كتب - أحمد الجناحي:
يفضل الشباب في الغالب، قضاء عطلة «الويك أند» مع الأصدقاء، ويتهربون من الالتزامات العائلية، بينما فضلت الشابات البقاء مع الأسرة والتقيد ببرامجها، محمد بوهزاع يستمتع بالخروج مع أصدقائه ليتصرف بتلقائية، بينما تؤكد مروة أنها تفضل قضاء العطلة مع أسرتها تجنباً للمعاكسات والمضايقات، وتجد أم شيخة أن الواجب الأسري يفرض عليها الخروج مع أسرتها رغم ارتياحها مع صديقاتها.
يقول محمد بوهزاع «أشعر بمتعة كبيرة عندما أخرج مع أصدقائي، فتقارب العمر والأفكار والهوايات بيني وبينهم يشجعني على التصرف بحرية وتلقائية»، ويضيف «النزهات العائلية، تقيدني قليلاً، وتفرض علي تصرفات معينة، إذ علي ألا أبتعد عن أفراد أسرتي في حال ذهبنا إلى مركز تجاري أو حديقة، كما علي أن أهتم بشقيقاتي، فضلاً عن التحدث في أمور قد لا تستهويني»، ويخصص محمد يوم السبت للأصدقاء ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتنازل لأسرته عن هذا اليوم، بينما يخطط بشتى الوسائل الهروب من برنامج الأسرة يوم الجمعة المقيد به.
مضايقات
وتؤكد مروة جاسم أنها تفضل قضاء العطلة مع أسرتها تجنباً للمعاكسات والمضايقات رغم أنها تجد راحتها ومتعتها برفقة صديقاتها «المجتمع وسلوك البعض يسلب جزءاً من سعادتي وراحتي، أفضل قضاء يوم عطلتي برفقة صديقاتي والخروج إلى السينما وتناول العشاء على مائده واحدة، غير أن المضايقات والمعاكسات التي نتعرض لها عندما نكون بمفردنا تجعلنا نفضل البقاء مع الأسرة والالتزام ببرنامجها الذي أحياناً لا يتناسب مع مزاجيتنا وميولنا»، وتدعو مروة المجتمع للتغلب على ظاهرة المعاكسات التي اعتبرتها قديمة وبدائية وتبدي استغرابها من وجود مثل هذه الظاهرة في هذا القرن من الزمان التي تسلب حرية البعض وتتعرض له، وتحمل مروة هذه المسؤولية شرطة المجتمع وتقول «على شرطة المجتمع المساهمة في القضاء على هذه الظاهرة البدائية التي أصبحت تسلب حرية الآخرين وتضايقهم».
أما ياسين أحمد فقد أصطحب أسرته وبعض الأقارب إلى إحدى دور السينما، التي استطاع حجز التذاكر الخاصة بها قبل فترة، وما أن انتهى العرض حتى جلس الجميع لتناول الأطعمة الخفيفة والمشروبات داخل مجمع السيف «المكان يتميز بهدوئه مقارنة بالمجمعات والمولات الأخرى، التي تزدحم بالمرتادين في مثل تلك الأوقات بشكل يصعب معه التمتع بنوع من الخصوصية بعيداً عن المضايقات»، ويؤكد ياسين أن الخروج مع الأسرة أمر ممتع غير أنه يفرض عليه الكثير من الالتزامات، ويفضل قضاء يوم واحد بعيداً عن الأسرة والالتزامات «الخروج مع العائلة أمر جميل وممتع، ولكن الإنسان بحاجة ليوم راحة ونقاء ليصفو ذهنه ويشعر بالراحة النفسية مع أصدقائة».
وتتفق معه أم شيخة، حيث تستمع بقضاء وقتها برفقه صديقاتها، وعادة ما يذهبن لتناول الغداء سوياً «أحب قضاء وقتي برفقه صديقاتي، ونذهب نهار كل جمعة لتناول وجبة الغداء مع بعض، وفي بعض الأحيان نزور الحديقة المائية» جنة دلمون المفقودة «في اليوم المخصص للنساء بدون أطفالنا، لنشعر بالراحة»، وترى أم شيخة أن الخروج مع العائلة أمر ضروري لابد منه لترابط الأسرة وتحقيق الواجب الاجتماعي والأسري ولكنها في الوقت نفسه تفضل العطلة مع الأصدقاء بدون التزامات.
الإدارة مطلوبة
يوسف المعادوة شاب في المرحلة الثانوية، يقضي عطلة نهاية الأسبوع بعيداً عن العائلة «أقضي عطلة نهاية الأسبوع مع أصحابي في «الشاليه «بعيداً عن الأسرة، حيث نستمتع أكثر ونمرح أكثر دون قيود وفي حدود العقل والأدب»، ويضيف «قد يظن البعض أنه يجب أن يلتزم ببرامج العائلة لأنها توفر كل شيء، المواصلات والمال وغيره، ولكنها حجة باطلة، فنزهة على الشاطئ أو بحديقة عامة لا تكلف شيئاً، وعلى الشاب أن يتعلم كيف يتدبر أمور حياته من الآن».
ويقسم صالح العم وقته بين الأسرة والأصحاب ويقول «الإدارة مطلوبة، والتغيير ضروري كما أن التكرار يبعث الملل، لذا من الأفضل التنويع بالخروج مع الأسرة والأصدقاء، لأن لكل منهم جوه الخاص الذي يجلب الراحة والسعادة»، ويضيف «لا تتردد إذا قادك التغيير لقضاء يوم الإجازة بشكل مختلف تماماً عن قواعد العائلة في الإجازة، ولا تنس أن تأخذ في اعتبارك مشاركة جميع أفراد الأسرة في هذا التغيير، وألا يتنصل أحد بدعوى أن التغيير لا يناسب سنه».
وينصح الخبراء النفسيون الأشخاص الذين يتعرضون لضغط وتوتر دائم، بالخروج والتنزه من حين لآخر، خاصة في حالة ازدياد الضغوط المحيطة به، فالتنزه في أماكن مفتوحة يتيح للأشخاص التنفس والبعد عن التوتر، ويساعدهم الخروج في الهواء الطلق والمساحات الخضراء على خروج الشحنة السلبية داخلهم الناتجة من كثرة الضغط.
ويقول الخبراء إن على الأفراد أن يعدوا برنامجاً للتنزه أسبوعياً على الأقل، والخروج مع الأهل أو الأصدقاء المقربين، والبعد عن أي عوامل تساعد على زيادة التوتر الداخلي، ويساهم ذلك في رفع المعنويات والتخلص من الضغط الداخلي للفرد، ويقلل من أعراض الاكتئاب التي يمكن أن يتعرض لها، ومن ثم الرجوع مرة ثانية للعمل واستقبال ضغوطات أخرى، يتخلص منها ثانية عند الخروج والتنزه.