تسعى الشرطة الامريكية لمعرفة دوافع الرجل الذي قتل امس الاول 12 شخصا في مبنى تابع للبحرية الامريكية في واشنطن حيث بقيت الاعلام منكسة كما في بقية البلاد.
ومطلق النار الذي قتل بدوره على يد قوات الامن يدعى آرون الكسيس وهو اسود عمره 34 عاما وينحدر من فورت وورث في تكساس بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي آي» وقد تمكن من «الدخول الى مقر البحرية عبر وسائل قانونية» كما قال مسؤول في الدفاع.
وقال رئيس بلدية العاصمة الفيدرالية واشنطن فنسنت غراي «انه احد اكثر الاماكن المحاطة بتدابير امنية في البلاد. لذلك يصعب تصور كيف حصل ذلك».
واطلاق النار في قلب العاصمة الفيدرالية يعتبر الحادث الاخطر ضد منشأة عسكرية امريكية منذ قتل 13 عسكريا في قاعدة فورت هود في تكساس عام 2009.
وبحسب البحرية فان الدخول الى مكان المأساة كان محصورا بالموظفين الضروريين بغية تسهيل عمل محققي الـ «اف بي آي». ووضع وزير الدفاع تشاك هيغل، باقة من الزهور عند نصب البحرية اكراما للضحايا.
واصدر الرئيس باراك اوباما الامر بتنكيس الاعلام حتى مساء بعد غد.
وكشفت شركة «هيوليت باكارد» ان مطلق النار كان يعمل خبيرا في نظم المعلومات لدى شركة تابعة لها مكلفة بتحديث الانترنت لدى البحرية الامريكية ومشاة البحرية «المارينز».
واصدرت الشرطة الفيدرالية الامريكية نداء الى العامة من اجل الحصول على معلومات. واضافت «نسعى الى معرفة كل ما هو ممكن بشأن تحركاته الاخيرة واتصالاته ومعارفه».
وبحسب البحرية الامريكية فان آرون الكسيس خدم في البحرية بين 2007 و 2011 وحصلت معه «سلسلة حوادث مرتبطة بسلوكه» اثناء الخدمة كما قال مسؤول عسكري. وقد تم توقيفه في 2010 في تكساس بسبب افراغه رصاصات مسدسه عبر سقف جارته وفي 2004 في سياتل لاطلاقه النار على اطارات سيارة عامل توقف امام منزله.
وتحدث والده عن «مشاكل ابنه في ضبط غضبه» وعن اضطرابات ضغط نفسي كان يعاني منه منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001. ولا تزال دوافعه غير معروفة «وليس هناك اي سبب في هذه المرحلة يدفع الى الاعتقاد بانه عمل ارهابي» كما قال رئيس بلدية واشنطن فنسنت غراي لكن بدون استبعاد هذه الفرضية بالكامل.
وقالت قائدة شرطة العاصمة الامريكية كاثي لانيير «نحن متاكدون الان انه كان هناك شخص واحد مسؤول عن خسارة الارواح في المبنى».
وحاولت السلطات التحقق مما اذا كان آرون الكسيس حظي بدعم شخص اخر متواطىء معه وهو اسود يبلغ طوله 1.75 مترا وفي الخمسينيات من العمر كان يرتدي بزة خضراء وتم التعرف اليه عبر شريط فيديو. وهناك شخص ثالث ابيض كان موضع بحث في بادىء الامر ثم تبين ان لا علاقة له بالامر. ومن البيت الابيض ندد الرئيس الامريكي باراك اوباما بعمل «جبان» وعبر عن اسفه لان البلاد تجد نفسها مجددا «في مواجهة اطلاق نار جماعي» استهدف هذه المرة عسكريين ومدنيين يوظفهم الجيش. وجرت الاحداث امس الاول في مقر قيادة الانظمة البحرية لسلاح البحرية الامريكية في القسم «ت» الذي يعاد بناؤه في نيفي يارد جنوب شرق المدينة. فقد دخل الرجل المبنى الرقم 197 من المجمع حيث يعمل 3 الاف شخص وفتح النار مرات عدة بحسب البحرية. وقد تم تطويق الحي كما سدت المنافذ الى المدارس الواقعة في المحيط وحظر دخول او خروج اي شخص.
وحلقت مروحيات فوق المنطقة حيث كانت سيارات الشرطة واجهزة الاسعاف تجوب المكان بينما قامت سفن بدوريات في نهر اناكوستيا القريب. وتمركز شرطيون وجنود عند كل مفترق طرق. كما عزز البنتاغون تدابيره الامنية على سبيل «الاحتياط» كما اعلن المتحدث باسمه جورج ليتل.
وعلقت الرحلات المغادرة من مطار رونالد ريغان الواقع على مسافة بضعة كيلومترات من المكان، لعشرات الدقائق بسبب اطلاق النار.
ودفع حادث اطلاق النار برلمانيين امريكيين مؤيدين لتعزيز قوانين بيع الاسلحة النارية الى التعبير عن غضبهم.
وأمر وزير البحرية الامريكي باجراء عمليات تدقيق امنية تشمل كل منشات البحرية.
وبرزت ملامح جدل مع كشف تقرير للتفتيش العام في البنتاغون لا يزال قيد الاعداد، يشير الى ثغرات في عمليات مراقبة الدخول الى منشات البحرية جراء اقتطاعات في الموازنة.
«فرانس برس»