كتبت - عايدة البلوشي:
انتشــــرت فــــي الفتــــرة الأخيــــرة ظاهــــرة جديـــدة تسمى «الجمعيات الشهرية»، وذلك بسبب حاجة الموظف لمبالغ ربما تكون صغيرة إلا أنها تلعب دوراً كبيراً في الموازنة المالية للأسرة ذات الدخل المحدود، حيث إنه في الوقت ذاته لا يستطيع توفير هذه المبالغ في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ومتطلبات الحياة العصرية.
وتعتبر الجمعيات الشهرية الملاذ الآمن للحصول على متطلبات لا يمكن اقتناؤها في الموازنة الشهرية للأسرة حيث يتم التنسيق مع مجموعة من الناس «أصدقاء، زملاء، أهل..»، وتحديد مبلغ معين يقسم على العدد المشترك بتلك الجمعية بحيث يكون المبلغ من نصيب إحداهم في كل شهر حسب الدور، والميزة الأساسية لتلك الجمعيات أنها بدون فوائد أو أرباح وقد تستمر تلك الجمعيات لأشهر طويلة حسب الإمكانية.
وتقول أم سلمان إحدى ربات البيوت التي تشترك بمثل هكذا جمعيات منذ فترة طويلة مع الجيران في منطقة الرفاع الشرقي إنها تستفيد من تلك الجمعيات في كل مرة بأمر ما، على سبيل المثال دفع رسوم جامعة ابنها الذي يدرس بالخارج، ومرة لشراء سيارة ومرة تقسمها على عدة أمور تجهيز لزواج ابنها وشراء أثاث جديد لمنزلها وهكذا.
فاطمة موظفة بإحدى الوزارة الحكومية، تقول إنها ومن خلال تلك الجمعيات التي تصل إلى ثلاثمائة دينار استطاعت تغير أثاث منزلها وديكور غرفتها، الذي كلفها ما يقارب 3 آلالاف دينار، مشيرة إلى أنها لم تستطيع تغيير الأثاث لولا هذه الجمعية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ومتطلبات الحياة، التي جعلت من الكماليات أساسيات.
أما مريم حسن، التي أعادت بالمشاركة في هذه الجمعيات الشهرية منذ أكثر من ست سنوات، بدافع التوفير والاحتفاظ بالمال لوقت الحاجة، فتقول: بدأت اشترك في الجمعيات الشهرية مع الأهل منذ فترة بعيدة تصل إلى ست سنوات، وفي الحقيقة استفدت كثيراً من وراء هذه الجمعيات، ولولا تلك الجمعيات لما وفرت هذه المبالغ، التي حتماً سأحتاج لها وقت الحاجة، فمشاركتي في هذه الجمعيات لم أحدد في بادئ الأمر فيما أصرف المبلغ الذي أحصله، إنما بعد الحصول على المبلغ أحدد في ما أصرفه، ربما يكون لحاجة أو أحياناً كما حصل آخر مرة سافرت مع الأبناء وغيرنا جو.
«لم أكن أعرف قيمة الجمعيات إلا بعد ما حصل لي»هكذا بدأ جاسم علي قوله، ويضيف: في الحقيقة كانت زوجتي كثيراً ما تهتم بهذه الجمعيات وتشارك فيها إلا أنني لم أهتم بها وأرى بأنه بالإمكان الاحتفاظ بالمبلغ الذي سأوفره في أحد البنوك، إلا بعد ما حصل، عندما مرضت ابنتي وقرروا الأطباء إجراء عملية لها لكني فضلت بأن تجرى لها العملية خارج المملكة، بذلك احتجت إلى المال واكتشفت بأنني لم أكن أستطيع توفير مبلغ من راتبي حسب ما كنت أعتقده، إلا أن مشاركة زوجتي في تلك الجمعيات ساعدتنا كثيراً لأنه كانت تشارك بها منذ زمن بعيد، فاليوم فعلاً عرفت قيمة الجمعيات الشهرية، التي تساعد على التوفير وتعتبر دخلاً بلا فوائد.
بينما تقول شريفة أحمد -موظفة - إنها من خلال تلك الجمعيات تدفع أقساط ما يترتب عليها للجامعة حيث تشترك فيها بشكل شهري وترى بالجمعيات الشهرية حلاً لأزمتها المالية، وكل ما تنتهي من جميعة تشارك بالأخرى وهو ما ساعدها كثيراً على توفير مبلغ من راتبها تستطيع دفع رسوم الجامعة.
وتتحدث عائشة صالح عن تجربتها مع الجمعيات الشهرية، فتقول: لا يمكن أشارك بالجمعيات الشهرية التي تنظم بين الزملاء والأصدقاء خاصة بعد ما مرت به من موقف، حيث إنني شاركت مؤخراً بإحدى هذه الجمعيات الشهرية وكنت أدفع 100 دينار شهرياً وبشكل منتظم على أن يأتي دوري بعد خمسة أشهر، ولم أكن أعرف ما يجري في تفاصيل هذه الجمعية حيث كنت أدفع المبلغ واكتفى دون السؤال إلى أن جاء الوقت أو الشهر الذي يجب عليهم تسليمي المبلغ فانتظرت يوم يومين وأسبوع، ثم أسبوعين ولم أجد المبلغ وعندما سألتهم عن سبب التأخير، قيل لي «في ناس ما تسلم منذ أشهر»، إذا أين المبلغ الذي كنت أسلمه شهرياً؟ بذلك دخلت معهم في جدل عقيم – إن صح التعبير- حتى استلمت نصف المبلغ ولم أستلم النصف الآخر حتى اليوم رغم مرور أكثر من أربعة أشهر، وبعد هذه التجربة لم أشترك في الجمعيات الشهرية.
حلم «بيت العمر»
ومن جانبها تقول أم علي، بدأت اشترك في الجمعيات الشهرية خصوصاً وأنني عاملة أستطيع توفير مبلغ بسيط من راتبي، لكن بدون هذه الجمعيات لا يمكن توفير المبلغ، حيث إنني أحلم ببيت العمر، حيث تقدم زوجي به منذ خمس سنوات، بذلك اشتركت بالجمعية الشهرية لأتمكن من توفير المبلغ، وبعد ذلك عندما نحصل على بيت العمر أستطيع شراء أفخم أنواع الأثاث.
وتضيف: خصوصاً وأننا في الوقت الحالي، وفي ظل الظروف الاقتصادية ومتطلبات الحياة من رسوم المدارس الخاصة، التي باتت تؤرق الأسر البحرينية من جهة، وغلاء المعيشة من جهة ثانية، والكماليات التي تحولت إلى أساسيات لا يستطع الإنسان توفير ولو مبلغ بسيط من راتبه لذلك فالحل الأفضل يتمثل في الاشتراك بالجمعيات الشهرية.