القاهرة - (وكالات): داهمت قوات الشرطة والجيش صباح أمس بلدة كرداسة بجنوب القاهرة التي تعتبر معقلاً للاسلاميين، حيث قتل لواء شرطة خلال تبادل لإطلاق النار مع بدء العملية، فيما تم توقيف 65 مطلوباً، كما أصيب 9 شرطيين خلال العملية.
وقال مسؤول أمني إن «تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار وقع بين الشرطة والإرهابيين الذين كانوا يسيطرون على البلدة» الواقعة قرب أهرامات الجيزة. وأوضح أن «مساعد مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فراج توفي من جراء إصابته بطلق ناري عند بدء المداهمات والاشتباكات مع عناصر مسلحة اعتلت أسطح العقارات» في كرداسة فور بدء عملية الاقتحام. وأضاف أن الهدف من العملية هو توقيف «140 شخصاً مطلوب القبض عليهم» والعثور على منفذي «مذبحة» كرداسة حيث قتل نحو 10 من رجال الشرطة في 14 أغسطس الماضي. وأفاد المسؤول الأمني أن قوات من الجيش انتشرت لمساعدة الشرطة في عملية المداهمة كما إن مروحيات عسكرية تحلق فوق البلدة.
وارتفع عدد الذين تم توقيفهم خلال العملية إلى 65 شخصاً، كما أصيب 9 من رجال الشرطة. وشهدت كرداسة مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة بعد ساعات من هجوم الجيش على اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في 14 أغسطس في القاهرة. وقتل 11 ضابطاً في المواجهات في كرداسة كما تم إحراق عدد من مراكز الشرطة. وتأتي مداهمة كرداسة بعد 4 أيام من عملية مماثلة قامت بها قوات الجيش والشرطة في بلدة دلجا بمحافظة المنيا في صعيد مصر التي كان يسيطر عليها إسلاميون مسلحون موالون لمرسي متهمون بحرق كنائس وبترويع الأقلية المسيحية المقيمة في دلجا.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف أن «قوات الأمن تواصل تقدمها بكرداسة»، مضيفاً أن «القوات لن تتراجع إلا بعد تطهيرها من كافة البؤر الإرهابية والإجرامية».
وبالتزامن مع بدء عملية اقتحام كرداسة، أغلقت السلطات المصرية عدداً من خطوط مترو القاهرة لفترة وجيرة إثر الاشتباه في وجود قنبلة. وقال مصدر أمني إنه تم إبطال مفعول العبوتين المزروعتين قرب محطة حلمية الزيتون ونشر خبراء متفجرات لتفحص مجمل خطوط سكك المترو.
إلا أن مسؤولاً أمنياً عاد وأكد أن الأجسام المشبوهة لم تكن عبوات ناسفة.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة أنها قررت خفض عدد ساعات حظر التجوال ساعتين ليبدأ في منتصف الليل وينتهي في الخامسة صباحاً باستثناء أيام الجمعة حيث يظل كما هو من السابعة مساء إلى السادسة صباح اليوم التالي. في المقابل وعدت جماعة الإخوان المسلمين بتظاهرات «مليونية» جديدة اليوم في حين أن عدد المشاركين في هذه التظاهرات الأسبوعية يتناقص باضطراد مع تشديد الإجراءات الأمنية.
وشمال سيناء، حيث تزايدت الهجمات على قوات الأمن والجيش منذ عزل مرسي أكد مسؤول أمني اعتقال اثنين من أبرز قيادات الجماعات السلفية الجهادية التي تتخذ من هذه المنطقة معقلاً لها. وعزل العسكريون مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر، بعد تظاهرات حاشدة شارك فيها ملايين المصريين مطالبين برحيله الرئيس الإسلامي لاتهامه بالاستئثار بالسلطة وتمكين الإخوان من مفاصل الدولة. من جانبه اعتبر مبعوث الاتحاد الأوروبي في مصر برناردينو ليون أنه «لا بد» من تحقيق مصالحة في إطار عملية تضم الأطراف كافة معترفاً في الوقت نفسه بأنه أمر بالغ «الصعوبة». وقال «تسلمت من ممثلي الطرفين الذين التقيت بهم الرسالة نفسها، يجب العودة إلى عملية تشمل الأطراف كافة»، وذلك في اليوم الثاني من زيارته للقاهرة حيث التقى وزير الخارجية نبيل فهمي والقيادي الإخواني عمرو دراج. من جانب آخر، قال محافظ البنك المركزي المصري هشام رامز إن مصر ردت ملياري دولار إلى قطر أودعتها في البنك المركزي وذلك بعد فشل مفاوضات لتحويل المبلغ إلى سندات لأجل 3 سنوات.
من ناحية أخرى، أصدرت محكمة جنائية في مصر حكماً، بإخلاء سبيل رجل الأعمال والسياسي السابق، أحمد عز، أحد أبرز أعوان الرئيس الأسبق، حسني مبارك، بكفالة مالية قدرها 100 مليون جنيه، أي ما يعادل «15 مليون دولار»، في قضية غسيل الأموال ومنعه من السفر.
وقررت محكمة جنايات جنوب القاهرة وقف السير في إعادة محاكمة القيادي السابق في الحزب الوطني «المنحل»، في قضية اتهامه بارتكاب جريمة «غسل الأموال» المتحصلة من جريمتي التربح والاستيلاء على المال العام، بما قيمته 6.5 مليار جنيه.
وفي سياق آخر، وصفت حكومة حماس في غزة الحكم الصادر من محكمة عسكرية مصرية بحق 5 صيادين فلسطينيين بحبسهم سنة لكل منهم، بعد أن دانتهم باختراق المياه الإقليمية المصرية، بأنه «تطور خطير» مطالبة السلطات المصرية بإعادة النظر في الحكم القضائي.