايا للاتجار بالبشر، كما تتزوج 45% من الفتيات في الهند قبل سن 18 سنة.
تجدر الإشارة إلى أن د.أبوالعيش تم منحه أربع درجات فخرية في القانون من جامعات كندية. كما حصل في مطلع الشهر الحالي على درجة دكتوراه في العلو م الإنسانية من جامعة فيكتوريا. وقد سمي د.أبوالعيش واحداً من أكثر 500 شخصية إسلامية تأثيراً في خمس سنوات متتالية من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية الإسلامية الملكية في الأردن، ومنح عدداً كبيراً من الجوائز والترشيحات المحلية والوطنية والدولية تقديراً لدعوته لتعزيز حقوق الإنسان والسلام والصحة، ورشح ثلاث سنوات على التوالي لنيل جائزة نوبل للسلام.