نور سليمان
يأتي اليوم للوطني للمملكة العربية السعودية هذا العام، في ظل أجواء من التفاؤل، تخيم على المنطقة العربية، بفضل السياسة الحكيمة التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله»، التي أعادت الاستقرار والوئام إلى شعوب الأمة العربية.
لقد عشت في المملكة العربية السعودية سنوات طوال عملت خلالها رئيساً تنفيذياً لـ»شركة دي إتش إل السعودية»، قبل أن أنتقل إلى مملكة البحرين رئيساً تنفيذياً لـ»دي إتش إل» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هذه السنوات بتفاصيلها محفورة في الذاكرة، لا تفارق العقل والخيال، فأنا أعتبر نفسي وبحق شاهداً على عصر النهضة التي شملت كل المجالات، ودارت عجلتها ورحاها في القرى والمناطق البعيدة والنائية، كما في العاصمة والمدن سواء بسواء. إنني كلما حلت ذكرى اليوم الوطني أستحضر كل القيم والمفاهيم والتضحيات والجهود المضنية التي صاحبت بناء هذا الكيان العملاق، لأعبر عما أكنه من محبة وتقدير لهذه الأرض المباركة ولمن كان لهم الفضل بعد الله تعالى فيما تنعم به هذه البلاد من رفاهية واستقرار، فمن نعم الله على هذه البلاد الطاهرة أن اختصها بقادة في سمو مكانتها وخصوصيتها، فلم تتوقف مسيرة الخير والنماء منذ أن جمع الله شمل هذه البلاد على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز «رحمه الله» وأبنائه من بعده وحتى العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «يحفظه الله»، حيث شهدت المملكة في سنوات قلائل قفزات حضارية عملاقة لا مثيل لها في جميع المجالات، وحققت في فترة وجيزة لا تكاد تذكر ما حققته دول في قرون، ولو أردنا أن نتحدث عن هذه المنجزات الشامخة لاحتاج الأمر إلى مجلدات لتفصيلها، فما حققته هذه البلاد في كافة المجالات أمـر يصعب وصفه ويجل حصره، حتى أصبحت مضرب الأمثال في محيطها الإقليمي والدولي في الاستقرار والرخاء والتنمية.
وبصفتي، أحد خبراء صناعة الشحن والنقل والخدمات اللوجستية في المنطقة والعالم، ومتابع دقيق للخطط التنموية في المنطقة، فأنا أقف بإجلال وتقدير أمام الجهود الضخمة التي تبذلها الحكومة السعودية في كافة المجالات، وخصوصاً في قطاع النقل الذي استحوذ على نصيب الأسد في موازنة العام الجاري 2013، بعد أن رصدت له الدولة 265 مليار ريال، تم تخصيصها لمشاريع النقل بين المدن وإنشاء بنية تحتية متطورة للسكك الحديدية، وإنشاء وتوسيع وتطوير الموانئ السعودية لرفع قدراتها الاستيعابية للواردات والصادرات، وإنشاء وتجهيز وتأهيل المناطق الصناعية بمدينتي الجبيل وينبع.
إن كل هذه الجهود الاقتصادية، والتنموية الضخمة، والسياسة الحكيمة المبنية على الأصول الثابتة، والقواعد الراسخة لهذه الدولة، من ولي أمر هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين «وفقه الله» في دفع عجلة البناء، وبذل كل ما يستطاع من إمكانات مادية ومعنوية من أجل خدمة المواطن وإسعاده والسهر على راحته، وتهيئة الجو المناسب له، حتى أصبح المواطن السعودي يشار إليه بالبنان، وينظر إليه نظرة تقدير واحترام، حيث أصبح رجل العقيدة الصحيحة، والعلم والأخلاق والآداب العالية، والأفكار والآراء الناضجة، له صولة وجولة في كل ميادين الحياة، فهو لله عابد، وله راكع ساجد، وفي العلم بارع، وفي الفضاء رائد، وفي البحار غواص، وللخير سابق، وفي كل مجال متمكن وفائق. كل يوم وطني والمملكة في عز وازدهار.

* الرئيس التنفيذي لشركة «دي إتش إل» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا