تشكل الجمعية العامة للأمم المتحدة كل سنة منبراً لاستعراض النزاعات والنقاط الساخنة على وجه الكوكب، فيما تبرز 5 أزمات ستتم مناقشاتها خلال اجتماعات المنظمة الدولية وهي الأزمة السورية، ومسألة النووي الإيراني، وقضية الكونغو، وأزمة أفريقيا الوسطى، ومسألة المحكمة الجنائية الدولية.
ويلتقي 200 من قادة العالم هذا الاسبوع في نيويورك اثناء انعقاد الدورة 68 للجمعية العامة للامم المتحدة التي سيطغى على مناقشاتها النزاع في سوريا وانفتاح الرئيس الايراني الجديد تجاه الغرب.
ويريد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اغتنام وجود 131 رئيس دولة وحكومة و60 وزير خارجية كما هو متوقع، ليحث المجتمع الدولي على مواجهة «اكبر تحدياته» وهو سوريا.
وفيما يتعلق بسوريا، سيكون النزاع في البلاد في كل الأذهان والخطابات. وبالرغم من استمرار المعارك على الأرض يأمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدعوة سريعاً، إن أمكن في أكتوبر المقبل، إلى مؤتمر سلام بات معروفاً بـ «جنيف 2». وسيجمع وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف السبت المقبل وكذلك وسيطه إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لتحديد موعد لهذا المؤتمر. كما تدعو الأمم المتحدة أيضاً إلى مزيد من التعبئة الدولية لصالح مليوني لاجىء مقيمين في البلدان المجاورة خاصة لبنان الذي يرزح تحت هذا العبء. في موازاة ذلك يسعى مجلس الأمن الدولي إلى الخروج من حالة الشلل وتبني قرار يكون ملزماً قانونياً لتطبيق خطة إزالة الترسانة الكيميائية السورية التي توصل إليها الأمريكيون والروس في 14 سبتمبر الجاري في جنيف. وقد سلمت دمشق التي يتهمها غربيون باستخدام غاز سام فتك بمئات الأشخاص في 21 أغسطس الماضي في ريف دمشق، قائمة بأسلحتها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ويفترض أن تعطي هذه المنظمة موافقتها على الخطة ليعتمد مجلس الأمن الدولي بعد ذلك قراره في بحر الأسبوع. وفيما يتعلق بالازمة الثانية، المتمثلة في الملف النووي الايراني، وفيها يتهم الغربيون إيران بالسعي إلى اقتناء القنبلة الذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني، الأمر الذي تنفيه طهران. وانتخاب حسن روحاني وهو رجل دين معتدل للرئاسة أنعش الأمل في حوار وفي ليونة الموقف الإيراني. فمع تكرار تأكيده على حق طهران بالطاقة النووية المدنية، أقسم حسن روحاني على أنه لا يسعى لاقتناء القنبلة الذرية. كما طرح نفسه وسيطاً في سوريا بالرغم من الدعم الإيراني للرئيس بشار الأسد. واعتبرت واشنطن وباريس هذا الانفتاح غير كاف أو أنه يفتقر إلى المصداقية. لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيلتقي روحاني بعد غد الثلاثاء ولم يستبعد البيت الأبيض لقاء مع باراك أوباما.
ومن المقرر أن تعقد القوى العظمى التي تتفاوض بانتظام مع طهران حول ملفها النووي اجتماعاً الخميس المقبل. اما بالنسبة للكونغو الديمقراطية، فيشهد إقليم شمال كيفو الغني بالثروات المنجمية شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ سنة مواجهات بين الجيش الكونغولي والمتمردين خصوصاً حركة «ام 23». فهذه الحركة سيطرت لفترة قصيرة على غوما عاصمة الإقليم في نوفمبر 2012 وما زالت تشكل تهديداً. وتتهم الأمم المتحدة وكينشاسا رواندا واوغندا المجاورتين بدعمها، الأمر الذي ينفيه البلدان. ولحماية المدنيين نشرت الأمم المتحدة بعثة قوامها 14 ألف عنصر تعززت بكتيبة تدخل مكلفة مطاردة المتمردين وتدعم الجيش الكونغولي. في موازاة ذلك بدأت محادثات سلام في كمبالا في 10 سبتمبر الجاري لكنها تراوح مكانها. والدول الإحدى عشرة في منطقة البحيرات العظمى التي وقعت في فبراير الماضي على اتفاق إطار لتأمين المنطقة سيجتمعون اليوم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي أفريقيا الوسطى، تسود حالة من الفوضى في البلد منذ تسلم الحكم في مارس الماضي تحالف للمتمردين باسم «سيليكا» أعلن رئيسه ميشال دجوتوديا نفسه رئيساً للبلاد. وتتهم منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان المتمردين السابقين بارتكاب العديد من التجاوزات ضد السكان فيما يتدهور الوضع الإنساني. وتطالب فرنسا المعنية بالدرجة الأولى في هذا الملف المجتمع الدولي بمزيد من الدعم لقوة أفريقية تسعى إلى إرساء الأمن لكنها تلقى صعوبة في الانتشار لافتقارها إلى الوسائل. وقد تسببت الأزمة بنزوح نحو مليون ونصف مليون شخص من أصل 5 ملايين نسمة. ومن المرتقب عقد اجتماع وزاري حول جمهورية أفريقيا الوسطى الأربعاء.
والازمة الخامسة تتمثل في المحكمة الجنائية الدولية، حيث أعرب الرئيس السوداني عمر البشير الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور غرب السودان عن نيته في المجيء الى نيويورك، ما يربك الأمم المتحدة وواشنطن على حد سواء. فالولايات المتحدة ملزمة بصفتها البلد المستضيف بتسهيل الوصول إلى مقر الأمم المتحدة، لكنها تدعم عمل المحكمة الجنائية الدولية دون أن تكون عضواً فيها. في المقابل عدل الرئيس الكيني اوهورو كنياتا الملاحق بدوره من قبل المحكمة الجنائية الدولية عن المجيء إلى نيويورك.
«فرانس برس - رويترز»