عواصم - (وكالات): قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن «107 آلاف شخص قتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة في مارس 2011، فيما فقد أكثر من 90 ألفاً، ونزح نحو 6 ملايين داخل البلاد وقرابة 2.5 مليون لاجئ خارجها». ووثقت الشبكة مقتل 94 ألف مدني، و13 ألف عسكري، بينما ذكرت أن نحو 5 أشخاص يلقون مصرعهم كل ساعة في سوريا، ويقتل طفل كل ساعتين، وامرأة كل 3 ساعات.
في سياق متصل، تعج سجون قوات النظام بـ215 ألف معتقل، بينما يطالب الائتلاف السوري المعارض باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنقاذهم بسبب تعرضهم لمختلف صنوف التعذيب والقمع.
من ناحية أخرى، اتهمت روسيا الغرب بـ»العمى» حيال سوريا وبالسعي إلى «ابتزاز» موسكو بشأن هذا الملف في الوقت الذي سقطت فيه قذيفة هاون أطلقها مقاتلون معارضون في حرم السفارة الروسية وسط دمشق.
ومع قرب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتواصل الاتصالات بغية استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن تدمير الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014، تستمر روسيا على موقفها الرافض لتضمين هذا القرار أي تلويح باستخدام القوة، وهو ما يسعى إليه الغرب. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «»شركاءنا الأمريكيين بدؤوا يمارسون الابتزاز معنا ويقولون إنه إذا لم تدعم روسيا قراراً في مجلس الأمن على أساس الفصل السابع، فإننا سنوقف العمل في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية»، وذلك في مقابلة مع «تشانل وان» أوردتها وكالات الأنباء الروسية.
وأضاف «إن شركاءنا يعميهم الهدف الأيديولوجي بتغيير النظام السوري»، في حين تسعى روسيا إلى «حل مشكلة الأسلحة الكيميائية في سوريا».
وأشار لافروف إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي أعلنت أمس الأول تسلمها من دمشق لائحة كاملة بترسانتها، «على وشك اتخاذ قرار» حول سوريا، لكن العملية مهددة بسبب «الموقف المتصلب لبعض الشركاء الغربيين».
وأضاف «أنهم بحاجة إلى الفصل السابع الذي ينص، في حال انتهاك القوانين الدولية، على إجراءات قمعية بما فيها عقوبات وإمكانية اللجوء إلى القوة». وألمح لافروف إلى استعداد بلاده لإرسال قوات إلى سوريا في إطار وجود دولي لتوفير أمن عمل الخبراء في مواقع الأسلحة الكيميائية، قائلاً «نحن على استعداد لإشراك عسكريينا، الشرطة العسكرية، في هذه الجهود». وتريد واشنطن وباريس ولندن استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخداماً محتملاً للقوة، في حال عدم التزام دمشق بموافقتها على اتفاق روسي أمريكي لتدمير ترسانتها الكيميائية.
من جهة أخرى حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الإقليميين للنظام السوري، الغرب من أي تدخل عسكري في سوريا. وقال روحاني متوجهاً إلى الغربيين «لا تسعوا إلى حرب جديدة في المنطقة لأنكم ستأسفون على ذلك». وستكون سوريا والرئيس الإيراني الجديد في صلب الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها هذا الأسبوع في نيويوك، بمشاركة نحو 200 من قادة العالم.
وسيستقبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على الغداء بعد غد الأربعاء وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى، كما سيجمع السبت المقبل كيري ولافروف على أمل تحديد موعد لعقد مؤتمر سلام في سوريا بات معروفاً باسم «جنيف 2».
ومن المرتقب عقد اجتماع لبحث الوضع الإنساني الدقيق في سوريا والبلدان المجاورة التي تستضيف قرابة مليوني لاجئ سوري.
وفي هذا السياق أفاد مدير إدارة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن العميد وضاح الحمود أن أكثر من 91 ألف لاجئ سوري عادوا طواعية إلى بلادهم التي نزحوا عنها هرباً من أعمال العنف.
ميدانياً قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «سقطت قذيفة أطلقها مقاتلون معارضون في حرم السفارة الروسية في حي المزرعة».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن مصدر في السفارة تأكيده «سقوط قذيفة هاون على أرض السفارة الروسية بدمشق دون وقوع ضحايا»، مشيراً إلى أن «السفارة تعمل بشكل طبيعي».
وأوضح عبدالرحمن أن الحادث «يأتي في إطار قذائف الهاون التي كانت تستهدف السفارة ومحيطها، وهي المرة الأولى تسقط إحداها في حرم السفارة». من ناحية أخرى، أدى تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري ينتمي إلى فصيل مرتبط بتنظيم القاعدة في ريف دمشق، إلى سقوط جرحى من القوات النظامية، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
كما أفاد الإعلام الرسمي السوري أن القوات النظامية حققت تقدماً في حي برزة شمال دمشق والذي يحاول نظام الأسد استعادة السيطرة عليه منذ أشهر.