عواصـــم - (وكالات): أعلـــن وزيـــر الخارجيــة الأمريكـــي جـــون كيـــري أمس أنه تباحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن قرار «قوي» في مجلس الأمن حول نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمرة الأولى أن فرنسا ستزود الجيش السوري الحر سلاحاً، ولكن في إطار يخضع للمراقبة وموسع مع عدد من الدول. جاء ذلك في أعقاب وضع وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» اقتراحاً على الطاولة لتدريب قوات المعارضة السورية وتجهيزها، وفق شبكة «سي إن إن» الأمريكية. في غضون ذلك، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها تسلمت من دمشق قائمة أولى بالأسلحة الكيميائية السورية وذلك في إطار برنامج تفكيكها.
من جهته، شجب الائتلاف السوري المعــــارض ممارســــات «الدولــــــة الإسلامية في العراق والشام» التي وصفها بـ «القمعية» وابتعادها عن الجبهات مع قوات النظام لمحاربة «قوى الثـورة»، وذلــك بعــد يوميـــن من سيطرة «داعش» في معركة خاطفة على مدينة عزاز شمال سوريا منتزعة إياها من أيــدي لــواء منضــو ضمن الجيش الحر. من ناحية أخرى، يجري كيري ولافروف اتصالات يومية حول الملف السوري وتوصلا في 14 سبتمبر الجاري إلى اتفاق في جنيف حول تفكيك الترسانة الكيميائية لنظام دمشق.
وقال كيري لدى استقباله في وزارة الخارجية نظيره الهولندي فرانس تيمرمنز إنه بحث مع لافروف في «محادثة هاتفيــة طويلـــــة» في «تعاونهما، ليس لتبني قواعد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فحسب بل لإصدار قرار قوي وحازم في الأمم المتحدة». وأكد أن هولندا والولايات المتحدة «يسيران معاً على الطريق نفسه» للتوصل إلى «قرار حازم يضمن أن يلتزم الأسد بوعوده» بتدمير أسلحته الكيميائية. ودعا كيري مجلس الأمن الدولي إلى أن يتبنـى «الأسبـــوع المقبــل» هذا القرار الرامي إلى إرغام سوريا على احترام خطة تفكيك ترسانتها. ومنذ الاثنين الماضي تسعى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى التوصل إلى اتفاق لإصــدار هذا النص. وتعارض روسيا، حليفة سوريا، أي إشارة إلى اللجوء إلى القوة ضد دمشق. في غضون ذلك، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تأجيل اجتماعها المقرر غداً الأحد في لاهاي حول تدمير الأسلحة الكيميائية السورية إلى أجل غير مسمى. وبحسب مصادر دبلوماسية فإن النص الذي سيستخدم قاعدة عمل للاجتماع الذي كــان موضع مباحثات بين الأمريكيين والروس، ليس جاهزاً بعد. والاجتماع الذي تم تأجيله مراراً سيسمح للدول الـ 41 الأعضاء في المجلس التنفيــذي يدرس انضمام سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبدء برنامج تدميرها. وانضمام سوريا إلى هذه المعاهدة التي تعود إلى 1993 جزء من الخطة التي تم الاتفاق بشأنها السبت الماضي في جنيف بين موسكو وواشنطن. وقد أعلنت المنظمة أنها تسلمت من دمشق قائمة أولى بالأسلحة الكيميائية السورية وذلك في إطار برنامج تفكيكها.
من جهته أكد دبلوماسي في الأمم المتحدة تلقي اللائحة «وهي طويلة نسبياً وتجري ترجمتها».
من جانب آخر، شجب الائتلاف السوري المعارض ممارسات «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التي وصفها بـ «القمعية» وابتعادها عن الجبهات مع قوات النظام لمحاربة «قوى الثورة»، وذلك بعد يومين من سيطرة «داعش» في معركة خاطفة على إعزاز شمال سوريا منتزعة إياها من أيدي لواء منضو ضمن الجيش الحر. وهي المرة الأولى التي ينتقد فيها الائتلاف بهذا الوضوح تنظيماً جهادياً، بعدما اكتفى في مراحل سابقة بالتمايز عن المجموعات المتطرفة التي تقاتل النظام، من دون رفضها. وانتقد الائتلاف «ارتباط التنظيم بأجندات خارجية، ودعوته لقيام دولة جديدة ضمن كيان الدولة السورية، متعدياً بذلك على السيادة الوطنية»، و«تكرار ممارساته القمعية واعتداءاته على حريات المواطنين والأطباء والصحافيين والناشطين السياسيين خلال الشهور الماضية».
وسيطرت «الدولة الاسلامية» على مدينة إعزاز التي كانت تحت سيطرة الجيـش الســوري الحــر بعــد معركــة استمرت ساعات مع «لواء عاصفة الشمال» أوقعت قتلى وجرحى لدى الطرفين. وتوصل الطرفان إلى اتفاق على هدنة، من دون حل المشكلة بين الطرفين المتقاتلين. وحصل الاتفاق برعاية «لواء التوحيـــد»، أبـرز مجموعة مقاتلة ضد النظـام الســوري في محافظة حلــب والمنضــوي تحـت الجيش الحر، بحسب ما أبرزت صورة عن الاتفاق حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من ناحيته، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بــلاده ستـــزود الجيش السوري الحر بالسلاح ولكن «في إطار يخضع للمراقبة».
ويأتي ذلك بعد نداء وجهه رئيــس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا قبل أيام إلى مجلس الأمن الدولــي طالبه فيه بإصدار قرار حول سوريا تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة.
من جهته، أعلن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية أن النظام السوري سيطلب وقفاً لإطلاق النار في حال انعقد مؤتمر «جنيف 2» لتسوية الأزمة السورية.
واعتبر جميل، أن النزاع بين النظام ومقاتلي المعارضة وصل إلى «مأزق»، لافتاً إلى أن أياً من الجانبين لا يستطيع حسمه. وقال جميل بشأن حرب أوقعت أكثر من 100 ألف قتيل في عامين «لا المعارضة المسلحة ولا النظام قادران على إلحاق الهزيمة بالمعسكر الآخر.. إن ميزان القوى لن يتغير قبل فترة».
وأكد أن الحرب كلفت الاقتصاد السوري حتى الآن نحو 100 مليار دولار. من جهة أخرى، اعتبر جهاز المخابرات الإسرائيليــة العامـــة «الشابـــك» أن انضمــام شبان عرب من فلسطينيي 48 للقتال ضد النظام السوري في صفوف تنظيم القاعدة يشكل ظاهرة مقلقة. من جانبها، قالت ممثلة الأمم المتحدة لنزع الأسلحة أنجيلا كين إن فريق المفتشين الدوليين سيعود إلى سوريا الثلاثاء أو الأربعاء المقبل على أبعد تقدير، مضيفة أن المفتشين كانوا يقومون بمهمتهم عندما وقع الهجوم بالكيميائي على الغوطة وقد تفرغوا للتحقيق فيه، أما الآن فإنهم يعودون لاستكمال التحقيقات في أماكن استعمل سلاح كيميائي فيها.
إنسانياً، قالت وكالات إغاثة إن عمال المساعدات يضطرون للتفاوض مع عدد متزايد من فصائل جماعات المعارضة لتنظيم توصيل المساعدات للمدنيين السوريين في حين تواصل الحكومة منعهم من الوصول إلى كثير من المناطق الأمر الذي يعرقل عملهم بشدة.