كتب - حذيفة إبراهيم:
«لم تصدق خبر إصابته، فكيف بخبر وفاته» بهذه الكلمات أجاب نجيب شقيق شهيد الواجب عامر عبدالخالد حول حالة والدته لدى سماعها خبر وفاته، مشيراً إلى أنه سيتم دفن الشهيد بعد صلاة عصر اليوم في مقبرة البسيتين. وكان رئيس الأمن العام اللواء طارق حسن الحسن، أعلن استشهاد الشرطي عامر عبدالخالد صباح أمس في المستشفى متأثراً بجراحه البالغة، جراء التفجير الإرهابي الذي وقع بقرية الدير بتاريخ 17 أغسطس الماضي. وقال اللواء الحسن، إن الشرطي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج وقد وافته المنية صباح أمس، مقدماً «أصدق التعازي لأهل الشهيد ولأبناء الوطن كافة في شهيد الواجب، سائلاً الله لشهيدنا الفردوس الأعلى، ونعزي أنفسنا وجميع منتسبي وزارة الداخلية، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون».
وأكد رئيس الأمن العام أن «وزارة الداخلية ماضية قدماً في إجراءاتها وتدابيرها الأمنية والقانونية لمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه ولن تألو الأجهزة الأمنية جهداً في سبيل القيام بواجباتها في حفظ الأمن والوقاية من الجريمة ومكافحتها بكل كفاءة وفاعلية».
فيما قال نجيب، شقيق الشهيد، بصوت يجهش بالبكاء «نحسبه شهيداً عند الله سبحانه وتعالى، وأن يشفعنا فيه، هو كان يدافع عن الوطن، وراح فداءً له».
وتابع نجيب «عامر هو الأخ الـ8 من أصل 10 إخوة وأخوات له، وأنه كان بصدد إتمام عامه الثلاثين خلال الأشهر المقبلة، حيث إن الشهيد من مواليد عام 1984».
وأشار إلى أن عائلة الشهيد مرت بأيام صعبة منذ إعلان إصابته في 17 أغسطس الماضي وحتى يوم وفاته، حيث لم تستطع والدته أن تفارق المستشفى في انتظار أن ينطق بأي حرف أو حتى يفتح عينه، إلا أن إصابته الشديدة بالرأس كانت أقوى من أن يعود إلى الحياة مجدداً.
وروى حال والدته قائلاً «الكلمات تعجز عن أن تصف ما هي به الآن، الله وحده يعلم حالتها، الدموع تذرف من عينيها حسرة على ولدها، إلا أن ما يصبرها هو ذهابه فداءً للوطن».
وقال إن المستشفى والأطباء والممرضين لم يدخروا جهداً لمحاولة إنعاشه والحفاظ على حياته، إلا أن قدر الله له الموت.
وتابع «ربما وفاته أفضل من بقائه في الغيبوبة طوال حياته، ولكن والدته كانت تفضل أن يبقى على أمل أن يعود إلى الحياة».
ودعا إلى ملاحقة المجرمين الذين تسببوا في مقتل أخيه وإصابة آخر، لينضم إلى قافلة شهداء الواجب الذين راحوا ضحية الإرهاب، ودفاعاً عن الوطن.
وقال «ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يتقبله الله مع قوافل الشهداء، ولكن حرقة قلب والدتي عليه لن تذهب عند الله هباءً منثوراً، الله سينتقم ممن قتله وممن يحاول أن يضر بالأمن الذي كان أخي وزملاؤه يحاولون الحفاظ عليه».
وتابع «الاتصالات لم تتوقف من زملائه وقادته منذ اليوم الأول لإصابته وحتى وفاته، هم يساندونا ويقفون إلى جانبنا، ربما هذا ما سيصبرنا خلال الأيام القادمة».
جدير بالذكر أن الشهيد عامر عبدالخالد أصيب بانفجار قنبلة محلية الصنع في الـ17 من أغسطس الماضي في قرية الدير، ما أدى إلى إصابة 5 رجال أمن 2 منهم بليغة.