عواصم - (وكالات): قال الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن إن «الخيار العسكري يجب أن يبقى مطروحاً للضغط على النظام السوري كي يحترم الاتفاق الروسي الأمريكي حول تفكيك ترسانته الكيميائية»، فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه «لا يمكن لأحد التشكيك بموضوعية» مفتشي الأمم المتحدة في سوريا، وذلك بعد اتهامهم بـ»الانحياز» من جانب روسيا. من جهته، أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أن «الاستعدادات العسكرية الأمريكية وانتشار السفن الحربية شرق البحر المتوسط ستبقى على ما هي عليه للقيام بضربات عسكرية محتملة في حال فشل الاتصالات الدبلوماسية بشأن سوريا». في الوقت ذاته، يواصل دبلوماسيو الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن إجراء محادثات في نيويورك حول مشروع قرار صاغه الغرب للسيطرة على الأسلحة الكيماوية السورية بتعاون من دمشق قبل تدميرها، في ظل رفض روسي صيني لبنود بالقرار.
ورأى خبراء أن «تدمير الأسلحة الكيميائية السورية يحتاج إلى 10 سنوات بكلفة مليار دولار».
في غضون ذلك، أعلنت روسيا أن النظام السوري سلمها أدلة جديدة تشير إلى ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيميائي في ريف دمشق فيما برزت خلافات مجدداً بين موسكو والغرب حول تفسير اتفاق جنيف الذي ينص على التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، بينما أبدى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ثقته بأن مجلس الأمن لن يصدر قراراً تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باللجوء إلى القوة لتنفيذ القرارات الدولية. وقد كثفت روسيا وحليفتها سوريا جهودهما لمنع صدور أي قرار دولي من شأنه أن يفتح المجال أمام استخدام القوة ضد سوريا وهو الأمر الذي شكر الرئيس السوري بشار الأسد موسكو عليه.
واتهمت روسيا مفتشي الأمم المتحدة الذين حققوا في الهجوم الكيميائي في سوريا بـ»الانحياز» وأكدت أنها تلقت من دمشق أدلة تدعم فرضية تعمد المعارضة السورية المسلحة الاستفزاز وضلوعها في الهجوم الكيميائي، لتزيد من حدة اختبار القوة بين الغربيين والروس وذلك بعيد توصل واشنطن وموسكو في جنيف السبت الماضي إلى خطة لتفكيك الأسلحة الكيميائية السورية.
وعبر الرئيس السوري بشار الأسد عن تقديره لمواقف روسيا الداعمة لبلاده في مواجهة «الهجمة الشرسة» التي تتعرض لها، في حين قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أنه على قناعة بأنه لن يكون هناك قرار دولي يجيز استخدام القوة ضد بلاده.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الأسد عبر خلال لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف «عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسوريا في مواجهة ما تتعرض له من هجمة شرسة وإرهاب تكفيري تدعمه دول غربية وإقليمية وعربية».
واعتبر الأسد أن تلك المواقف «تبعث على الأمل في رسم خارطة جديدة للتوازن العالمي».
وقالت سوريا إنها واثقة من أن مجلس الأمن الدولي لن يتبنى قرار تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية تحت الفصل السابع الذي ينص على «إجراءات قسرية» تتراوح بين العقوبات الاقتصادية واستخدام القوة.
وذكر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد «أعتقد أنها كذبة كبيرة تستخدمها الدول الغربية. نعتقد أنه «الفصل السابع» لن يستخدم بتاتاً. لا مبرر لذلك، والاتفاق الروسي الأمريكي لا يتضمن أي إشارة إلى هذا الأمر».
وبحث دبلوماسيون من الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن قراراً بتفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية دون أن يحرزوا تقدماً يذكر.
ولا يتهم تقرير الأمم المتحدة بشأن الهجوم الكيميائي قرب دمشق والذي قدمه الأمين العام بان كي مون السلطات السورية لكن القوى الغربية اعتبرت أنه يتهمها وهو ما رفضته موسكو التي اعتبرت التقرير «مسيسا».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ربابكوف «شعرنا بخيبة أمل هذا أقل ما يمكن أن نقوله، من مقاربة الأمين العام ومفتشي الأمم المتحدة الذين زاروا سوريا واعدوا تقريراً غير كامل وفيه انتقاء دون أن يأخذوا في الاعتبار ما أشرنا إليه مراراً». وقال المسؤول الروسي إن سوريا سلمت روسيا «مواد جديدة» لدعم فرضية الاستفزاز من قبل المعارضة السورية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن ريابكوف قوله بعد محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق أن «المواد سلمت إلى الجانب الروسي. ولقد أبلغنا بأنها أدلة على ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيميائي».
واضاف ريابكوف أن «روسيا بدأت تحليل هذه المعلومات الإضافية. لا يمكننا في الوقت الراهن القيام باستنتاجات».
وتابع أن «الخبراء الروس يتولون تحليل هذه العناصر ونعتبر أن ذلك سيتيح تعزيز الشهادات والأدلة على ضلوع مسلحي المعارضة في استخدام السلاح الكيميائي».
وبحسب خبيرين روسيين تحدثا لصحيفة «فودوموستي» الروسية فإن شظايا من قذائف أرض أرض تنطوي على آثار كيميائية ضمنت صورها تقرير الأمم المتحدة، تبدو من صنع تقليدي. في المقابل فإن شظايا أخرى تشير إلى ذخيرة منصة إطلاق قذائف من صنع روسي أنتجت «في 1967 في مصنع رقم 179 في نوفوسيبيرسك».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ستسلم مجلس الأمن «أدلة» تؤكد أن الهجوم بالسلاح الكيميائي قرب دمشق، كان عبارة عن «استفزاز» قام به المعارضون السوريون.
وأضاف «بالتأكيد سنقدمها إلى مجلس الأمن».
في هذه الأثناء، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه «لا يمكن لأحد التشكيك بموضوعية» مفتشي الأمم المتحدة في سوريا، وذلك بعد اتهامهم بـ»الانحياز» من جانب روسيا.
من جهة أخرى قال الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن في لندن إن الخيار العسكري يجب «أن يبقى مطروحاً» للضغط على النظام السوري كي يحترم الاتفاق الروسي الأمريكي حول تفكيك ترسانته الكيميائية.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أن الاستعدادات العسكرية الأمريكية وانتشار السفن الحربية في شرق البحر المتوسط «ستبقى على ما هي عليه» للقيام بضربات عسكرية محتملة في حال فشل الاتصالات الدبلوماسية بشأن سوريا.
من جانبه، حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو النظام السوري من «عواقب» القيام بأي أعمال انتقامية بعد إسقاط مروحية حربية سورية اخترقت المجال الجوي التركي.
ميدانياً قتل أول فلسطيني من عرب 48 من قرية المشيرفة القريبة من مدينة أم الفحم شمال الأراضي المحتلة، أثناء قتاله مع مجموعات متشددة في سوريا.
وفي حمص طالب ناشطون حمص بإجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة منذ 15 شهراً من القوات النظامية، مشيرين إلى أن ظروف العيش باتت لا تحتمل.