القاهـرة - (وكــالات): شنـــت قــوات الأمــن المصرية أمس حملة مداهمات جديدة في كرداسة لمطاردة المتشددين جنوب القاهرة والتي شهدت معارك أمس الأول، بينما أمر النائب العام المستشار هشام بركات بحبس 80 متهماً لمدة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي تجري معهم بمعرفة النيابة، لتورطهم في أحداث العنف والإرهاب التي شهدتها قرية «كرداسة» بمحافظة الجيزة، فيما رحبت وسائل الإعلام بانتهاء «الإرهاب» في القرية على خلفية مواجهات مع أنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي.
وفيما أدى هجوم قوات الأمن على كرداسة، قرب أهرامات الجيزة إلى مقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة، توقف إطلاق النار الغزير والمعارك.
وبث التلفزيون مشاهد لسكان في الشوارع قالوا إن المتاجر أعادت فتح أبوابها فيما واصل رجال الشرطة المداهمة بحثاً عن 140 شخصاً من المطلوبين رسمياً كما قال مصدر أمني.
وأعلنت وزارة الداخلية أن 68 شخصاً اعتقلوا بينهم عدة مشتبه بهم في الهجوم على مركز شرطة كرداسة الذي قتل خلاله 11 من ضباط وجنود الشرطة في 14 أغسطس الماضي.
وشهدت كرداسة مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة بعد ساعات من هجوم الجيش لفض اعتصامي أنصار مرسي في 14 أغسطس في القاهرة جرى خلالها قتل عناصر الأمن الـ 11 كما تم إحراق عدد من مراكز الشرطة.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكابهم لجرائم الإرهاب، وقتل مساعد مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فراج عمداً، والشروع في قتل آخرين من قوات الأمن والانضمام لجماعة مسلحة بغرض مقاومة رجال السلطة العامة، واستخدام العنف وفرض السطوة، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء بغير ترخيص وحيازة المفرقعات.
وأجمعت وسائل الإعلام على دعم تحرك الجيش منددة بانتظام بـ «إرهاب» الإخوان المسلمين.
وعنونت صحيفة الجمهورية المصرية «تحرير كرداسة من الإرهاب» فيما كتبت صحيفة الشروق الخاصة «الدولة تعود والإرهاب يتراجع».
من جهتها رأت صحيفة الإخوان المسلمين «الحرية والعدالة» في الهجوم على كرداسة «إعلان حرب ضد المصريين». وجرى تشييع اللواء فراج بعد صلاة الجمعة في جنازة رسمية وعسكرية حضرها كبار مسؤولي الدولة وفي مقدمتهم رئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
وتأتي مداهمة كرداسة بعد 4 أيام من عملية مماثلة قامت بها قوات الجيش والشرطة في بلدة دلجا بمحافظة المنيا في صعيد مصر التي كان يسيطر عليها متشددون موالون لمرسي متهمون بحرق كنائس وبترويع الأقلية المسيحية المقيمة في دلجا.
وتسود مخاوف منذ عزل مرسي وفض اعتصامي أنصاره منتصف الشهر الماضي من عمليات عنف قد يقوم بها إسلاميون انتقاماً خصوصاً من الجيش والشرطة.
في غضون ذلك، أصيب متظاهرون مؤيدون لمرسي خلال تظاهرات أمس دعا إليها تحالف دعم الشرعية احتجاجاً على «الانقلاب العسكري» الذي أطاح بحسب رأيهم بمرسي.
ويرى محللون أن أنصار مرسي يواجهون صعوبة في حشد أعداد كبرى من المتظاهرين الذين يتراجع عددهم أسبوعاً بعد أسبوع بسبب تشديد الإجراءات الأمنية واعتقال معظم قيادات الجماعة.
من جانبه، قال مصطفى حجازى المستشار السياسى للرئيس المؤقت عدلي منصور في حوار مع صحيفة «تليغراف» البريطانية إن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، يعتبر «أيزنهاور مصر»، فى إشارة إلى الرئيس الأمريكي الشهير دوايت أيزنهاور. وأضاف أن «السيسى لديه المؤهلات التي يريدها المصريون في زعيمهم».